الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس في الحكومة

رامي أبو شهاب

2006 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


حماس في الحكومة عنوان صغير يبعث على التأمل مليا فالتضاد بين الكلمتين له وجود في وعي الإنسان الفلسطيني تاريخيا وثقافيا ، ولكنه الآن مضطر إلى قبول هذا التضاد بين مفردتين، كانت بينهما مسافة بيضاء شاسعة، فالكلمتان تعنيان ببساطة أن حماس" حركة المقاومة الشعبية" أصبحت سلطة بما تعنيه السلطة من رهبة في الوعي البسيط لكل مواطن في أي مكان.
ما هي الصورة الجديدة لحماس؟ وهل كان لمذاق السلطة أثر في وجه حماس الملائكي سابقا ؟
أعتقد أن حماس أصبحت نموذجا للسلطات المتحجرة، وتحديدا في مواجهة المشاكل والأزمات ، فهي لا ترغب في إفساح المجال لشريك آخر، خوفا على شرعيتها ونقائها، مما يبرز عنجهية تمارسها باعتبارها ظلا إلهيا على الأرض، فهي في موقفها الإسمنتي من عدم الاعتراف بإسرائيل وتجاهلها لفكرة الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعدم التزامها واعترافها بالاتفاقيات الموقعة، ورفضها لمنطق أوسلو فإنها تظهر جهلا وتخبطا سياسيا وفكريا ، بدأت ملامحه عندما خرجت من ذاك الدور الرومانسي الذي كانت تمثله كوجه للمقاومة، وأصبحت ضمن اللعبة السياسية، مما يبرز تناقضها الواضح بين تنظيرها التاريخي، وممارستها الحالية فقبولها المشاركة في السلطة الفلسطينية و وجودها في السلطة هو اعتراف وقبول بالاتفاقيات الموقعة خاصة أوسلو، لأن السلطة الفلسطينية هي إحدى مخرجات أوسلو ،وحكومة حماس انبثقت من لعبة أوسلو ،وبالتالي فإن حماس لا تعرف ماذا تريد ؟ فهي تتزعم حكومة منبثقة من رحم سلطة هي إحدى بنات أوسلو، ولولا تلك الاتفاقيات لما كان قادة حماس في الواجهة الآن ، لقد تذوقت حماس طعم السلطة وبدأت تتطاول لتملأ مساحة معتمدة على موقف متشدد، تعتقد أنه سيؤمن لها القبول والتأييد والدعم، ولكن حماس أو بالأحرى قادة حماس وغرورهم الأعمى جعلهم لا يرون الشعب الفلسطيني، بمقدار ما يرون أنفسهم وحركتهم مقدمين حماس على الشعب الفلسطيني، وهنا خطورة ما ستؤول إليه حركة حماس عندما تصبح أسيرة نفسها ، باعتبارها هي فلسطين، و وتتجاوز شعبا متعدد الاتجاهات السياسية، وتتجاوز حاجاته الإنسانية ونضاله وتاريخه، للمحافظة على كبرياء حركة حماس فقط، وعدم إذعانها للمطالب الدولية، والذي يدفع ثمن هذه المعركة الشعب الفلسطيني المقهور داخليا وخارجيا ، مما يجعله يضيق بحماس كما ضاق قبلا بفتح، ويبدو أن المثل القائل : " ما بتشوف خيري إلا لتجرب غيري " هو لسان حال الفلسطينيين بعد أن استبدلوا فتح بحماس، ففتح مع كل أخطائها كانت دوما أكثر اقترابا بخطابها السياسي وميكانيكيتها من درجة الشمولية، كونها ممثلا للشعب الفلسطيني بمختلف تياراته .
وها هو الوضع يضيق، وحماس لا تحرك ساكنة ، فهي مصرة على موقف أجوف بفرض قوتها الشرعية المتحصلة من الانتخابات،و كأنها تقول للفلسطيني أنتم انتخبتمونا وعليكم أن تدفعوا الثمن، فنحن الآن السلطة ومن أجل ذلك عليكم تواجهوا الجوع لأجل عيوننا، وأعتقد أن هذا هو من أشد الأسلحة خطرا على القضية الفلسطينية لأنه يصيب في عمق بنية المجتمع الفلسطيني، مما ينذر بعواقب وخيمة ربما تكون حماس ضحيتها الأولى حين اختارت أن تكون سلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتحان عسير ينتظر إيران بعد وفاة رئيسي.. إلى أين ستمضي طهران


.. إجماع إسرائيلي على رفض قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو بصفت




.. مشاهير يوجهون رسالة إلى زوجة بايدن لحثها على اتخاذ موقف تجاه


.. استشهاد 10 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة الكح




.. وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، ماهي التبعات السياسية في