الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يبدو قيس سعيد منعزلا وفريدا.؟!

حمّودة البريني
كاتب

(Brini Hamouda)

2023 / 2 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هل يبدو قيس سعيد منعزلا وفريدا..؟!
دون طرح هكذا سُؤال،و مقاربة الإجابة عنه، ربّما يتحوّل كمال اللّطيّف إلى أُحْجِيَةٍ نتسامر حولها..!!
رغم التحافها بلحاف الدّين و دغدغة هذه المشاعر عند عموم التّوانسه مستغلّة بذلك إقدام دوائر الاستخبار و القرار الغربيّة على تجربة الإسلام السّياسي في مخبر الشّرق..لم تكنْ حركة النهضة، وغيرها من التّشكيلات السياسيّة التي حكمت تونس طيلة العشريّة السّوداء سوى تعبيرة سياسيّة لأكبر تحالف رجعي وعميل بين كبار الملّاك والسماسرة وبارونات الإرهاب والتّهريب الذين عصفوا بحلم التوانسة في حياة أفضل، موظفين في ذلك مؤسسات الدولة ومقدّراتها..في مشهد سريالي، امتدت جذوره ليتغذّى وسط تربة عقيمة تشتّتت أقطابها وتعدّدت بين قطاعات تشكّلت من معارضات سياسية خجولة ومُربكه يغلُب عليها الطمعُ في أحيان كثيرة وهي في الغالب معارضات وظيفيّة تتلقّى توجيهاتها من على طاولات الأمسيات الصّاخبة داخل أروقة السّفارات ممّا يوحي زورا وبهتانا بمناخ ديموقراطي وحقوقي ما انفكّت الدّوائر الاستخبراتية تروّج له.. و بين قطاعات مهنية واسعه يجثُم على صدورها جهاز بيروقرأطي ما انفكّ يقدّم نفسه على أنه "أكبر قوّة في البلاد" متباهيا بعدد منخرطيه "الثّماني مائة ألف" امتدّت ذراعه الطولى لتنال من سمعة المنظّمة ورصيدها التّاريخي المنطبع في وجدان عموم التوانسة و في سياق تاريخ الحركة الوطنيّة وذلك ببادرة مُخجلة استهدفت الانقلاب على قوانين المنظمة ونظامها الداخلي ليس لها من مبرّر سوى الاستئثار بالمنصب و غنيمة الامتيازات لأطول فترة ممكنة ممّا رمى بالعمل النقابي في دائرة الشبهات و انعكس سلبا على بريق المنظمة ودورها الوطني و نال من سمعتها فلم تعد كما كانت مثالا يُحتذى به في المسألة الديموقراطيّة بل فقدت الإحترام والتقدير اللازمين..في عيون حتّى السلطة القائمة. مشهد سريالي تسوّق له جوقة إعلاميّة يؤثّثها ثلّة ممّن يعانون ضنك العيش و افتقار الفكر أكثر مما يعانون من سوء التغذية..فما ينفكون يُباعون ويُشترون مقابل بعض المكاسب الرخيصة..أو ربما مقابل ما أملته عليهم ضرورات الحياة و إكراهاتها..ولكم افتضح حال أحدهم أو البعض منهم بما تلقّاه من هدايا عينيّة من قبل من ينتسبون إلى رجال الأعمال.. كالشّقق في إحدى العمارات أو العربات الفارهة أو الأرصدة المودعه في البنوك ليس كرما منهم بل استئجارا لهؤلاء بوصفهم أبواق دعاية أو منابر تحريض..وهي فرصة في الأخير لتبييض الأموال الكريهة..
يتمّ ذلك وسط صُهارة غير متجانسة بل هي متنافره كثيرا إذا ما أخذنا في الاعتبار حالة الذهول و الانزواء التي حكمت سلوك النخبه "المثقفّة" أو هكذا تقدّم نفسها مجتمعيّا..وهي في الحقيقة ليست سوى شريحة اجتماعية من "البرحوازيّة" الصغرى والتي باتت تخشى على نفسها من التّلاشي في فضاء عام ومفتوح بعد أن اكتسحه العوام من الهامشيين و المعطلين..أو هكذا كما يرونهم..فباتت هذه الشريحة مذعورة منكفئة على نفسها تراقب الوضع العام دون أن تنخرط فيه من على أسطح شققها أو شرفاتها أو داخل أسوارها.. في حالة من التهيّب والوقار المزعومين..محافظة بذلك على مكاسبها أو ما يتراأى على أنه مكاسب..دون أن تعي بما لهذا الحياد القاتل و هذا الانزواء من تأثير سلبي على مجريات الأحداث في مسار تحديد الخيارات الكبرى الموجّهة لحياة الناس..!
رغم كلّ الإرهاصات و ماعلق بمسار الخامس والعشرين من جويليه من سنة 2021 من شوائب وهنات في البعد الاقتصادي والاجتماعي تنهل أساسا من وضع أزمي بسبب الوباء الذي اجتاح العالم عمّقته الحرب الرّوسيّة - الغربيّة..فإنّ التوانسه يعيشون اليوم على وقع حرب تحرير شامله تُفكّك فيها لوبيات الفساد و الإفساد ليُعاد بناء مؤسّسات الجمهوريّة الثالثة على قواعد ديموقراطيّة سليمة ..لذلك فإنّ أيّ بوصله ليست هذه وٍجهتُها إنّما هيّ بوصلة مريبة..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد


.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي




.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ




.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا