الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لازال للشعر ضرورة

لهيب خليل

2023 / 2 / 21
الادب والفن


الشعر وسؤال الروح الوجودي ..
هل لازالنا بحاجة ماسة الى الشعر ،بصيغة اخرى هل الشعر ضروري جدا مثل الطعام مثلا ونحن في اوج ثورة النت والذكاء الاصطناعي ، عولمة الاسواق انستنا اننا على قيد الحياة واننا لم نعد نسمع نشيد فرح الوجود لاننا الان في عصرالسرعة ومن سرعتها لا نشعر حتى بها ؟ وهل لازالنا بحاجة الى اوكسجين الشعر والادب والفن والفلسفة ،الم يجرح العلم اروحنا الى درجة فقدنا فيها طعم كل شيء تقريبا اوليست الغربة والتغريب امسيا يحكمان كل انسان على ظهر هذا الكوكب احيانا كثيرة نحس بقرف العلاقات البلاستيكية التي ولدت مع اختراع النايلون حب بلاستيكي عبارات جاهزة موجودة على صفحات الكوكل نرسلها لبعضنا ولا نشعر باي حرف من حروفها ،جمال بلاستيكي نسائنا صرنا يشبهنا الدمى جميلات ولكن بدون روح حتى الاشجار في الحدائق فقدت رونقها والقها ولم تعد تجذب حتى الصغار للتسلق عليها ، وكذلك الطعام فقد ذلك الطعم اللذيذ الذي نحسه ونستطعمه في السابق فالبرغر الحالي بالضبط طعمه بلاسيك مقلي بالدهن، والمشكلة الكبرى ، كلما ازداد الانسان وعيا كلما زادت أسئلته وبعضها مؤرق محير يدفع به نحو البحث والتحري والنبش،بعض الاسئلة كجرح عميق والالم معها اعمق كانه الم من فجر التاريخ ، لذلك هربنا الى الغرائز بحجة الوصول الى تحقيق الوجود سؤال الوجود والروح التي لن تجد لها اجابة شافية الا بلغة العلم فاخترع الانسان الشعر عله يصل لما ترغب وتريده الروح والضمير ويظل الشاعر يكتب لمحاربة اسئلة الظلم والجهل والشر الكامن في داخل النفوس وخارجها وكلما تجددت الاسئلة ضغطت المشاعر والأحاسيس لتشعل وجدان الشاعر لينقي الاجوبة علها تشبع ظمأ الروح قبل الجسد لذلك فالشعراء اليوم هم اشبه بطلاب الفلسفة التي بدأ كل منها وبها العلم والمنطق والادب والفن فالشعر يداوي الجروح التي يسببها العقل مثلما يقول الشاعر والفيلسوف الالماني نوفاليس ومثالا على ذلك عندما سببت إسهامات غاليليو العلمية أرقًا لعلماء اللاهوت والفلسفة الطبيعية في ذلك الوقت، لأنها ناقضت الركائز العلمية والفلسفية المعتمدة على أفكار أرسطو وبطليموس، والتي تدعمها الكنيسة الكاثوليكية. بشكل خاص، اعتبرت ملاحظات غاليليو حول كوكب الزهرة، والتي ظهر انها التي تدور حول الشمس، بالإضافة إلى مراقبة الأقمار التي تدور حول المشتري ،كان مناقضة لنموذج مركزية الأرض لبطليموس، والذي آمنت به الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ودعمته، *1 . وذلك الذي تسبب في جرح واحراج النظام الديني والسياسي ، لذلك وجدوا غاليليو «مشتبهًا بقوة بالهرطقة»، بالتحديد لأنه حمل آراء قائلة إن الشمس ثابتة في مركز الكون، وأن الأرض تتحرك وليست هي المركز، ولأنه دافع عن هذا الراي رغم انه كان مناقضًا للنص المقدس. تطلب المحكمة منه «نبذ ولعن وإنكار» هذه الآراء وتحكم عليه المحكمة بالسجن رسميًا بالتفاصيل التي تراها محكمة التفتيش مناسبة. وجاء بعده بمائتي عام الكاتب والشاعر توماس هاردي وقال (لو ان غاليله قال نظريته شعرا لتركته هيئة المحلفين في المحكمة واخلي سبيل ) لان لغة العلم لغة وكلام عقلي وحاد وجديد على تلك الفترة التي كانت فيها حتى القضايا العلمية تحتاج الى موافقة السلطة الدينية عليها .الشعر هو محاولة للخلاص الفردي حين تحاصر الاسئلة الشاعر وكانه بذلك يحاول ايجاد طريقا للخلاص لبقية الناس فالشاعر الحقيقي هو الذي يمتلك رؤية للمستقبل اكثر من غيره كمَلَكةٍ وهبةٍ الهية او تعلمها من خلال القراءة والدراسة والبحث ،فبعض الاسئلة ثقيلة جدا لذلك يمرن الشاعر خياله ليزيح عنه ذلك الحصار الوجودي .

يقول ابن عربي
إِنَّ الْوُجُودَ لَحَرْفٌ أَنْتَ مَعْنَاهُ
وَلَيْسَ لِي أَمَلٌ فِي الْكَوْنِ إِلَّاهُ
الْحَرْفُ مَعْنًى، وَمَعْنَى الْحَرْفِ سَاكِنُهُ
وَمَا تُشَاهِدُ عَيْنٌ غَيْرَ مَعْنَاهُ
اذا كان اعذب الشعر اكذبه فما الذي يصنع بنا ؟كيف نقف مذهولين امام صوره ورسوماته اللغوية الساحرة وكأننا نلمس حقيقة من الحقائق ؟ّ!سيقول البعض وانا منهم لسبب بسيط وممتع لان الجمال وحده هو الحكم فمقياس الشعر الجمال الحسي والمادي ودوما هو اجمل الادب والفكر والصور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب