الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12765 ما ينقصنا في سورية والشرق.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2023 / 2 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أيّها السوريون على اختلاف قومياتكم ودياناتكم ومذاهبكم .أينما كنتمْ.
سؤال ساذج أسأله لكم جميعاً .هل الذي كان أجداده منارة للعالم وعلمه الأبجدية يحقّ له أن يعبث بهذا المجد وينساق وراء الخُرافات والأوهام حتى أنهُ راح يظنُّ أنهُ أحد الأولياء الذين يُستجاب لدعواهم .؟!!
منْ قال أنّ التدين ليس حاجة روحية ونفسية للإنسان ؟ فقد ضلّ . وإنما علينا أن نوجز مالايوجز في هذا النص القصير.
في سورية أرض تكفي لمئة مليون نسمة وأكثر ،وتكفي لعشرين قومية ولغة وعرقا وديانة وأكثر ، وتكفي مواردها الطبيعية لسورية الطبيعية بكاملها في كلّ شيء.في سورية التاريخ والعلم والثقافة وهي بلاد الشمس. فيها الإرادة وحبّ الحياة، وفيها تتجلى الشهامة والمروءة والكرم والتضحية والعزة في أبهى صورها وأحسن تقويمها . أهل سورية ليسوا أقل من غيرهم علماً وثقافة ً وذكاء من أيّ إنسان في الدول المتقدمة والمتطور في العالم.
في سورية الشجاعة والإقدام وهذه ميزة تتجلى في حلكة الأيام واضحة جلية ما ينقصنا اليوم هو أنْ نُفعّلُ هذه الخصال ضدّ تيارات الخُرافة والأساطير والغيبيات والماورائيات التي أحكمت سيطرتها على عقولنا وقلوبنا ورحنا لها أسرى تتحكم في مصائرنا وتحليلنا وتفسيراتنا للظواهر الطبيعية التي لا علاقة لها لا بدعائنا ولا بصلواتنا التي وضعها أسلافنا أولئك الذين كانوا يرون الرد على الظواهر بهذه الأساليب . ولهذا لا نُدينها إنما كانت ردود فعل طبيعية في أزمنتها .والسؤال لماذا نُقلدهم هل هذا هو الدين والتدين؟!!
أعتقد ما يلزمنا هو أن نُغير اتجاه عقولنا التي خلقها الله لنا من أجل أن نعْملها ونبحث من خلالها عن الحقيقة والحقائق الثابتة .ونتخلى عن الإيمان بالغيبيات والشعوذات والخُرافات ونتمسك بالعلوم الرياضية والفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والمرفولوجية وعلوم العقل والمنطق . بالاستنتاج والاستقراء والاستدلال التي إن تمسك بها أيّ شعبّ لابدّ أن يتقدم ويتطور وينال قسطاً من السعادة والهناء والبلهنية نتاج عقله وفكره .أليس في تراثنا ما يؤكد قولي هذا؟!!( فتشوا الكتب ...أطلبوا العلم ولو كان في الصين، هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون)؟!!
والسؤال هل مع العلم ذاك التقليد الأعمى والجهل المطبق يا أهلنا. لماذا لانستيقظ على سلوكياتنا الخاطئة ؟!!
علينا أن نتمسك ونعمل حقيقة بالعلوم التي من خلالها نُدرك السبب والمسبب ، العلة والمعلول، فالحياة يا إخوتي علم واتزان وقمة أهداف الحياة هو أن نطور قدراتنا العقلية لنستوعب أبعاد الأشياء والكون والوجود. وأعتقد لستُ بعيداً عن أن أستحضر قولا (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ). وبالعلم والإيمان بقدرة العقل نجتاز الصعاب والمحن. وبالعلم والعقول غير المصادرة من قبل تعاليم لاتمت للواقع ولا لحياتنا الحاضرة بصلة نستطيع أن نُخطط ونُفسر الزلازل ونضع لها حلولاً حقيقية رادعة وليس بالدعاء .حتى أمراضنا فكلّ دعواتنا وصلواتنا ثقوا لا تُشفيها ولا تسير دعواتنا الطائرات لآلاف الأميال بل بنتاج العقل البشري تُحلق .تأكدوا أن أفضلنا ليس المدعي. بل العالم والداعي للعلم وعلينا أن نؤمن ونثق بأنّ الإنسان عندنا ليس بأقل من الإنسان في الدول المتقدمة والمتطورة التي اعتمدت على العلوم وفصلت الدين عن السياسة وطورت آليات وجودها بالبحث العلمي وليس بالبحث في كُتب لا جدوى منها لا هنا ولا في الآخرة. ثقوا تماما لأنها آراء أناس هكذا اجتهدوا حينها فهل نعبدهم وننسى أنفسنا ونحن نرى ونتعامل مع أجهزة هاتفية تبتعد عن عقول هؤلاء ملايين السنوات الضوئية ؟ والغرابة إن نحنُ تمسكنا بهم ونستخدم الهواتف الذكية.
وجزئية أخرى يا إخوتي.
في وطننا .وأقصد سورية الكبرى .هناك تنوع عرقي ولغوي وديني ومذهبي وتاريخي عريق غارق في بدء التكوين. كلّ هذا غناء لنا إن نحنُ أحسنا تفعيل هذه الأدوار في سياق واحد ونزعنا عنا عقليتنا المتمسكة بمقولة (نحن الأعلون.) نحن الأفضل، نحن الحق والحقيقة، نحن والبقية كفار.علينا أن نتبنى مشروع تفعيل دور العقل والمنطق لبناء وحدة وطنية حقيقية وليست بالشعارات تُبنى الأوطان. وما يلزمنا هو منهاج سياسي ودستور حضاري لايقوم على مقومات الأمس بل نستنبطه من آلامنا ومآسينا وحاجتنا الحقيقية نضبطه بالإيقاع الحق والعدل والمساواة .وتأكدوا لايوجد في العالم من وطن ٍ تتجلى فيه العدالة كاملة. إن الجمهورية الأفلاطونية لاتوجد على الأرض إنما هي أحد أنواع الأماني والفردوس غير موجود إلا من خلال تفعيل دور العقل وحده .
أخوتي لنترك الماضي بكلّ محمولاته التي لاجدوى منها ولا نعود إليها ، لنتجدد في أذهاننا وعقولنا وعلينا أن نتثاقف بثقافة المسامحة وإلا الأمر من الصعوبة بمكان .لأنّ ذاكرتنا الجمعية إن لم نفرغها من موروثها الأسود والمعتم فلن يكون بيننا سلام لأنها محشوة منذ مايزيد عن 1440 عاماً بمواضيع ليست من صالح الجميع إن نبشناها . لنتركها إلى الأبد ونتعلق باستحقاقات المرحلة القادمة ومستقبل أجيالنا إن كان يعنينا ذاك المستقبل.؟!!
وأنا على يقين إنّ ثقافة المسامحة كافية لتمحو كلّ آثار العدوانية بيننا عندها سننطلق لغدٍ فيه من الفرح مايكفي لنكون منارات للعالمين. لأننا أحفاد أولئك الذين كانوا منارات للعالم في قديم الزمان ، علينا أن نعتز بالعلم الذي قدموه للعالم وليس بعدد الرؤوس التي قطعها فلان أو فلان ونعتبرهم أبطال تاريخنا الدموي . علينا أن ننطلق في ورشة عمل واحدة تتنوع في حركتها لتصل إلى غاية واحدة هو أن نبني معاهد للعلم ونجدد في مناهجنا التربوية ونقطع حبل السرة مع تراثنا الدموي والمكفر للآخر .فهذا الأمور لاتليق بالسوري الحقيقي وعلينا أن نعمل على وضع منهاج سياسي يؤمن بالتعددية القومية والدينية وحق الجميع دون استثناء لأنّ ما نحن عليه يُخالف قيمنا السورية الحقيقية % .
وأن يكون هناك عملية ضبطّ لكلّ ما نقوم به عالمين متأكدين بأنّ الياباني والإنسان في الدول المتقدمة والمتطورة ليس بأفضل منا إنما ذاك لاتحكمه وتسلب عقله الخُرافات والأوهام والسلوكيات التعبدية غير السليمة .
هناك رسالة علينا أن نُحققها لكي نكون طبيعيين . الأولى علينا أن نكون بالفعل وليس بالدعاء والادعاءات أن نرى مجتمعاتنا تتحقق فيها أول ما تتحقق العدالة والحرية المنضبطة واستخدام للموارد الوطنية بما يكفل الاكتفاء الذاتي للجميع والمحاسبة الفورية لكي تكون تلك الحالات قدوة للآخرين .وأيّ مجتمع يخلو من المحاسبة الحقيقية وعلى كلّ إنسان فيه من القمة للقاعدة فهو مجتمع لايبلغ مرحلة طفولته ولهذا تُشكل المحاسبة طريقاً معبداً لتحقيق العدالة والمساواة .
لا وطنية بدون شرط الحرية المنضبطة في سياقات واقعية. والمساواة بين جميع المكوّنات القومية والدينية والمذهبية. والقوة لاتصنع مجتمعاً مثالياً بل أن يؤمن الجميع بمسؤولية دوره الوطني.
أيّها الإخوة .
في ختام هذا النص . لستُ واعظاً، إنما أؤكد من أنّ الله غني بذاته وليس بحاجة إلى الإنسان ليُدافع عنه وإذا ما بقينا نؤكد على نصرته فنحن ننفي عنه قدرته وحاشا له. علينا أن نُغير عقولنا التي صادرتها تعاليمنا المتمسكة بأهداب الخرافات والغيبيات. وإذا بقينا ننهج نفس السياسة الوطنية ولا نُجددها كليا ولم نبدأ بالخطوة الأولى التي تجعلنا نسير على طريق الصواب .فإنّ الشرق برمته إلى تغيير سونامي في كلّ شيء وقريباً ستثور عليه أجياله التي ستشرحه تشريحا لأنها ستُدرك ـ وقد أدركت ـــ بأنّ كل مانحن عليه من علوم وثقافة ليست سوى ثقافة الصحراء قبل آلاف السنين التي لاتتناسب مع الواقع والحياة.وهذا الذي يريده أصحاب الدعوات الذين لايريدون لنا أن نُدرك الحقيقة لأنّ مكانتهم تكمن في تجهيل عقولنا عن العلم الحقيقي.وعليه أوقع أحد السوريين الذين هاجروا من كلّ ماسبق.
# اسحق قومي. ألمانيا في 22/2/2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال