الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل التحالف الأميركي الأوروبي

سنية الحسيني

2023 / 2 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


صعدت إلى الواجهة بعد الحرب الروسية الأوكرانية أهمية تتبع العلاقات الاستراتيجية التي تربط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث تتصدى القوتان معاً لروسيا اليوم في هذه الحرب، رغم خلافاتهما حولها. وتوصف العلاقات الأميركية الأوروبية أو العلاقات عبر الأطلسي بأنها أهم علاقة ثنائية حول العالم، وأقوى اتحاد عالمي، يضم أعتى قوتين سياسيتين وعسكريتين واقتصاديتين تسيطران على معظم التجارة في العالم، فالطرفان أضخم شريكين تجاريين في العالم. كما تعتبر الدول الأوروبية الحليف الثابت للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية. ورغم مرور أكثر من 75 عاماً من العلاقات الأميركية الأوروبية المميزة والمستقرة والقائمة على التفاهم والتعاون والتحالف المتعدد الجوانب، واجهت هذه العلاقة العديد من الأزمات على مدار السنوات الماضية، ورغم ذلك حافظت على استمرارها وبقائها، فهل هي علاقات غير قابلة للكسر، مهما بلغت الخلافات؟

تدخلت الولايات المتحدة مبكراً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لإنعاش الوضع الاقتصادي والدفاعي الأوروبي، الذي عانى وضعاً كارثياً بعد الحرب. واعتبرت العقيدة الأميركية أن بقاء أوروبا، التي تتشارك معها بالقيم الليبرالية الغربية، موحدة وقوية يشكل ضرورة للاستقرارها. فلعبت خطة مارشال عام 1948 دوراً أساسياً في تشكيل العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي. وكانت الدول الأوروبية قد بدأت في السنوات التي تلت الحرب مباشرة في تشكيل اتحاد اقتصادي أوروبي عرف بالمجموعة الأوروبية للفحم والصلب. ونسجت الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة لعام 1947، ومنظمة التجارة العالمية بعدها كأدوات لتنظيم التجارة عبر الأطلسي على الصعيد الاقتصادي. وعمل حلف الناتو بعد الحرب كآلية أساسية للتنسيق الدفاعي بين أميركا وحلفائها الأوروبيين، حيث بقيت السياسات الأمنية الدفاعية محور العلاقات عبر الأطلسي، مع ضمان بقاء تلك العلاقة تحت قيادة الولايات المتحدة. فشكلت أوروبا عمقاً استراتيجياً لأميركا وخطاً دفاعياً مهماً لصد الشيوعية منذ الخمسينات من القرن الماضي وطوال سنوات الحرب الباردة، وتعاون الطرفان الأميركي والأوروبي في نشر أفكار السوق الحرة والليبرالية الغربية.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ركزت الولايات المتحدة على ارتباطها بالدول الأوروبية الموحدة، والتي تشكل قوة عالمية مهمة، تحتاج الولايات المتحدة لدعمها، في ظل النظام الأحادي القطبية الحديث الظهور. وركزت دراسات لمفكرين أميركيين على إمكانية أن تشكل أوروبا بشقيها الأوروبي أو الأوراسي خطراً استراتيجياً حقيقياً على أميركا، واعتبروا أن الاحتواء الاستراتيجي لأوروبا أمثل الطرق للولايات المتحدة للتعامل معها، وضمان بقاء النظام الأحادي القطبية الذي تدعم أميركا بقاءه واستمراره باستماتة. على الجانب الأوروبي، تبلورت استراتيجيتان أوروبيتان مختلفتان للتعامل مع الولايات المتحدة، في أعقاب توقيع معاهدة ماستريخت، المنشئة للاتحاد الأوروبي عام 1992، والتي ركزت على بناء القوة الاقتصادية والسياسية لأوروبا، وتبني سياسة خارجية وأمنية مشتركة لدول الاتحاد. دعمت الإستراتيجية الأولى دول مثل فرنسا وألمانيا، وتقوم على اندماج أكبر بين دول الاتحاد واستقلالية أكبر عن أي تبعية أميركية، في حين تقود بريطانيا الاستراتيجية الثانية، والتي تميل نحو التقارب والتنسيق بين الدول الأوروبية دون ذوبان للسيادة الوطنية، واقتراب أكبر من السياسات والتوجهات الأميركية. وتدعم دول أوروبا الشرقية والوسطى التي انضمت الى الاتحاد الأوروبي ما بين منتصف التسعينيات و2004بالاضافة الى هولندا الاستراتيجية الثانية الأقرب الى الولايات المتحدة.

ويمكن تتبع التباين بين تلك المواقف الأوروبية على جانبي تلك الاستراتيجيتين تجاه العلاقة مع واشنطن من خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق عام 2003، فتحالفت بريطانيا مع الولايات المتحدة لغزو العراق، بينما دعت فرنسا وألمانيا ولوكسومبرغ وبلجيكا لتبني سياسة عسكرية دفاعية مستقلة عن واشنطن، خلال تلك الحرب. وطالما دعت فرنسا لاستقلال عسكري أوروبي عن أي تبعية أميركية. وكانت الحرب الروسية الأوكرانية واحدة من تلك الأحداث التي أعادت تلك المشكلة الخلافية الأوروبية إلى الواجهة. فاصطدمت المواقف الأوروبية المتباينة حول استمرار هذه الحرب، التي تدعم واشنطن بقاءها واستمرارها دون مواربة. فضحت هذه الحرب في بدايتها طبيعة التباين في التوجهات الأميركية والأوروبية خصوصاً بين الولايات المتحدة وقطبي الاتحاد فرنسا وألمانيا، ثم ظهر التفاوت بين مواقف دول الاتحاد بشكل فردي مع الموقف الأميركي، كما حدث مع المجر التي عارضت قرار الاتحاد، الذي يفترض أن يصدر بالإجماع، بمنع استيراد الغاز من روسيا، بل وقعت المجر اتفاقية جديدة مع روسيا لتوريد الغاز لمدة 15 عاماً.

وفي حين تضع هذه الحرب أوروبا في مأزق، لأنها على أرضها، وتستنزف مواردها وطاقاتها وتزعزع اقتصادها، خصوصاً في ظل اعتماد كثير من دولها على واردات الغاز القادمة من روسيا، كما تضع سلامتها وسكانها على المحك في أي لحظة، تبقى الولايات المتحدة المنتصر الأكبر فيها. فطالما ضغطت أميركا على دول أوروبا لتخفيف الاعتماد على مصادر الطاقة والشراكة الروسية، ونجحت من خلال هذه الحرب في إجبار دول أوروبا لتحقيق ذلك. كما أنه على الرغم من أن المساعدات الأميركية لأوكرانيا في هذه الحرب تبدو الأعلى رقمياً، إلا أن نسبة تلك المساعدات الأميركية لا تقارن مع نظيرتها الأوروبية، في حال تم حسابها بشكل فردي على أساس مستوى دخول تلك البلدان مقارنة بدخل الفرد الأميركي. كما استفادت الولايات المتحدة من هذه الحرب بعد أن قدمت بديل الطاقة لدول أوروبا مقابل أربعة أضعاف ثمنه، والذي جعل المسؤولين الأوروبيين يتهمونها صراحة بالتربح من هذه الحرب على حسابهم.

كما شكلت الخلافات الاقتصادية والتجارية عبر الأطلسي سبباً جوهرياً لتوتر العلاقات بين الطرفين الأميركي والأوروبي، فبدأت على سبيل المثال مفاوضات رسمية بينهما عام 2013 بشأن الشراكة التجارية والاستثمار، إلا أن 15 جولة من المحادثات لم تنجح في سد الثغرات بينهما، وتم تعليق تلك المحادثات نهاية عام 2016. وباتت الثغرات أكثر اتساعاً في عهد الرئيس دونالد ترامب، حيث شهدت علاقات الطرفين تراجعاً ملحوظاً، بسبب سياسته التجارية التي تمحورت حول "أميركا أولاً". فاعتبر ترامب أن الاتحاد الأوروبي يستخدم الأدوات الاقتصادية عبر السوق الحرة للحصول على مميزات على حساب بلاده. وفرضت إدارته تعرفة جمركية على الواردات القادمة من أوروبا، خصوصاً الصلب والألومنيوم، كما تخلى ترامب عن عدد من الاتفاقيات المتعددة الأطراف مع الشريك الأوروبي، الأمر الذي جعل الاتحاد يعتبر ذلك انتهاكاً لقواعد منظمة التجارة العالمية، ويفرض رسوماً جمركية عقابية على السلع الأميركية. وبقيت العلاقات الاقتصادية بين الطرفين تواجه تحديات في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، وتفاقمت الأزمة بشكل واضح بعد إقرار واشنطن قانون خفض التضخم، الذي يركز على تقليل واردات الولايات المتحدة من دول الاتحاد، وتقديم اعانات وتخفيضات ضريبية للشركات الأميركية خصوصاً المرتبطة بصناعة السيارات والبطاريات ومشاريع الطاقة المتجددة، والتي تعتبرها أوروبا سياسة تمييزية تضر بشركاتها، وتعتبر فرنسا ذلك انتهاكاً صريحاً لقواعد منظمة التجارة العالمية، مؤكدة أن ذلك القانون يضع مليارات الدولارات وآلاف الوظائف في أوروبا على المحك. يأتي ذلك في ظل عجز تجاري أوروبي على مستوى الكتلة بلغ 65 مليار دولار خلال العام الماضي مقارنة بـ 7 مليارات فقط في العام الذي سبقه.
كما يبرز الخلاف الأوروبي الأميركي اليوم أيضاً في ظل الحرب التكنولوجية التي تشنها إدارة بايدن أيضاً ضد الصين، ووضعها لقواعد صارمة على بيع الرقائق الإلكترونية الأميركية للشركات الصينية لقطع الطريق على الصين لتطوير صناعة أشباه الموصلات والتي يمكن استخدامها عسكرياً. وتطالب الولايات المتحدة شركاءها الأوروبيين بالتعاون معها في إطار تطبيق هذه القواعد الصارمة على الصين، وتنقسم الدول الأوروبية أيضاً حول هذه القضية، فألمانيا والمجر ودول أخرى ترغب بالاحتفاظ بعلاقات إيجابية مع الصين، بينما لا تمانع أخرى باستمرار تبعيتها لواشنطن. جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتكشف مدى تعقد العلاقات عبر الأطلسي، وتبين كم هي على حساب الطرف الأوروبي وفي مصلحة الولايات المتحدة، الأمر الذي يجعلها محل تساؤل. إن المخاطرة بالعلاقات بين الطرفين مكلف لكليهما، وبشكل خاص للولايات المتحدة، كما أن استمرارها في ظل فرض أميركا شروط هذه العلاقة مكلف لأوروبا، فهل هي علاقة زواج كاثوليكي صعب الفكاك منه رغم التحديات؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألعالم ينقسم بين قطبين قومي وليبرالي
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 23 - 14:54 )
عزيزتي الست الحسيني
ارى ان امريكا واوربا ستنقسمان لا بسبب مصالح تجارية ، فهذه دوما هم قادران على تجاوزها ،بل سياسيا عقائديا بصعود التيار القومي لمجابهة الليبرالية التي تسيطر الان وذلك في معارك داخلية فيهما ، واتى ذلك واضحا خلال فترة ترامب، والاكثر وضوحا خلال الانتخابات الفرنسية الاخيرة ، فالمعركة هي مع الليبرالية كون الاتحاد الاوربي يتبناها في كل تشريعاته وقوانينه وسياساته، وفي حالة صعود اليمين القومي في كل من اميركا ودول الاتحاد فهو سيؤدي لتفتيت هذا الاتحاد لدول قومية في اوربا وترجع اميركا الى الانعكاف والاانعزالية من جديد كما كانت قبل الحرب الثانية ، وهذا مايقول به ويريده اليمين الامريكي وترامب على رأسهم
احادية القطبية ليست المصطلح الصحيح لوصف العالم اليوم ،فلا يوجد في العلم والعالمالطبيعي شئ اسمه قطبا واحدا بل قطبين ، أي حتى بروز قطب دولي جديد مثل الذي يمكن ان تنشأه الصين وروسيا ، وتضم دولا مثل ايران وتركيا ونظما قومية اوربية او خارجها معهم، وسقوم على تبني الايديولوجيا القومية مقابل القطب الاخر الليبرالي ، فالصراع هو بين هاتين الايديولوجيتين وقطبيها على ما اعتقد
شكرا لك


2 - وحدة المصالح و المصير تجمع بينهم / (استدراك)
محمد بن زكري ( 2023 / 2 / 23 - 19:14 )
آسفا شديد الأسف لخطئي في اسم الأستاذة الكاتبة ، أعيد إرسال مداخلتي المتواضعة ، مع رجاء قبول الاعتذار ..
-------------------------------------
تحية للسيدة أ.د. سنية الحسيني
في واقع سيادة نظام العولمة الراسمالية ، و سيطرة الاحتكارات العابرة للقوميات على مفاصل الاقتصاد العالمي ، بما في ذلك اقتصاد المعرفة - و بالذات فيما يتصل بالتكنولوجيا المتطورة - و المبادلات التجارية و حركة راس المال المالي .. أقول (كوجهة نظر) ، إنه في هذا الواقع من العولمة الراسمالية .. كما هي عليه ؛ فبالرغم من إخلال أميركا بقواعد منظمة التجارة العالمية ، لجهة عودتها (أُحاديا) إلى الحمائية و تعطيلها لمبدأ التنافسية و حرية السوق ؛ فإن ما يجمع بين الاتحاد الأوربي و الولايات المتحدة - راسماليا - يظل أكثر و أقوى مما يفرق بينهما ، مهما تغيرت (أطقم) الإدارة السياسية هنا أو هناك . و ذلك على الأقل كما يبدو في المدى المنظور ، ما لم يطرأ متغير ما على مستوى ميزان القوى في مسار تطور العلاقات الدولية .


3 - عفوا ، ما هو تخصص الأخ ؟
أحمد خالد ( 2023 / 2 / 24 - 12:16 )
بعد استسماح السيدة المحترَمة الكاتبة
سؤال للسيد لبيب سلطان : ما هو تخصصك بالضبط ؟ هل لحرف الدال الذي يسبق اسمك علاقة تخصصية بعلوم السياسة ( التي تدرِّسها الكاتبة ) ؟
عفوا ، من تعليقك يظهر أنك من الهواة و لست من المتخصصين .
الأستاذة الكاتبة ( التي تخاطبها - ذكوريّاً - بلفظ : ‘‘ الست ’’ !) ، تعرّف نفسها بأنها أستاذة جامعية ممارسة ، و أنها دكتورة في العلوم السياسية . بينما عنوان تعليقك الذي يفصل - نوعيا و بالمطلق - ما هو قومي عما هو ليبرالي ، يدل على قصور معرفة بعلوم السياسة .
و كقارئ جاد ، افهم أن هذا الموقع هو منتدى فكري ، و ليس صالونا اجتماعيا أو صحيفة حائطية .


4 - كل تقديري للاستاذة الدكتورة سناء الخسيني
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 24 - 15:01 )
وتعليقي اعلاه ناديته بالست وهو اسلوب مؤدب وجميل ايضا والحوار المتمدن لايضع في المقالات تعريف كاف بالكتاب كون قواعد النشر تحدد الاسم فقط عكس التعليق يمكن اضافة اللقب العلمي مثلا
وللاخ احمد خالد اود ان اشير ان الشخصنة ليست هي الموضوع سواء لي او للدكتورة فاناس العلم لاتههم هذه القضايا بل تفاعل الافكار وتطويرها واذا كان لك رأي مفيد في موضوع المقالة اطرحه
ودعنا نستفيد وتعقيبا على نهاية مداخلتك ان الموقع منتدى فكري وقارن مداخلتي وتعقيبك ايهما فعلا حوارا فكريا
ولك وللدكتورة تحياتي


5 - التخصص .. التخصص .. التخصص ، فحسب .
أحمد خالد ( 2023 / 2 / 24 - 20:57 )
عفوا سيد لبيب ، ردك غير مقنع . فسؤالي هو عن مدى العلاقة التخصصية ، في تعليقك ، بالعلوم السياسية ، لأنك في التعليق تسبق اسمك بحرف (د) ، بينما محتوى التعليق لا ينم عن المعرفة التخصصية بالعلوم السياسية ، رغم طابع (الوثوقية) فيه ! وأنت تهربت من الإجابة على السؤال . وإلا لجاز لي كطبيب ممارس متخصص بالتحليل النفسي ، أن أقرن اسمي هنا بحرف الدال ، وذلك ما يتنافي مع الأمانة العلمية ، فتخصصي لا يؤهلني ’’ علميا ‘‘ أن أحاور في العلوم السياسية أو الاقتصادية . أما رأيي كقارئ فقد أبديته ضمنا في تعليقي .
وأما ملاحظتي بأن هذا الموقع ليس صالونا اجتماعيا ، فمردها إلى الخلفية (النفسية) الكامنة في مخاطبة أستاذة جامعية بعبارة ’’ عزيزتي الست ‘‘ ، فلهجة الاستعلائية الذكورية غير خافية ، في مخاطبة الأعلى للأدنى ، بدالة النوع الاجتماعي ، وليس على قاعدة التكافؤ ، بمرجعية التخصص (العلمي) في الحوار .
وعلى أي حال ، فالأمر من جانبي - كقارئ غير متخصص - انتهى ، ولا داعي للمزيد .


6 - المثقف والاختصاص
د. لبيب سلطان ( 2023 / 2 / 24 - 23:57 )
استاذ احمد
المثقف غير الاختصاص حتى اني طالما رايت اناسا بسطاء اكثر ثقافة من اختصاصيين في الفضاء او الطب كما ارى انكم لاتميزون بين الثقافة وبين الاختصاص
اني صادفت فلاحين عراقيين دهشت لثقفاتهم العميقة وفهمهم للحياة من جراح امريكي
وكلمة ست في العراق تعني استاذة وهو ماقصدته وليس كما تحاولون دون جدوى ان هناك قلة
احترام بل هو احترام وتقدير


7 - والشيء بالشيء يُذكر ، لماذا نحن متخلفون ؟
محمد بن زكري ( 2023 / 2 / 25 - 11:56 )
في مكان آخر على موقع الحوار المتمدن ، يطرح المفكر المصري سامي لبيب سؤالا إشكاليا ، هو : لماذا هم تحضروا وتقدموا ونحن متخلفون ؟ والجواب عندي هو أن احد أهم عوامل تخلفنا يعود إلى إغفال أهمية التخصص ؛ فالضابط العسكري يصبح حاكما ملهما ! ورجل الدين يصبح زعيما يقود الرأي العام ! ومهندس المجاري يصبح مفكرا سياسيا ! .. إلخ . والكل يتكلمون - بكل الثقة - في كل شيء ! فلا ضريبة على الكلام .
ولعل من أهم عوامل تخلفنا الموقف السالب من النساء ؛ فالعنفٌ (في مجتمع الذكور) متأصل في التكوين البنيوي لعقلية الاستبداد الشرقي لدى الرجل العربي ، وغالبا ما يطفو (رمزيا) إلى السطح ، في تعاطيه مع المؤنث ؛ سواء في الفضاء العام (التحرش / مثلا) انتهاكا لخصوصية المرأة ، أم في الجدل الفكري (التأستذ / مثلا) تسفيها للمرأة ونفيا معنويا لأهليتها كإنسان أنثى متكافئ عقليا مع الرجل ، حتى لو كانت عالمة بفيزياء الكم !
وأجزم أنه لو سمحت الكاتبة بتقييم المقال ، لكان للأصفار حضور ملحوظ ، وللتجاهل حضورا مماثل . وللاصطفاف الايديولوجي حضوره أيضا .
وكم هي الفجوة واسعة بينهم هناك في الشمال وبيننا هنا في الجنوب
تحياتي واحترامي للجميع

اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم