الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إكسروا الحصار عن سوريا

راغب الركابي

2023 / 2 / 24
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


دعونا نعزي أخواننا في سوريا العز والكبرياء ، بما جرى من كارثة وألم أصابنا جميعاً في مقتل ، ودعونا نرفع الأكف ليحمي المتعالي القدير سوريا من هذه المحن الجرارة ، ونقولها بملء الفم لقد آن الأوآن لكسر الحصار التعيس و الجائر من على سوريا وشعبها العزيز ، وقولنا هذا نوجهه لجميع الدول العربية والإسلامية وشعوبها أولاً ، ولشعوب العالم الحر وحكوماته ثانياً ، فسوريا أيها السادة تعتبت من الحروب والدمار والتعسف والجور ، وتعبت من الغدر والخيانة وسوء التصرف ، وأن السنوات الماضية كانت كافية لتخاطب الضمير الإنساني أن لا حل مع العنف والكراهية والإجبار ، وإنما الحل بفتح طرق الحياة للعيش المشترك دونما وصايات وتبعيات ، فقد نال الحصار والظلم والكيد والمخاتلة والخديعة من الجميع ، وأدى إلى سوء الحال وتردي الحياة وشظف العيش في بلد كان منارة للشرق وما حوله .

وأعيدها من واقع أليم مر : ان الشعب السوري يستحق الحياة الحرة والعيش بكرامة وعز بعيداً عن التسويف والمماطلة والكلام الممل عن الحريات والديمقراطيات وزيف الشعارات وخداع الحالمين ، فقد بانت عورات الجميع وبان نفاقهم وتعرف الشعب على كل واحد بالأسم والصفة ، ولهذا ترك الكلام في السياسة والعبث والإصغاء للفاسدين ومصاصي الدماء ، فسوريا الشعب والأرض يحتاجون اليوم لنخوة الضمير وصحوته من أبنائه ومن أبناء عموته والخيرين في محيطه والعالم ، فليس شيئاً مهماً يستحق التضحية ونكران الذات ، غير العودة إلى أحضان سوريه الأصلية ، ونبذ كل المفرقات والأهواء والأمزجة التي ما أتت إلاَّ بكل ماهو سيء وقبيح .

وإني من بعيد أشد على أيدي أولئك الرجال المخلصين الذين تفانوا في خدمة شعبهم في هذه الكارثة الكبرى وأحييهم وأدعوا الله ربي له السلامة والحفظ ، وإني أدعوا الدول العربية المقتدرة لتكون بقدر هذا التحدي ، وتفتح لسوريا وشعبها أبواب الحياة في زمن يعلم الله به كم هو قاهر وظالم ، إن الشعوب والحكومات جميعاً مدعويين لبيان مدى فعلهم الخير وقدرتهم على صنع المستقبل بروح وثابة وعزم لا يلين ، بعيداً عن ذلك العبث والتشفي الذي دار في فترات الإنقباض السود ، لقد بانت عورات ما يسمونه الربيع العربي الذي كان الظلام والظلم ، ووبان فساد المرآئيين من عبدة الدينار والدرهم ، وتكشفت عورات الثورة و ترهات وكلام الحاقدين وبائعي الذمم والضمير .

إن كارثة الزلزلال تجعلنا نعيد الحسابت مرات ومرات ، فاليوم سوريا وشعبها أحوج ما يكون إلى هبة من نوع ومن طراز متقدم غير هذا التسويف والخطاب العاطفي ، كارثة الزلازل تعيد الحساب وتبعده عن كلام في الماضي وما أحدث من شروخ ، صنعها الجهل والتخلف والطمع الزائف من بعض المرابين والفاسدين ، دعونا جميعاً نلتمس الرحمة والرجاء ، و نعض على الجراح فحياة سوريا ومستقبلها أهم بكثير من كل كلام السياسة وعهر السياسين ، وإني واثق الأيام المقبلة ستنبئنا بشيء جديد ومختلف ، فيه خير كثير على سوريا وشعبها ، فقد بدت دول نحترمها تمد اليد بصدق لتنتشل الشعب من الغرق والفوضى ، وأعتقد أن ضمير السوريين غدى أكثر فهماً لما يدور حوله فقد تكشفت لديه كل الحيل والأحاجي التي يدسها قريب وصديق ، مما أغرى من في نفسه مرض على ما كان يفعل مما أثر على سوريا الأم والشعب .

لقد آن الأوان لكسر الحصار فلم يعد له حاجة في ظل كل هذه التداعيات ، آن الأوان لتنتصر إرادة الحق على ظلم الجائرين وأهل المصالح من المرابين والتجار من المنافقين والدجالين .

رحم الله شهداء سوريا ، وخفف الله من مصاب المجروحين ومن به مرض ، وحفظ الله سوريا وشعبها من كل طيش ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة