الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يا متسولو العالم اتحدوا
مازن كم الماز
2023 / 2 / 24مواضيع وابحاث سياسية
نحن لا نفعل سوى الشكوى و التسول لكن الشكوى و التسول هما دليلان فقط على الانغلاق الحضاري ، إعلان لفشل كل محاولات "التقدم" و اللحاق بمن تقدم ، إننا اليوم نعلن بذلك ليس فقط عجزنا ، و بالتأكيد كرهنا لمن تقدم و تركنا في المؤخرة ، لكن التسول و الشكوى ممكنين ، مفيدين فقط ما دام التسول ممكنًا في العالم ، ما دامت أبواب السوسيال العالمي مفتوحة أمام المتسولين ، لكن العالم يتغير ، و هو يتغير جزئيًا بسببنا ، و ليس من المؤكد أن يبقى التسول ممكنًا على الدوام فموارد البشرية محدودة و موارد السوسيال الأوروبي و العالمي محدودة أكثر ، و الشكوى التي تنجح اليوم نسبيًا في إبقاء المتسولين على قيد الحياة رغم كل ما فيها من كوميديا و ابتذال و تفاهة ستصبح غدًا ، على الأغلب أو بكل تأكيد ، مثيرة للسخرية فقط ، أما ما الذي نملكه لنقدمه لهذا العالم بأزماته التي تتزايد و تتجذر و الهوس المتزايد بهويات متخيلة نحن أبطالها الأبرز في العالم ، ليس لدينا لهذا العالم أكثر من أساطير و هلاوس محمد : اللحم الحلال ، رجم الزاني و الزانية ، سحل المثليين جنسيا ، تحريم كل من ينتقد شخصيات أسطورية كمحمد و زوجاته و أولاد عمومته و رفاقه أو صحابته ، الاهتمام بتشطيف القضيب و الفرج و الشرج ، هذا هو ما نملكه فقط و هذا هو ما نخاصم العالم و نهدده و نقتل و نذبح منه ما استطعنا إليه سبيلًا … ليست القضية خاصةً بإسلاميينا ، دافع ادوار سعيد عن هلاوس محمد و مجازره و مجازر أتباعه دون أن يعرف شيئًا عن محمد ، دون أن يقرأه و لا أن يتساءل أو يعرف عدد البشر الذين قتلوا و استعبدوا بسبب محمد ، مع ذلك فعل الرجل و تلامذته من بعده كل ما بوسعه لاعتبار أي نقد لهلاوس محمد و سخافاته عنصرية موجهة ضد آلاف مؤلفة من البشر ، كان هذا اعترافا ضمنيًا بالهزيمة النهائية ، بالعجز التام ، نخبًا و مجتمعات الخ الخ ، لم يعد أمامنا إلا التمترس خلف تخلفنا ، التمسك به و الدفاع عنه و محاولة فرض قداسته على العالم بأسره ، لم يعد أمامنا سوى أن نوهم أنفسنا و العالم بأننا قد تجاوزنا تخلفنا بالفعل ، أننا لم نكن متخلفين أصلا ، أن نكذب على أنفسنا و نصدق الكذبة و نفرض الكذبة على الجميع تحت أي مبرر ممكن … إننا كمتسولي هذا العالم نتحول بسرعة إلى عبء على البشرية ، بل إلى قوة شد جبارة تدفع البشرية دفعًا إلى الوراء ، كمتخلفين عاجزين عن تجاوز تخلفهم بل و يفتخرون بتخلفهم ليس أمامنا إلا دفع الآخرين دفعًا إلى الوراء ، إننا نريد إعادة الاعتبار لكل الأساطير و الأوهام التي تمكن الآخرون من التفلت من أسرها و نريد اعتقال العقل و سجنه من جديد لكن دون أن يؤثر هذا في الجعالة أو الحسنة التي يمنحنا إياها العالم أو من تمكنوا من تجاوز التخلف و التفاهة و الغباء في هذا العالم ، لكننا إلى جانب قوى العطالة الأخرى في العالم ندفع العالم و بكل إصرار دفعًا إلى انتحار حقيقي ، هرمجدون دينية عرقية قومية سنكون نحن ، كعاجزين تمامًا ، أول ضحاياها ، لكنه خداع الذات الذي لا نجد سواه لنعيش و نستمر بالحياة كمتسولين عاجزين عن أي شيء سوى الشكوى و التسول
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا قرر #الجولاني الظهور على CNN للحديث عما يجري في سوريا؟
.. قيادي في فصائل المعارضة يدعو كبار ضباط الجيش السوري إلى الان
.. مع ارتفاع وتيرة التنكيل .. معسكرات إسرائيلية جديدة لاحتجاز م
.. عبر الخريطة التفاعلية.. الجزيرة تحصل على صور أقمار صناعية تظ
.. الاتجاه المعاكس | ما الذي يحدث في سوريا؟