الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد العشق والوطن ترنيمة عشق خالدة

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)

2023 / 2 / 24
الادب والفن


ديوان "قصائد العشق والوطن" أقوى الأحلام في أيامنا
نعشق الوطن حين نتحدث باسمه ، ويحكي عنه الشعراء لأبنائنا ،وتقدم الشاشات معانيه لتلامذتنا ، ويرويه الكتاب والأدباء قصصا وبطولات ماجدة للنشء، قصائد وإشراقات على موائد الأدب وأطباق الفنون ،وبنفس الطعم ،نرسمه أقوى الأحلام في السينما وعلى التلفزيون .
كل ذلك ،من أجل أن ينغرس حب الانتماء للوطن عميقا في الجذور ، سحيقا في أجراف النفس ، ويسمو عشقا نبيلا في ذاكرة الأجيال الآتية . بعد أن تزهر بتلاته قيما سامية .تمثلات عليا بالغة التوطين ،عميقة التجذير في بساتين الأيام .
ولأن الوطن ليس مكان نولد فيه ونعيش من خيراته وكفى ، بل الوطن كرامة . الوطن هو الهواء الذي نتنفسه ، إكسير حياة يسري في عروقنا ، ودم يشد إزر الروح ليمنحها دفء الوجود.

هو أيضا عند التآم شعراء تازة ذلك العشق الذي لا ينتهي ، يأخذ أشكالا وألوانا ، في شكل قصائد تلملمها مشاعر وأحاسيس جياشة ، أبياتا أمل تنفتح رحيبة على مصراعيها ، كي تلهب في وجداننا قصائد نهديها للوطن عشقا رئيفا . وليستمر الهمس جارفا في دواخلنا بهذا العشق ساكنا في مضاجعنا يقضها صباح مساء .
في هذا المحراب المزخرف بالوطنية ،تنسك هرم ثلاثي الأضلاع في معبد الوطن . وأهدى من روحه قصائد عاشقة مطرزة بالأمل .جاءت إقليما من الحب ،مشتركا شاسعا ينبض في جغرافية الوطن قصائد عشق نسجتها أنامل شاعرتين أنيقتين "عائشة الطاهري و عبلة بنعبو " والشاعر المجيد يحيى لشخم .

في فهرست الديوان المشترك "قصائد العشق والوطن " نقرأ 34 وصلة حب .
حيث يتلو يحيى لشخم ترانيم 18 قصيدة عاشقة وهي على التوالي : أنت – عظمة الأمير-ارحلي- ذكرى حزينة –وحي –ابتسم –مقلتاك – هناك نحيا –إعزاز -وهم في مرايا –أتيت –رجل بلاروح –لولاك- غياب-عيناك غيمة بيضاء –سلام لوجهك .

يحيى لشخم ليس سوى ذلك الشاعر الذي عزم على الرحيل " كما رحـل جلجامش ..باحثا عن عشب الحياة و إكسير الشباب وأقسم أن لا يعود من بحـور عينيها ، إلا في صورة سيزيـف العنيـد .. كي يبني لها قصرا على قمة الجبل .. رغم أنف زيـوس .. ليظل "الشاعـر الذي يعشـق المـاء، لا يشعـر بالظمـأ و لا يأبـه للصـدأ"

وتطوف عبلة بن عبو 11 مرة هائمة حول كعبة العشق :هذا العيد يا أماه- بكل كبرياء- طواف-بداية حكاية –عناد الحروف- لو كنت تعلم –قبلة بهية –لغز-ماذا هناك؟-وطني-ما ذنبهم؟ ونتوقف للحظات هنا مع قصيدة "طواف" من آجمل القصائد ، والأقرب إلى قلب عبلة و التي تعشقها كالوطن .
سأروم من عينيك نافلة اللقاء
كيفما شاء الحنين
مثنى ....ثلاث أو رباع
بلا انتهاء.
وأطوف حول رحاب وجدك هائمة
سبعا مرملة ..وأخرى في السماء
مسعاي يبدأ عند صفا فؤادك
ماشيه .....ومهرولة
وخطايا سبقتني لمروة الالتقاء
سأزم مائي بين قيود اشتياقي
فمقام عشقك يعادله ارتواء
وأمد كفي عله يلقاه طيفك
وأقيم ليلي تارة همسا
وأخرى بالنداء
بدونك لا اكتمال لأدمعي
فالعين يغرقها حنين ...واشتهاء.

وتتغنى الشاعرة عائشة الطاهري 7 أغنيات : حواء - جنة آدم- من عينية الوجع العربي-أمليل- يالعزيزة-غزلية- فرد خلق لا شبيه له-ترنيمة حر .
في إحدى أروع قصائدها تقول عائشة :
بٓغدادُ نٓزْفٌ بقلبٍ يٓكْتٓوي صرٓعا
ما بالُ دُنْياك تشكو الهمّٓ و الوجعا
و لأَهْلُ هَلْ غادروا الدّارَ التي سَكَنُوا أَمْ هَدَّهُمْ مَنْ طَغى في الأرْضِ وَابْتَدَعا
هٓوْلٌ أٓجٓفّٓ المِدادٓ و اجتبى عِبٓرا
فارْتٓدّٓ ضٓوْءُ صباحٍ زالٓ وانْقٓشٓعا
بغداد ، هل غادر السّٓعْدٌ الحمى عجلا
قٓدْ كنت عشقا وفخرا يزْدهي ولعا
دارُ السَّلامِ اسْتَباحَ الْغُرْبُ حُرْمَتَها
و اسْتَرْخَصوا سُؤْدَداً في العُرْبِ قدْ لَمَعا
أركان دِجْلَةَ كالحَيْرى تَنِزُّ أسى
وَ هْيَ التي ضاهَتِ البِحارَ مُنْتَجَعا
حتى الطيورُ استجابٓتْ للشّٓجى أسفا
إِذْ أٓنْشٓدٓتْ لٓحٔنٓ شٓدْوٍ بالأسى دٓمٓعا
اِسْتَوْقَفَ الْوُرْقَ حُزْنٌ في مرابعها
فاسترْسَلَتْ تَنْدِبُ الْحَظَّ الذي خَدَعا
ما زِلْت فِرْدٓوْسٓ شرقٍ يٓبْتغي أٓلقا
أنت المُوٓحِّدُ إِذْ تٓفٰرّٓقوا شيعا
يا أَهْلَ بَغدادَ طابَ العَيْشُ عِنْدَكُمُ (١)
عِلْمٌ وَ فَنٌّ مدى التاريخِ قَدْ لمعا
اَلصفحُ شيمتُكُمْ و السلمُ مقصٓدُكُمْ
كيفَ اسْتُبيحَتْ نُفوسٌ نَجْمُها سطعا!
قُدْ يا عريقا عراقا نسلُهُ دُرٓرٌ
تَرْبو عُراهُ فتوصِلُ الذي انْقَطعا
فارْبٓأْ بِنٓفْسِكٓ أنْ ترتدّٓ منحرفاً
الدينُ للهِ ، سٓنّٓ الحقّٓ لا البِدٓعا
واسْلٓمْ مدى العمر لا تسلوكٓ مكرمةٌ
أُهْديك قٓلبا نديًّا ليس مصطنعا.

إلى هنا يبدو الوطن في ديوان مشترك أنشودة حياة ، قلبا نابضا بعشق الزمان والمكان الوطني ،وشريانا بعنفوان ، له منابع دافقة تسري إلى مستقر لها ، وجدان أثيري تسكنه فضاءات وأمكنة قريبة من الذات ملتصقة تشد الروح . إنه ذلك النهر الصادق الواثق الدائم الإخصاب للمعاني ،وتنسيل الدلالات . القلب الذي لا يتوقف ،وذلك العطاء الذي لا ينضب. وطن تترامى أطرافه عشقا فيستوطن الشجر والحجر ،ويتقمص الحرف على مرمى البصر على مر الأثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا