الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدول العربية وكذبة “الثورة العربية الكبرى”

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 2 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بالرغم من الدور الكبير لقضية وحدة الموقف، لكن دعونا نوضح لكم بأنها ليست وحدها التي تجعل حركة وتجربة ما تحقق النجاح، بل ربما يكون الدعم والعامل الخارجي هو الأهم في نجاح تجربة وحركة وسنأخذ التجربة العربية، أو ما عرفت باسم “الثورة العربية الكبرى”، والتي قادها الشريف حسين، مثالًا حيث إنها الأقرب لنا نحن الكرد تاريخاً وتشابكاً في الحيثيات، إن كانت من جهة التقسيمات الجغرافية وتعدد القوى والحركات العربية آنذاك أو الجهات السياسية الداعمة أو حتى من جهة تعدد الولاءات والصراعات فيما بينها وبين تلك المشاريع المتعددة حيث سنجد؛ بأن قضية “وحدة العرب” في ثورتهم الكبرى ليست إلا خدعة وكذبة تعيشها الأجيال، وبأن العرب أيضًا لم يتوحدوا يوماً لنقول؛ بأن "وحدتهم سبب نجاح ثورتهم"، بل حتى تلك التي تسمى ب”الثورة العربية الكبرى” والتي قادها “الشريف حسين بن علي”، تم القضاء عليها وإننا سنضع في التعليقات فيديو توثيقي يوضح لكم بأن ما تعرف بالمنطقة العربية -القسم الآسيوي منها؛ أي السعودية مع سوريا الكبرى والعراق- وبحسب فهم الشريف حسين وثورته كانت مشروع دولة عربية واحدة، لكن تم افشاله ودعم خصمه الأصولي المتشدد، ونقصد حركة عبدالعزيز بن سعود من قبل الإنكليز، وخاصةً بعدما رفض الشريف حسين المشروع الغربي الاستعماري؛ الفرنسي الإنكليزي، وذلك فيما عرف لاحقاً ب”مشروع سايكس بيكو” و”وعد بلفور”.

وهكذا تم افشال مشروع الثورة العربية الكبرى واقتطعت سوريا ولبنان منها لتصبح تحت الانتداب الفرنسي، بينما طبقت فيما كانت تسمى بفلسطين "وعد بلفور"، بل حتى السعودية نفسها ذهبت من يد الشريف حسين وأبنائه إلى عائلة "آل سعود" لتصبح المملكة العربية السعودية؛ أي دولة العائلة وبدعم إنكليزي، طبعاً بعدما أتفق عبدالعزيز بن سعود، أو بالأحرى وافق على شروط إنكلترا وفرنسا، شروط سايكس بيكو، بخصوص المنطقة وتقسيمها وبالتالي دعمه في وجه كل من الشريف حسين في الحجاز وقبله في وجه "دولة الرشيد" بمنطقة حائل والتي كانت مدعومة من العثمانيين. وهكذا استطاع عبد العزيز أن يقضي على خصميه؛ دولة الرشيد والحجاز ويؤسس المملكة العربية السعودية، بالرغم من أن حركته والتي عرفت ب”حركة اخوان من أطاع الله” كانت حركة وهابية سلفية متشددة، لكن ولكونه وافق على شروط الغرب من جهة ومن جهة أخرى كانت أكثر حركة قدرة على التنظيم والإدارة وحشدًا للرجال وبالتالي قادرة على خدمة المشروع الاستعماري الغربي، مما جعلت تكسب ثقة ودعم الإنكليز والفرنسيين ومدها بالذخيرة والعتاد لتتغلب على خصومها الآخرين حيث قضت على دولة الرشيد ثم على الشريف حسين وثورته وطرد الأخير من السعودية، كما قلنا، بل حتى سوريا سلبت من يد ابنه فيصل ابن الحسين لتصبح تحت الانتداب الفرنسي، وفقط بقيت ما تعرف اليوم بالأردن تحت يد أحفاد الشريف حسين وذلك بعد أن أُنهي حكم أبنائه بالعراق عام ١٩٥٨م مع ما سميت ب"ثورة القاسم" وتأسيس الدولة العراقية الحديثة.

وهكذا فقد تم دحر وافشال ما سميت يوماً ب"الثورة العربية الكبرى" ورغم ذلك نكررها وكأنها فعلاً ثورة حققت أهدافها مع إننا نعيش نتائج الاتفاقيات الاستعمارية بالمنطقة وأن هذه الدول التي تسمى اليوم بالدول العربية ليست إلا مفرزات تلك الاتفاقيات الاستعمارية.. وبالمناسبة نلاحظ بأن الغرب الأوروبي قام بدعم أكثر فصيل متشدد سلفي؛ ونقصد "حركة الوهابيين" السلفية في وجه الشريف حسين ومشروعه القومي العروبي وذلك لسببين؛ أولاً لرفضه مشروع تقسيم المنطقة بحسب اتفاقيتي “سايكس بيكو” و”بلفور”، وتالياً لكون الشريف حسين كان صاحب مشروع قومي عربي لبناء دولة عربية كبرى متحدة في كل الجزء الآسيوي مما تسمى اليوم بالمنطقة العربية الآسيوية، وهذا ما لم يسمح به الغرب وبالتالي تم وأد المشروع في مهده وتدميره وذلك من خلال الاستعانة ب"عبدالعزيز بن سعود" وحركته السلفية المتشددة.. وهذه رسالة أخرى لمن يعتقدون في يومنا هذا؛ بأن الأمريكان سوف يتخلون عن حركة قسد والإدارة الذاتية، كون من يقف خلفهما هم أصحاب "فكر ثوروي"، أو كما يصفونها؛ بأنها على “لائحة الإرهاب” ونقصد الجماعات الآبوجية، متناسين بأن الغرب يحتاج إلى من يكون قادرًا على إنجاح مشاريعهم السياسية، وبأنها ليست منظمات وجمعيات خيرية لحقوق الانسان.. ويبدو أن التاريخ سيعيد نفسه معنا نحن الكرد مع الداعم الأمريكي، كما فعلها إخوتنا العرب قبلنا مع الداعم الإنكليزي وبالتالي تكون لنا “ثورتنا الكبرى”، كما كانت للأخوة العرب “ثورتهم الكبرى”!!! وعاشت ثورات الشعوب في الحرية والاستقلال حتى وإن كانت على ظهر دبابات غربية؛ إنكليزية أو أمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية


.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي




.. بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ


.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ




.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -