الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستكون - قمة العقبة الأمنية - محاولة جديدة لتطويق وإضعاف المقاومة؟

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تستضيف المملكة الأردنية الهاشمية يوم الأحد 26/ 2/ 2023 اجتماعات فلسطينية – إسرائيلية تحت مسمى " قمة العقبة الأمنية " يشارك فيها من الجانب الإسرائيلي رئيس " الشاباك " رونين بار مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي المقرب من نتنياهو تساحي هنغبي، ومن الجانب الفلسطيني حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وماجد فرح مدير المخابرات الفلسطينية، ونبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة، ومجدي الخالدي مستشار الرئيس محمود عباس ويحضرها ممثلون عن المخابرات المصرية والأردنية والولايات المتحدة الأمريكية.
فلماذا تم الاتفاق على عقدها في هذا الوقت وما هي أهدافها الحقيقية؟ لم يعرف بعد برنامج العمل المفصل والأهداف الحقيقية لهذه القمة الأمنية؛ لكن الحكومة الأردنية ذكرت انها ستعقد في سياق الجهود التي يبذلها الأردن بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وبقية الأطراف لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني الذي يهدد بانفجار الوضع خلال شهر رمضان، والوصول إلى فترة تهدئة قد تقود لانخراط سياسي أشمل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
لكن انعقاد هذه " القمة الأمنية " في وقت تزايدت فيه الهجمة الصهيونية على الشعب الفلسطيني، وتواجه فيه حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ضغوطا محلية ودولية تهدد بعزلتها، أو حتى سقوطها، يشير إلى عدد من التفاسير التي تناقض التصريحات الأردنية المتعلقة بانعقادها؛ فقد أفادت التسريبات بأن المشاركين فيها سيبحثون مشروعا أمنيا جديدا على غرار مشروع " دايتون "، يحمل اسم جنرال أمريكي جديد هو اللواء " فينزل " عماده تشكيل قوة أمنية فلسطينية مكونة من خمسة آلاف عنصر يتم تدريبهم في الأردن بدعم مالي أمريكي ونشرهم في نابلس وجنين لحفظ الأمن ومنع تصاعد أعمال المقاومة في الضفة الغربية بصورة عامة.
هذه " القمة الأمنية " ستعقد استجابة لضغوط أمريكية هدفها مساعدة إسرائيل في التعامل مع الانتقادات الدولية التي تتعرض لها بسبب سياساتها العنصرية ورفضها لحل الدولتين، وفي التصدي لهجمات المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية التي تقوم بها عناصر شابة مستقلة، أو منتمية ل "عرين الأسود" أو "كتائب جنين" وغيرهما التي لا تنتمي لفكر وممارسات الفصائل الفلسطينية المؤدلجة التقليدية، وتتمتع بدعم شعبي واسع في الضفة، وترفض الانقسام وتمسك السلطة الوطنية الفلسطينية باتفاقيات أوسلو، ولا تعلق أملا على الأكاذيب الإسرائيلية والأمريكية عن السلام، وتؤمن بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال، ويشكل استمراها وتصاعدها خطرا كبيرا على استمرار السلطة الفلسطينية واتفاقيات أوسلو وقادة دول التطبيع.
أي إن " قمة أمن العقبة " ليست سوى مناورة جديدة بدعم أمريكي إسرائيلي عربي هدفها محاصرة واضعاف المقاومة الفلسطينية، ومنع تفجر الوضع خلال شهر رمضان المبارك القادم واندلاع انتفاضة ثالثة، وتمكين إسرائيل من كسب المزيد من الوقت للتوسع الاستيطاني، وخلق حقائق جديدة على الأرض تطيل أمد الاحتلال وتدق آخر مسمار في نعش حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة