الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد تأخرنا يا لورد ولكن

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2023 / 2 / 26
العولمة وتطورات العالم المعاصر


من حظ جيلى العاثر أنه قد ولد مع التأميم ثم دخل المدرسة مع النكسة وبالتالى لم يعاصر أى تقدم حقيقى فى مصر منذ عام 1967. وإذا تخطينا نظرية المؤامرة والاستعمار والاستحمار ووقوف الإمبريالية العالمية والعربية وراء النكسة فإننا لا نجد إلا لوم أنفسنا لإننا لا نملك لوم الآخرين على ما فعلوه بنا حسب مصالحهم ، فبعض هؤلاء الآخرين تقدموا فى شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه حتى الأنظمة الشيوعية الماركسية كما فى الصين.
وبرغم تجاوزى الستين عاما إلا أن كل حكومة عاصرتها كانت تمنينا بأننا سنخرج من عنق الزجاجة خلال سنوات قليلة ولم يحدث ذلك إلى الآن، ولذلك فربما نحن فى قاع الماضى المتعثر بالنسبة للكثير من دول العالم ، حيث لا يوجد تميز علمى أو فنى أو أدبى ولكننا نعيش على تراث تقدم جيل سابق عاش فيه مصطفى مشرفة وطه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وعبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم واحمد رامى ومرسى جميل عزيز وصلاح عبد الصبورـ إلى أن وقعنا فى فخ أحمد عدوية وأفلام المقاولات ومسرحيات قلة الأدب وشاهدنا دخول الهيرويين والبودرة والبرشام وتهريب الملابس والأجهزة إلى ان جاءت مرحلة التجارة المقيتة بالقوت من خلال الفراخ المجمدة القريبة من انتهاء صلاحيتها والرومى الذى تم الافتراء عليه بأنه كان لغربان كبرت فى استراليا ومعلبات مخصصة للقطط والكلاب اكلناها بعد إضافة مكسبات طعم وكان ذلك عبر إخوة وأقارب ومحاسيب كبار رجال الدولة فى عصر الرئيس المؤمن . أما الحفرة الكبرى أو قل الهوة السحيقة فكانت فى عصر الرئيس مبارك الذى حاول دفن مصر وهى حية فى قبر التوقف عن التقدم العالمى الذى حدث مطلع التسعينيات ولم تساهم فيه مصر برغم وجود جيل قادر نجح نجاحا باهرا بالخارج باستخدام سم " الولاء" ثم السم الممتد المفعول المسمى " التوريث " حيث تم توريث معظم وظائف مصر الحكومية للإبن والابنة وابن وبنت الأخ والأخت فتدهور الإبداع فى الوظائف لإن التعيين لم يعد بناءً على كفاءة بل على معايير فساد واضح.
لقد كنا نتمنى أن تتغير مصر بعد الثورة الجميلة التى كادت أن تقلب التربة العفنة عام 2011 لتعود مصر المزدهرة التى يمكن أن تناطح دول شرق آسيا ودول الخليج العربى وحتى دول شرق أوروبا لإنها تمتلك الموارد الكافية لذلك ولكن الفساد المتغلغل كان هو الأقوى والأشرس والأصعب وبالتالى شاهدت بعينى أصعب فترة مررت بها على مدار ستين عاما من التخبط والتعثر السياسى والاقتصادى مع حكومات لا تؤمن بدراسات الجدوى والدراسات العلمية وتلعب على العواطف فى عصر لا تصلح فيه العواطف.
ولكن ...
الأمل الكبير هو فى الشباب الصاعد الذى يستطيع أن يقوم بالتغيير كما فعل من قبل مصطفى كامل وطه حسين وتوفيق الحكيم وجمال عبد الناصر (القائد الكاريزمى فى العشر سنوات الأولى من حكمه) عندما كانوا شبابا ، فقد عاصروا صعوبات تشبه ما نمر به ولكنهم اعتمدوا على قوتهم الذاتية كأفراد كاريزميين ليصعدوا بالشباب كافراد دون الاعتماد على الحكومات الهشة وربما الفاسدة التى لا يهمها غير الجباية والضرائب منذ الحكم الرومانى إلى الآن ، وقد بدأ هؤلاء الشباب باختراع وسائل جديدة عبر العولمة الجديدة واختراق مواقع التواصل الاجتماعى مثلما تقوم هى باختراق خصوصياتنا ، فقام هؤلاء الشباب بنشر تطلعاتهم وأفكارهم الجميلة على يوتيوب وفيسبوك وحتى تيك توك ليجعلوا من يوتيوب مخزنا معرفيا هائلا يمكن أن يستفيد منه آخرون لتحسين أحوالهم النفسية والاقتصادية والمعيشية فأهلا وسهلا بهم. نحن معكم على يوتيوب وفيسبوك وزووم وسكايب وواتساب ومواقع تقدمية وثقافية وفنية على الانترنت وكل تكنولوجيا قادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و