الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصان طروادة وحمار الدونباس

محمد حمد

2023 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تقول الأسطورة أن الإغريق حاصروا طروادة لعشر سنين. وبعد أن عجزوا وسئموا وتعبوا لجأوا إلى الحيلة والخداع. فقاموا بصنع حصان خشبي ضخم جدا. حشروا في جوفه نخبة من خيرة مقاتليهم. وقدموه كهدية إلى اهل طروادة الذين تقبلوه كبادرة سلام وحسن نية. ولكن الأحداث اخذت منحى آخرا كما يعرف الجميع.
وقصة حصان طروادة الشهيرة اصبحت مع مرور الزمن مثلا يُضرب به في مناسبات كثيرة، كالحروب والنزاعات المسلحة. ومن البديهي ان في كل حرب يوجد "حصان" بشري يمكن من خلاله تحقيق الهدف المطلوب. ولو بعيدا عن طروادة واثينا. كما أثبت تجارب التاريخ أن لكل قوم "ابو رغال" أو "علقمي" خاص بهم، يؤدي الخدمة المطلوبة منه. وأتذكّر في هذه المناسبة العميل "احمد الچلبي" أثناء غزو واحتلال العراق من قبل "أبناء عمومته" وأرباب نعمته الامريكان.
لكن هذه المرة لا نتحدث هنا عن حصان من خشب بل عن حمار أوكراني من لحم ودم. كان مهرّجا وممثلا كوميديا سابقا (بعدين الله وفّقه فاصبح رئيس دولة !) والمقصود هو زيلينسكي، الذي انيط به دور حمار "الدونباس" لانه بكل بساطة لا يمتلك خِصال الحصان الذي يعتبر في ثقافات شعوب كثيرة حيوان نبيل يستحق الرعاية والاحترام وحسن المعاملة. وقد جاء في الحديث النبوي ما يلي:"الخيل معقودٌ في نواصيها الخير الى يوم القيامة".
وبالتالي فإن المهرج زيلينسكي لا يستحق وصفه بالحصان. ولا يمكن ان يُرجى منه أي خير. رهن نفسه وبلده بشكل أعمى ومذل إلى أمريكا وحلف الناتو. ولعلّهم إعادوا له، على طريقتهم الخاصٌة، قراءة أسطورة "حصان طروادة" واقنعوه بأن في الإمكان تطبيقها على أرض الواقع وتحديدا في إقليم الدونباس. وبما أن زيلينسكي كوميدي معروف وله جمهوره الكبير في بلدان حلف الناتو، فقد وافق على هذا الدور فورا. ولكن بصفة حمار لا حصان. كما أخبرته امريكا في بداية الحرب.
فتصوّر هذا المغفّل أن الدعم اللامحدود واللامشروط وعلى جميع المستويات، من قبل امريكا واوروبا، هو من اجل سواد عينيه ولون بشرته البيضاء. واذا استطاع أن يحقّق ربع انتصار على روسيا، وهو امر اكثر من مسنحيل، فان امريكا ستترك له القشور فقط من هذا النصر المزعوم. سوف تستغل كل مناسبة من أجل أن "تعيّره" بكل ما فيه من مساويء وسلبيات وفساد مالي وأخطاء قاتلة. كما تفعل مع كل عميل انتهت صلاحيته وأفل نجمه.
لقد فات على مهرّج اوكرانيا ان حلف التاتو الذي تقوده امريكا لا يطلب منه سوى لعب دور حمار موثوق به للدخول الى الدونباس، ومن ثم إلى بعض مناطق روسيا الحدودية. وذلك من خلال ضخه بالاسلحة والمرتزقة والاموال. انهم يدفعون به. وهو في قمّة الغرور، الى تدمير بلده والقضاء على شعبه حتى آخر اوكراني.
وبالنسبة لي لم تعد تقنعني كل التفسيرات والأسباب وما يكتب ويقال حول الدعم اللامحدود للمهرّج زيلينسكي، بهدف إضعاف روسيا وبث الفوضى الهدّامة في ربوعها. ثمة شيء لا يدخل في راسي! امريكا وكل دول الناتو وغيرها تكالبت ضد روسيا الاتحادية من أجل ماذا؟ بالتأكيد من أجل أن تزدهر صناعة الأسلحة في امريكا. وتتزايد ارباح تجار الحروب وقاتلي الشعوب. مع العلم أنه لم يحدث في التاريخ الحديث ولا حتى القديم أن دولة في حالة حرب حصلت من غيرها على كل ما تطلب وتشتهي، أسلحة وأموال ودعم سياسي لا محدود، كما حدث مع اوكرانيا. لم يبق لدي غير القول إن زيلينسكي يهودي. واليهود، منذ آلاف السنين، كانوا دائما، ومازالوا، سببا مباشرا أو غير مباشر في الحروب والنزاعات المدمرة. وكيان اسرائيل وجرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني افضل مثال حي وأمام أعين الجميع. وآخر الاخبار تقول إن حكومة تل أبيب العنصرية دخلت على الخط إلى جانب حمار الدونباس الأوكراني زيلينسكي. وسوف يقوم رئيسها نتنياهو بزيارة كييف في المستقبل القريب. وبالتالي سيظهر إلى العلن، في دولة اوكرانيا، وبشكل لا يقبل الشك، الثالوث الإجرامي المعادي للبشرية: العنصرية والنازية والفاشية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قراءة غير موفقة
س . السندي ( 2023 / 2 / 27 - 00:45 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي محمد وتعقيبي ؟

١-;-: صدقني المسالة ليست حصان طروادة ولا حمار الدونباس بل للجم أبو علي بوتين الذي ضحك عليه الصين ، والرجال يخلصو من هذا الفخ اللعين ؟

٢-;-: يكفي جيش حمار الدوناس هذا أنه أذل الاحمق والمغرور بوتين ، بدليل مرور عام على حربه اادموية اللعينه وهو لم يزل يترجى عصابات فاغنر والشيشان ان يحققو له ولو بعض النصر في الميدان (خموت) بعد خمسة أشهر من القتال الدامي ؟

٣-;-: طيب ماذا كنت ستفعل لو غزى جارك عرضك ودارك ألا تلجا حتى للشيطان ، قليل من المنطق والواقعية ، سلام ؟

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا