الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منهج التمثيل التشاركي في نظرية المسرح البديل

أبو الحسن سلام

2023 / 2 / 27
الادب والفن


منهج التمثيل التشاركي
في نظرية المسرح البديل


يشير مفهوم المسرح البديل إلي موضوع المغايرة عن مفهوم المسرح الأرسطي لكن علي الرغم من تمحور موضوع مدارس المسرح البديل حول موضوع المغاير التي التي تشكل هدفها الآساسي مجتمعة ؛ وعلي الرغم من أنها تتخذ من نظرية المحاكاة معبرا تعبر منه إلي تحقيق أهدافها ؛ إلتي هي غالبا ما تصب في اتجاه التغيير ؛ مزورة عن التطهير ؛ فتتجنب آليات الإندماج و الإيهام وقصدية توحد خطاب الآرسال ونسقه مع التلقي ؛ إذ تلجأ جميعها إلي أسلوب التشارك الأدائي مع جمهور العرض المسرحي ؛ سواء اتخذ التشارك نهج المباشرة في الحث علي تبادل المكان بين الممثل وجمهوره أم حدث ذلك بالمصادفة وبتلقائية - كما هو الحال في مسرح الشارع والمسرح الفقير ليجئ جروتوفسكي وفي مسرح الواقعة لأجستوبوال ، وكما هو في المسرح الأنثربولوجي لآوجبنيو باربا ؛ أم التزمت عملية التشارك بين الأداء والتلقي بمقاربات الوعي المستدعي بأثر جدلية فعل الدهشة بين الآداء والتلقي - كما هو الحال في المسرحين الملحمي والتسجيلي .
فموضوع التشارك مع اختلاف أساليب تحقيقه بين المباشرة و جدل التبعيد وقصدية التخفف من مشتملات فضاء مكان العرض هما الآلية الجامعة بين كل مدارس اتجاه ما يعرف بالمسرح البديل ، فضلا عن اختلاف تقنية المحاكاة بينها واختلاف مابين الحلولية التصوفية حال الآداء وفق معملية جروتوفسكي ،. و تغريبية بريخت الملحمية - التي حولت المحاكاة من محاكاة الممثل لذات شخصية الدور المسرحي للصفة الاجتماعية لشخصية الدور محن حيث هي محاكاة لصفة الإنتماء الطبقي لشخصية الدور المسرحي -

علي ضوء هذا البسط النظري حول المشترك والمختلف بين مدارس المسرح البديل والمسرح الدرامي الآزسطي ؛ وحو المشترك والمتباين بين مدارس المسرح البديل بعضها بعضا موضوعا ( نظرية) علي آساس أن النظرية تتمحور حول ( الموضوع: المحاكاة .. التغريب ، التطهير .. التغيير ) ؛ يكون علي البحث التوجه ألي طبيعة التشاركية أسلوبا وتقنيات لاكتشاف تجليات توظيف إليات كل منها في تباين منهجيات الأداء التمثيلي - - إئتلافا واختلافا -

في مدارس المسرح البديل تلك تختلف علاقة الممثل بالجمهور عنها في عروض المسرح الدرامي التلقي ، ففي عروض مسرح المضطهدين تتخذ علاقة الممثل بالجمهور تقنية تقوم علي حوارية جدل المواجهة حول حدث دراميمحاك لحدث في الواقع المعيش ، وفيه يتشارك . كذلك الممثل في السايكودراما ، تتقارب العلاقة بين الممثل في دور المريض نفسانيا مناط حالة العلاج الجماعي بالدراما يتشارك مع الجمهور - سواء ممن كانوا شهودا لحادثة السبب في مرضه أم كانوا ممثلين ممارسين في العرض في ما يطرح بعضهم مخرجا من حالة المر النفساني و الخلاص من الكبت الذي هو العمرضرالنفساني الذي آصيب به .

وفي مسرح و( بيسكاتور ) التسجيلي يتشارك الجمهور مع الممثل مشاركة وعي يحثه علي اتخاذ موقف مما بعر عليه حول فئة العدالة الاجتماعية في اتجاه إنصاف الطبقة العاملة .

وفي المسرح الأنثروبولوجي في معملية الايطالي ( أوجانيوس باربا ) - تلميذ ( جروتوفسكي ، يتشارك المممثل مع الجمهور في لعبة تبادل الآمكنة في معالجة الفكرة المطروحة . والأمر نفسه عند ممثل تلميذه العراقي ( د. قاسم بياتلي )

والآسلوب نفسه متبع في المسرح الفقير عند أستاذهما ( ييجي جروتوفسكي )
مبتدع أسلوب التشاركية في تبادل الآدوار بين الممثل والجمهور ، وهو آسلوب تآسست عليه بنية الحدث في مسرحية ( الفرافير). للكاتب المسرحي المري ( د. يوسف إدريس ) التي عرَّضت بفرقة المسرح القومي بإخراج ( كرم مطاوع) عام 1964 .
ويتشارك جمهور المصادفة في العروض ( الأمبريقية : الميدانية) لمسرح الشارع
وكذلك لعروض المسرح في الشارع مع الفارق المضموني والتقني بينهما ، حيث التشاركية بين الممثل وجمهور المصادفة في مسرح الشارع في تبادل الأماكن و التداخل الحواري بين الجمهور والممثلين بمآ يثرها العرض ويسهم في توليد جمالية فرجة شعبية وحث علي التفاعل المجتمعي


تلك المقاربات بين مناهج الآداء التمثيلي في عروض المسرح البديل الحداثي و ما بعد الحداثي تنوي تحت طبيعة العلاقة بين الممثل والجمهور في عروض المسرح غير الآزسطي تقوم العلاقة علي الشراكة التفاعلية المباشرة لفعل التبادل التلقائي الجزئي للأدوار مشاركة أدائية غير سابقة التحضير - في الأساس- ، وهو منهج تختلف فيه تقنيات الآداء التمثيلي وجمالياتها عن تقنيات الأداء التمثيلي وجمالياتها في مسرح المحاكاة الأرسطية التطهيرية ، في ميل واضح نحو تشخيص الفكرة لا تشخيص الفعل - سواء اتخذ من محاكاة الفكرة الأفلاطونية تكئة لتحقيق ما نظر له في كتابه ( خيال الكهف ) ورفعه شعارا بعض رواد نفي النص بعثا للغة الجسد ولغة الصورة ( كربج ، رولان بارت و جروتوفسكي وتلاميذه ) انخراطا تجريبيا في معملية ثقافته البدلئية ؛ زعما لاحلال التقديس مع إزاحة التدنيس في فن الممثل تطهيرا للمسرح وتتويجا للممل علي رآس الفعل المسرحي بالتوازي مع لعبة التشارك في تبادل الأدوار بين الممثل والجمهور .

ولأننا وجدنا جهدا بحثيا للباحث الفنان المسرحي العراقي، الموصلي ( سليك الخباز) ينتهج طريق آماطة اللثام ن ذلك المنه التوفيقي لحركة التمثيل بين مدارس المسرح البديل سعيا الكشف عما بين مدارس المسرح البديل تلك من توافق في توظيف أسلوب التشارك بين الممثل والجمهور - علي تدرج مستويات الأسلوب والتقنيات بينها - لذاك جاءت قراءتنا لذلك الجهد ألذي جعل له المؤلف عنوانا هو ( ومسرح المضطهدين لأجستوبوال ) وهو عنوان مخادع ، لأنه يمهد ذهنية قارئه نحو عروض أوجستوبوال ( الإمبريقية : الميدانية ) فلما يتوغل في القراءة يجده يعرض لمنهجية التمثيل التشاركي في المسرح الملحمي ، فما أن ينتهي من قراءة مبحث التمثيل التشاركي عند بريخت يسلم القارئ آلي منهجية التشارك في التمثيل عند
(. ) فإذا ما فرغ منه وقعت عيناه الي مبحث فرعي ثالث ثم رابع فخامس ، وكلها تعرض لموضوع التمثيل التشاركي ؛ غير أن هذا المنهج علي ما فيه من جدة وابتكار وسعة إطلاع ، وخاصية استخلاص الفكرة الجامعة لمشترك ما بين جهود بحثية متباينة صدرت بحوثا مسرحية في ثقافات مختلفة ما بين غربية أوروبية ( ألمانية وبولنديون وإيطالية وولاتينية ) أنتجت مسرحا بديلا عن المسرح الدرامي الأرسطي : فاستخلصت وحدة المنهج التمثيلي بينها في مارغريت بالتشاركية ؛ مع اختلافات في وآليات تشخيصها بمهارات تقانية متفاوتة منها المباشر حضورا عبر حجاج حواري متبادل الأمكنة بما يضمن من تقنية التعليم والتعلم وشبهة التحريض ؛ ومنها ما هو تشاركية دهشة وعي فإدراك يفضي إلي موقف من العالم .
ومع تقديري لطاقة المؤلف ومقدرته علي الامساك بالفكرة الآساسية المشتركة بين تلك المدارس المسرحي في اتجاه ما يعرف بالمسرح البديل ؛ وهي فكرة التمثيل التشاركي ؛ الا إنه - في ما لاحظت- لم يربط في صياغة موضوعه المكتشف بين ذلك المشترك في تلك المدارس ، فقد ظهر كل مبحث مما عرض كما لو كان جزيرة منفصلة عن مارقبلها وعن ما بعدها .د
إن قيمة جهد الباحث ليست في عرض تحصيله المعرفي في مقال ما يدبحه في حقل من حقول التخصص ؛ وإنما يتميز الباحث الحقيقي بقدرته علي محاورة المعلومات ومقاربات بين ما تطرح الآراء والمقابلات المختلفة التي استند إليها دعما لآرائه و برهنة علي صحة استنتاجاته وتتويج جهد تحصيله المعرفي بتأصيلة ثبتا مرجعيا واستنتاجا لدور التأثير والتأثر ولدور الجدة والابتكار . وآري في هذا الكتاب بحثا هو الآقرب إلي كل ما ذكرت .

أ.د أبو الحسن سلام

أستاذ مناهج التمثيل والأخراج المسرحي بجامعة الاسكندرية

‏ Prof.sallam @ Gmail .com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا