الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقنيات دراماتوجيا العرض المسرحي التفكيكي - عرض في قلبي -؟للمخرج د. محمود أبودومة

أبو الحسن سلام

2023 / 2 / 28
الادب والفن


تقنيات إخراج دراماتورجية العرض المسرحي التفكيكي
- عرض في قلبي للدكتور محمود أبودومة -

مقدمة.
كنت سآكتب عن الواقعية السحرية فوجدت نفسي اكتب عن تقنيات اخراج عرض مابعد حداثي برؤيا التفكيك ، بعد أن بدأت بالتمهيد للواقعية السحرية

اشكالية البحث :
في اخراج نص مسرحي حداثي أو ما بعد حداثي يلجأ المخرج الي تفكيك خطاب النص وتفكيك نسقه ، مستعينا بالبنية الدرامية المتشظية وتقنيات الإزاحة والإحلال ، ومن ذلك ازاحة مركز الحدث إلي الهامش وإحلال الهامش محل المركز ، كأن يزيح شخصية هاملت في مسرحية خزعل الماجدي ( هاملت بدون هاملت) الذي أزيح الي الهامش وغيب حضوره المادي واكتفي بتفعيل دوره عن طريق (أوفيليا) التي حلت في مركز الحدث الدرامي ، ومثال ذلك أيضا في مسرحية ( ياسين وبهية) لنجيب سرور ، حيث حلت ( بهية) في نركز الحدث وغابت شخصية ياسين مع استحضار بهية لفعله علي الرغم من غيابه المادي ، فهو الغًائب الحاضر في الحدث ، فضلا عن الاستغناء عن أجزاء من النصي ، بالإضافة إلي ادخال نقاطه متناقصة مع نصوص ومع فنون أخري ، علي نحو ما فعل مايرهولد في ادخال لوحات تشكيلية لفناني تشكيليين عالمين في عرض من إخراجه ، وما فعله وليد عوني في تجسيد صخرة في لوحة المصور العالمي ( ماجريت ) في عرضه المسرحي ( الفلاح الفصيح ) حيث وظفها توظيفا دراميا وجماليا يضيف الي معني النص ، فشلها من ( الإسفنج الصناعي ) بالهيئة التي رسمت عليه في لوحة ماجريت ، وعلقها في خلفية فضاء المنظر المسرحي ورسم حركة ممثل شخصية الفلاح الفصيح ، حركة ( لازمة درامية) يتكرر فيها حركة وقوف الفلاح محني الظهر تحت الصخرة المعلقة لتوليد دلالة درامية علي أنه محتمل لعبء حمل هم ما يعانيه من ظلم متكور ومتدرج عبر مسير شكواه من مسؤول صغير فكبير فأكبر حتي وصوله للملك . والإشكالية تتمثل في طاقة المخرج ومهارة حرفته في تكوين بنية خطاب يفكك به خطاب النص ، وفي قدرته علي توظيف عناصر لغة منصة العرض في توليد معني مبتكر يضيف الي معني النص معانٍ مساندة عبر تصور تأويلي أو يعارض خطاب النص ويفكك نسقه عبر رؤية تفكيكية .

أهمية البحث :
الدعوة إلي تفعيل منهج المعارضة المسرحية في عرض لاحق لعرض سابق ، وتفعيل منهج الإخراج التأويلي ومنهج الإخراج التفكيكي ( النابعة الحداثي) في عروض المسرح الشبابي

مفاهيم البحث :
يعمل والمصطلح وتعمل والمفاهيم دورا مهما في في بنية البحث المسرحي دراميا وفنيا جماليا سواء اشتغل البحث منهجيا علي بنية النص أو بنية العرض المسرحي ، ومن المفاهيم التي تشكل ضرورة ضبط لاجراءات منهجية إخراج نص بأسلوب تفكيكي ومنها :

( الاستلهام : وهو أخذ موقف أو حدث أو شخصية من عناصر بناء عمل تراثي خيالي أو أسطوري أو تاريخي يري فيه ما يماثل حدث أو موقف أو حالة عصرية في واقع الكاتب المعاصر المعيش ؛ فيسقطها علي واقعه العصري المعيش دعما لرأي يراه أنفع وأرفع لمجتمعه أو عصره . وهذا الاستلهام عن طريق صياغة جديد معاصر للحدث التراثي أو التاريخي المستلهم بأسلوب يتناسب مع ثقافته المعاصرة ، وهذا ما يعرف بالاستلهام ، أو بالتاريخانية أو التأريخية كما يسميه بريشت في كتابة الحدث التراثي في نص من نصوص المسرح الملحمي .
ميتاتياتر : الدراما الشارحة : وهي حالة من حالات التمسرح قصد بها للضرورة الدرامية أو ضرورات التوكيد الدرامي للحدث ، لإضافة شرح للحدث يفك شفرة رموزه ويوضح معناه ويؤكد أثره ، فضلا عن كونه إضافة جمالية - وكثيرا ما يستخدمه بعض مخرجي تفسير معني النص ، وقد يستخدم لونا من مهارات تمسرح استعراضي بموهبة التأليف في حدث استطرادي من نوع ( لزوم ما لا يلزم ) ومثاله المسرحية التي شرح هاملت خطوطها الدرامية للفرقة الجوالة التي نزلت قلعة ( ألسينور) فنقلتها مرتين في ليلة واحدة أمام الملك ( كلاديوس) عّم هاملت وبجواره أمه الملكة تترعنوان ( جنزاجو) وتمثل المبتاتياتر في تمثل الفرقة المحاكي لحدث قتل شقيق الملك للملك بوضع بعث من السم في أذن الملك النائم علي مقعده في حديقة القصر الملكي ، فكان تمثيل الفرقة للحدث بالأداء التمثيلي الصامت بانتمائهم ، ثم أعادوا تمثيله بالأداء الصوتي الحواري ، وهذا ما يفسر ما أطلقه د. أبو الحسن سلام علي هذا اللون من الدراما الشارحة بوصفه ب ( تمسرح لزوم مالايلزم) اذ اعتبره زائدا عن الضرورة الدرامية في الحدث ، اعتبر تكرار عرض الفرقة الجوالة جمالية توكيد لمصداقية الحدث المعروض وتقنية من تقنيات التحقق وصولا الي الحقيقة التي يبحث عنها ( هاملت) في التأكد من صحة ما أخبره به شبح والده المغدور به ، وهو عند د. أبو الحسن سلام مناظر لخطوات الباحث الأكاديمي الذي لا يكتفي بنتيجة واحدة توصل اليها بل يكرر التجربة والبحث مرة بعد مرة ، فإذا جاءت النتيجة متطابقة بين كل التجارب عندها تصبح النتيجة مؤكدة .
- د. أبو الحسن سلام ، مناهج البحث المسرحي ، الاسكندرية ، دار الوفاء للدنيا الطباعة والنشر ، 1997 )
دراماتورجية : هي الكتابة علي الكتابة ، كتابة إبداعية لاحقة علي كتابة إبداعية سابقة ، يعارض فيها الكاتب مؤلفا للنص أو للعرض خطاب نص سابق وبنيه الدرامية والفنية والجمالية . ومن نماذجه عرض مسرحية مابعد حداثي تحت عنوان ( في قلبي) دراماتورجية وإخراج محمودأبودومة * ( مسرح الكراج بمركز الجيزويت المسرحي 1996)

،في تحليل العرض
قدم العرض رؤية بانورامية عبر دراماتورجية بحث درامي قام علي فرضية تري أن مجمل مسرحيات الكاتب السويدي ( أوجست سترندبرج) قامت علي خاصية أسلوبين يعالج فيها انعكاس صورة المرأة علي الكاتب نفسه الي جانب خاصية الرقص فالمرأة والرقص قريتان لا يفترقان ، لينتهي إلي أن مسرح سترندبرج علي الرغم من عالميته قد مات وأصبح متخفيا . )
( د. أبو الحسن سلام ، اللقطة الزمكانية في الشعر وفي المسرح وفي الفن التشكيلي ، ط: 3 ، الإسكندرية ، دار الوفاء للدنيا الطباعة والنشر ، 1910)
يبدأ العرض وأنام الجمهور مجسم للكرة الأرضية يتخذها المخرج بمثابة شاشة يسقط عليها صورا من لقطات لعروض سترندبرج المسرحي المختلفة من فنون مسرحية وسينمائي بلدان عالمية مختلفة ، تنتهي بتحرك نصفي مجسم الكرة الأرضية ليصبحا بمثابة نصف قوس دائري في خلفة المشهد لداخلها ، والذي نري فيه ممثل دور ( جان) في الردنجوت ) فيما يحمل عاليا صينية عليها كأس وحوانيت رحيمي وجرس وحذاء صيد ، وتري فتاة يعدل لها الخادم جان وضع الكرسي لتجلس علي ، تنهره معلنة أنهارلاتحب وشكري جلوسها هكذا - علي نحو الجهة التي وجهه االيه الخادم ، قائلة أنا أحب أن أقعد هكذا - وهي تغير اتجاه الكرس ثم تجلس عليه . هكذا في تعبيرات بسيطة مجردة يشخص العرض ( صورة المرأة المتمردة ) وهي الصورة التي بني عليها مسرح سترندبرج صورة المرأةمتمردة عنيدة . وفي نهاية الحدث نناظر تابوتا أبنوسيا كتب عليه بوضوح ( تاريخ ميلاد سترندبرج وتاريخ وفاته ) مع دخول ممثل يحمل منظارا لقطع الخشب ويشرع في نشر التابوت الأبنوسي الي ثلاثة أجزاء - وهو تعبير تركيزي مشفر يدركه ادرسوا مراحل تطور مسرح أوجست سترندبرج ، حيث يريد المخرج محمود أبودومة ان يؤكد علي استيعابه للمراحل الفنية الثلاثزالتي مر بها مسرح أوجست سترندبرج وهي ( الطبيعية - التعبيرية وأخيرا الرمزية )
أخلص من استعراضي لنموذج من عروض الواقعية الرمزية خلال عرض مسرحي لمخرج دراماتورجية ما بعد حداثي وكيف لجأ إلي أسلوب التفكيك المسرحي عبر توظيف دراماتورجية بحثي وكيف وظف عناصر حركة الممثل وعناد المرأة وتفردها وكيف وظف قطع الاكسسوار ( الصينية والجرس والكأس والجواني الحريمي ) توظيفا دالا علي عناصر التشابك الدرامي بين جوليا وخادمها جان وجرس والدها الكونت المرتبط باستدعاء الخدم وحذائه ، ليترك للجمهور المتلقي اعمال وعيه باستعادة المعني الغائب المسكوت عنه بتذكر دور قطعة الاكسسوار في حدث مسرحية من مجموع مسرحيات سترندبرج وتقنية نشر العامل لتابعات دفن المواي ودلالة تاريخ ميلاد وتاريخ وفاة سترندبرج وعلاقة ذلك بالخطاب العام الذي انتهي اليه تفكيك المخرج لتاريخ مسرح سترندبرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي