الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية إتفاقية السلام للسودان والمحيط الإقليمي

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2023 / 2 / 27
الصحافة والاعلام


حسب وجهت نظري؛ خاصةً في ظل الظروف السياسية والإقتصادية والأمنية القاسية والمعقدة التي تعيشها بلادنا، وبالتأكيد أضع في الإعتبار تقييم الآخريين لنِسَّب تنفيذ بنود إتفاقية جوبا؛ أرى بوضوح أننا قد تقدمنا كثيرًا في إتجاه التنفيذ رغم العثرات والتحديات الكثيرة، وما زال أمامنا ما لم يتم إنجازه بعد؛ ومن الأولويات الملحة مسألة إعادة النازحيين واللاجئيين إلي مناطقهم وتكوين المفوضيات وإستكمال عملية الترتيبات الأمنية بذات الروح التشاركية والحماس بين الأطراف، والمصفوفة المُحدّثة بوابة جديدة للنفاذ إلي تنفيذ البنود التي لم تجد حظها في الفترة الماضية، ولتحقيق ذلك لا بد من تقوية الإرادة وجلب الموارد والتخطيط الجيد للمشاريع وتنفيذها بجودة عالية من أجل بناء سودان جديد آمن ومستقر ومتطور.

هذه البلاد؛ ما زالت أرضها بِكر تتغنى بها الشوادٍ وتتمناها القلوب والعقول، وشعبنا ثريًا أفقرته الحروب، ونمتلك الطاقات الكافية للخروج من الأزمة السياسية الراهنة والإنخراط في الإنتاج وتطوير كافة المجالات، وفي بلادنا موارد هائلة وظفتها الحكومات المتعاقبة في إشعال الحروب ضد المجتمعات السودانية في الريف والمدن المريفة؛ ليس لشيئ سوى فرض أوهام إيدلوجيا محددة بقوة السلاح والسطو علي الموارد لصالح فئة دون الآخريين، وهذا الأمر أنتج مقاومة مسلحة مضادة لسياسة الحكومات المركزية المتسلطة آنذاك، وآن لنا اليوم إنهاء ذلك العبث ومحو جراح الحرب وكتابة تاريخ جديد للسودان بقلم السلام والتعايش السلمي.

الآن تخطينا تلك العهود المظلمة بعد أن دفع شعبنا أثمان باهظة في حرب النظام الإنقاذي الإسلاموي، وقاتل فيها الناس بضراوة وجسارة في ميادين الكفاح المختلفة، وقد خسرنا أرواح عزيزة وممتلكات ضخمة ولكن كسبنا شرف الإنحياز لشعبنا، وقضى بعضنا سنوات في المنافي وخلف أسوار السجون، ولم يتبقى في الحياة إلا حطام آمال مبعثرة نعمل اليوم علي لملمتها وإعادة ترميمها للنهوض مجددًا من تلك الإنتكاسات والخيبات التاريخية التي عشناها لبناء دولة جديدة لا يتقاتل أبنائها مرةً آخرى؛ بل ينبغي حلحلة جميع المشكلات عبر الحوار، وعلينا التفكير مليًا في المستقبل لتحويل مواردنا المتعددة وتنوع مجتمعاتنا المدهش في دفع عجلة التنمية البشرية وفي إنجاح كافة مشاريع النهضة الزراعية والصناعية والمساهمة في نهوض افريقيا قاطبة، ويتطلب ذلك إيجاد رؤية ورابطة سياسية وإقتصادية وثقافية مشتركة ترتكز أعمدتها الأساسية علي أرضية السلام والديمقراطية والمواطنة المتساوية والعلاقات الدولية المتوازنة لمصلحة السودان وجميع الدول.

دولتنا عبارة عن مساحات شاسعة وغابات وبحار وتنوع كائناتي ضخم، وفي باطن الأرض معادن وكنوز لا حصر لها، وتعتبر دولة محورية تتوسط شريط إقليمي مضطرب للغاية، وتتجاذبها أطماع خارجية بدوافع وأشكال مختلفة، ومن أشد مصائبها إلتهاب أطرافها ولم يسلم عمقها من المخاطر جراء توجهات سياسية داخلية مُسِمة تكاد تفتك بوحدتها، ومن الأصلح للبلاد ولنا جميعاً ترشيد السياسات والتوافق بين كافة المكوناتها الوطنية عبر حوار ذا مصداقية وشفافية، ويجب تكملة المراحل المتبقية للترتيبات الأمنية بغية ضخ دماء جديدة في شرايين قواتنا المسلحة السودانية؛ فلا يمكن إحداث الإستقرار والتنمية دون تقوية الأجهزة العسكرية ومدها بآليات التطور وإبعادها من معارك الإستقطاب السياسي ومحاولات تفكيكها بسياسة تفجير الفتنة بين الأجسام المسلحة، والعاقل من يفكر في كيفية تقوية صمام أمان البلاد.

27 فبراير - 2023م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي