الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعامل الحكومي ب(ازداجية المحتوى الهابط)

احمد محمود القيسي

2023 / 2 / 27
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


التعامل الحكومي ب( ازدواجية المحتوى الهابط )
تتصدر هذه الأيام (المحتوى الهابط) المشهد العراقي, إذ شرعت السلطات العراقية الشهر الماضي بحملة اعتقالات ضد من تطلق عليهم "منشئي المحتوى السيء (الهابط)" لتصدر على بعضهم أحكام قضائية سريعة بالسجن.
وتشمل هذه الحملة منتجي مواد فيديوية قصير تنتشر عبر الإنترنت وتتضمن أغان ومواد تمثيلية وكوميدية وتعليقات ساخرة، بعضها لا يخلو من كلمات بذيئة تصاحبها احياناً حركات جسدية ورقص فضلاً عن إثارة بعض المواضيع الاجتماعية حساسة كالعلاقات بين الجنسين والمشاكل العائلية في مجتمع معظمه محافظ. وبدأت وزارة الداخلية العراقية بتشكيل "لجنة مكافحة المحتوى الهابط" على مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء موقع إلكتروني (بلغ) لاستلام البلاغات وبعدها يُقدم أصحاب هذا المحتوى للجهة القضائية المختصة لتصدر بعدها الحكم بسرعة خلافاً للقضايا الاخرى. وتستند هذه الأوامر الحكومية والقضائية على قانون العقوبات العراقي 111 الصادر في 1969، وبالأخص المادتين 403 و226 المتعلقتين بتجريم الإساءة للذوق والآداب العامة وإهانة مؤسسات الدولة وموظفيها.
ولكن في الدستور العراقي الدائم لعام 2005 جاءت في المادة (38) على أن "تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب, ولا يوجد تعريف قانوني عراقي لمعنى الآداب وكيفية خرقها لحرية التعبير في إطار هذه المادة, لذا ثمة الكثير من سوء الفهم العراقي، شعبياً ورسمياً، لمفهوم "حرية التعبير وحرية التعبير حق فردي أصيل للفرد، بمعنى أنه ليس منحةً ولا يكتسبه المرء، بل يُولد معه ومهمة الدولة هي حمايته.
من الذي تسبب بهذا المشهد؟ أليست الدولة؟ فقد كان من الاولى على السلطات العراقية توفير البيئة المناسبة لهؤلاء, طوال مايقارب العقدين من الزمن عانى العراق ومجتمعه من مشكلات الاقتصادية وفساد مستشري في اغلب المؤسسات الحكومية ونقص في الخدمات التعليمية, والتي خلقت من هؤلاء مايسمى ب(المحتوى الهابط), ومشاهدة العشوائيات والتسول الذي انتشر في البلد؟ ألا يمكن اعتبارها، في ضوء مكافحة الدولة حالياً "المحتوى الهابط،" من المحتوى الهابط والخادش للذوق الذي نشأ بسبب تخلي الدولة العراقية عن التزاماتها القانونية والاساسية نحو مواطنيها؟ أليس صفقة القرن المجرم (نور زهير) بالمحتوى الهابط, بمجرد عمل (searh) على google عن فساد العراق سوف ترى مامدى الفساد المستشري في البلد فالكثير من المليارات الدولارات لاأحد يعرف أين ذهبت, والكثير من السياسيين اصبحوا يتباهون في فسادهم وقصورهم واموالهم اصبحت كثيرة, وكما يذكر الدكتور (عامر فياض) أحد منظري فلسفة بناء الدولة أن من أهم مسلتزمات بناء الدولة الحديثة الا وهو المسلتزم (السياسي) فالتغير يبدأ من السلطة السياسية ياعتبارها الموجه.
ومن هنا نستنتج أن مشكلة الدولة العراقية: إهمالها للوقائع والحقائق التي تقع ضمن واجباتها، مقابل قلقها واهتمامها بالسمعة والذوق العام التي لا تقع ضمن واجباتها!! واجبات الدولة هي تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيها وتشييد البنى التحتية للبلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و