الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوبرنيكوس دارون فرويد / أزاحة الانسان من عرشة

حيدر محمد علي

2023 / 2 / 27
الطب , والعلوم


حاول الانسان جاهدا منذ بداية ظهوره على هذا الكوكب أن يفسر او يحل طلاسم هذا الكون و ظواهرة الأرضية ، و معرفة سر وجودة ، لكن لم يكن الأنسان منذ ظهورة بذالك الذكاء لكي يفسر ما يراه بصورة علمية دقيقة كما نفسر الظواهر نحن اليوم
فكل أجاباتة الأولية كانت بديهية او عفوية تعتمد على ما تلتقطة أحاسيسة أو ما يتصوره تجاه الظواهر ، فالشمس و حركتها من الشرق و الغرب و أحساس الانسان ان الأرض ثابتة أدت الى نتيجة بديهيه أن الأرض ثابتة و الشمس هي التي تتحرك حولها و كذالك النجوم ، و دائما ما تكون معرفتنا الناتجة من الحدس او البديهيات هي خاطئة ، كذالك فسر الانسان القديم أسباب الظواهر من خلال ارجاعها الى الألهه و الغيبيات ، فالظواهر المخيفة و الخطرة كان سببها أن الأله غاضب على البشر لذالك على الأنسان أن يقدم القرابين لكي يرضي الأله الغاضب ، وفي نفس الحالة على الأنسان ان يقدم القرابيين لكي يحصل على ما يريدة من الالهة ، وهكذا تعدت الآلهه بتعدد الظواهر فأصبح لكل ظاهرة أله مسبب لها ،

من خلال البديهيات توصل الإنسان الى أنه مركز هذا الكون و أن كل شيئ خلق من أجله وانه سبب هذا الوجود كله ، أستمرت هذه الاراء التي وضعها الإنسان القديم هي السائدة لألآف السنيين ، لكن مع تطور الفلسفة و العلم و بداية ظهور أفكار جديدة تفسر الظواهر الطبيعية من خلال التجارب و البراهين و الدراسات المستمرة و المتتالية و ليس على الحدس و البديهيات ،

ومن هذه الأفكار برزت نتائج صدمت غرور الأنسان و كبريائة ، ولا زال البعض منا الى الآن يعاني منها محاولين تكذيبها بكل الطرق ،

فبعد عشرات القرون التي أعتقد فيها الانسان أن الارض ثابثة وهي مركز الكون جاء لنا شخص من بولندا اسمه نيكولاس كوبرنيكوس ليحطم هذه الفكرة السائدة بكل جراءة و قوة ليؤكد لنا أن الارض ليست مركز الكون وأنها مجرد كوكب صغير يدور حول الشمس مثلما تدور الكواكب الاخرى ، نشر فكرتة هذه في كتابة ( عن دوران الإجرام السماوية ) سنة 1543 , اطاحت نظريتة بنظرية بطليموس التي نصت على مركزية الارض ، كانت الكنيسة مؤيدة بشكل كامل لنظرية بطليموس لانها استمرارية لتقديس الارض ألتي ولد بها المسيح عيسى ، كذالك أيضا كونها تؤيد نصوص الكتاب المقدس ، ومن هذه الفكرة الكوبرنيكوسية ظهرت لنا حركات و ثورات إصلاحية للدين المسيحي و كذالك يعد كوبرنيكوس صاحب الشرارة الاولى التي انطلقت منها النهضة الاوربية ،

بعد صدمة الانسان من نظرية كوبرنيكوس المستندة الى التجارب العلمية لأثبات دوران الأرض حول الشمس ، جاءت الضربة الثانية في سنة 1859 في كتاب ( أصل الأنواع ) نشره العالم البريطاني تشالز داروين ، الذي من خلاله ازاح فكرة خلق الانسان و انه افضل من الكائنات الحية ، حيث جعله مشابها لها و انه تطور منها ولا يوجد شيى يتميز به الانسان عن الكائنات الأخرى سوى العقل الذي من خلاله وصلنا الى ما عليه اليوم ، وضع دارون الانسان في منزلة الحيوانات العليا و هو ليس بالشيئ المقدس او ذو الاصول السماوية ، تمت مهاجمة أفكار دارون من الكنسية ولا زالت النظرية تهاجم مع كثرة الأدلة على صحتها ..

تأتي الصفعة الثالثة على يد عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد الذي أثبت في القرن التاسع عشر على سيطرة اللاوعي على افعال الانسان ، وبين ان الانسان مخلوق تسيطر عليه و تحركه غرائزة ، فاللاوعي يتحكم بكل اختياراتنا و قراراتنا و تصرفاتنا ، والتي نخفيها دائما بوعي ظاهري زائف و خداع ،

هكذا دمرت ثلاث افكار عنجهية الانسان ، ومع كل التطور في كل مجالات العلم يأبى و يصر الانسان على مقاومة هذه الافكار التي ازاحت الانسان من عرشة السماوية المقدس ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فشل المفاوضات بين طلاب معهد العلوم السياسية في باريس وإدارة


.. غزة ..صالة أفراح تتحول لمركز إيواء لمرضى السرطان وفشل الكلى




.. بيل غيتس للعربية إنجليزي: السعودية وأميركا ومايكروسوفت أكبر


.. الأقمار الصناعية تكشف ثكنات عسكرية للحوثيين تحت الأرض




.. مقابلة خاصة مع مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس