الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازاحة الجيلية هل هي إقصائية ام تكاملية؟

عبد المنعم الحيدري

2023 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أطلق البعض ممن يعملون في مجال الساحة السياسية العراقية مصطلح (الازاحة الجيلية) ، وهذه المصطلحات الغربية حتى وإن كانت لدى الغربيين لكن تطبق بشرطها وشروطها ، الا إنها حينما تصل لأهل الشرق يساء فهمها وحتى استعمالها ، فمثلاً : الديمقراطية في الغرب ليس هي كما عندنا في الشرق ( انا هنا ليس مبهورا بثقافة الغرب وسياساتهم ) , لكنني اتناول الأمر بموضوعية حتى يتبين للقارئ الكريم اصل الموضوع وان تصله الصورة واضحة ، والأحزاب السياسية ، ليس كما عندنا ، حيث الأحزاب في الغرب تمنح الفرصة لمن هو أقدر على القيادة ، بينما عندنا في الشرق تمنح الفرصة للأخوة والاقارب وبمحسوبية ومنسوبية فلطالما رأينا رؤساء أحزاب وحركات سياسية عربية وحتى عراقية يهيئون إخوتهم وإبنائهم ويمنحوهم مناصب حزبية مهمة في داخل حزبهم ، وكأن الأمر وراثي ملكي ، وليس سياسي ، فحينما يتوفى رئيس الحزب او الحركة او يقتل ، نجد أنه مباشرة يحل محله أخوه او إبنه ، ليصبح رئيسا للحزب خلفا للرئيس السابق ، وفي وقت ينادي فيه علماء السياسة ان الأحزاب لا تدوم الا بضخ دماء جديدة من أجل عدم وقوع الأحزاب والحركات السياسية بفخ الإنسداد الفكري والتاريخي مستقبلاً ، يذهب بعض القادة السياسيين للعمل بهذه الفكرة ، وهي عملية ضخ الدماء الشابة واحتواء الطاقات وتعتبر خطوة إيجابية ، لكن نرى انها سرعان ما تصطدم بعدم الانسجام بين الأجيال السابقة والاجيال اللاحقة ، وهذا ما يحدث في العراق لتيارات وحركات وإحزاب سياسية عراقية ، حيث يندفعون فورا الى ان الإنفصال عن الحزب القديم ، والسبب هي ان كل من الجيل السابق والجيل اللاحق ، كلاهما يفكر بطريقة الإقصاء ، فالجيل القديم يرى ان الجيل الجديد يهدد وجوده وهو يريد الحفاظ على ما هو قائم ، بينما ينظر الجيل الجديد الى ان الجيل القديم هو ذو (أفكار خشبية) ، لا تصلح للعمل السياسي ، ويسعى الى تغيير ما هو قائم ، ولكن لم يلتفت الإثنين معا الى ان ذهاب الجيل القديم امر لابد منه ، وبالتالي لابد من تسليم الراية ، ولم يلتفت الجيل الجديد انه سيتسلم الراية ويحتاج الى التأني ، وان قليل من الصبر مع الجيل السابق سيمنحهم الخبرة والحنكة والصبر والإستفادة من تاريخ طويل بالعمل السياسي ، فيأخذون ما يتوائم معهم ، ويتركوا ما يروه (أفكار خشبية) .
أن التاريخ يصلح ان يكون فكراً إستراتيجيا،يستفيد منه الشباب الطامح للقيادة ، ومن لم يطلع على التاريخ فالاولى به ان لا يعمل في مجال السياسة ، وان لا يتناولها مطلقا.
اليوم هناك بعض من قادة الإطار الطامحين يسعوون لتطبيق سياسة الازاحة الجيلية على مستوى القادة ( مع ان هذا المكان المعنوي ليس محل تطبيقها ) ، ويريد هذا البعض ( لعدم إدراكه معاني وإبعاد هذا المصطلح السياسي في متى وإين وكيف ) ، ان يزيح الجيل الأول لقادة الإطار تحت ذرائع شتى ، واقول :
ان تطبيق هذه السياسة (الازاحة الجيلية) ، من دون التعاون والتكامل ، بين الأجيال على مستوى داخلي لحركة ما او لحزب ما ، فإنه من المؤكد ، ستفشل وقد فشلت في مكان ما عند تطبيقها ، لماذا؟.
لان القائمين على تطبيقها اعتمدوا إسلوب الفكر الاقصائي ، مع انهم ارادوا تطبيقها في تنظيم سياسي واحد ، فما بالك لو استخدمت هذه الإزاحة لجيل القادة الأول في الإطار ؟.
مع إن لكل منهم حزب او حركة ولهم جمهورهم الخاص بهم ، فهنا يكون الأمر أكثر استحالة وبالنتيجة يكون الفشل هو ثمرة صاحب المشروع ، وإن كنتم تعتقدون ان نظرية الازاحة الجيلية ، هي نظرية فطرية ومن السُنن الإلهية ، ولابد من وقوعها ؟.
فعليكم تطبيقها ، كما هي وفق أسس تعاونية تكاملية ، وليأخذ كل ذي حظ حظه في هذه الحياة ، وتخلصوا من النزعة الدكتاتورية ، فليس الطغاة والجبابرة ولا اللقيط الهدام عنكم ببعيد .
وفي الختام اقول :
فلتكن أدواتكم صالحة ، ولتكن وسيلتكم شريفة ، وليكن هدفكم مشروع ، ولا تكونوا مصداقا لما جاء به ميكافيلي ، يوم قال الغاية تبرر الوسيلة ، وإعلموا
ان التنافس امر مشروع
وأن الصراع نهايته الحرب
وإن التعاون نهايته النجاح ، لذلك طبقوا إزاحتكم الجيلية على أحزابكم وحركاتكم ، وفق الأسس الصحيحة ثم لكل حادث حديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة بايدن إلى فرنسا.. وحسابات الداخل الأميركي | #أميركا_ال


.. كيف تلقي محاكمة هانتر بايدن بظلالها على سباق الانتخابات الرئ




.. االلواء فايز الدويري: الملعومات تشير إلى أن جيش الاحتلال هو


.. مظاهرة بستوكهولم السويدية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية على رف




.. شاهد حجم الدمار.. الاحتلال يحرق مولدات الكهرباء الرئيسية لمس