الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيهما أولى بالإصلاح والمعالجة ؟

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 3 / 1
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


سؤال يطرحه كل مواطن مضطر للهجرة على حكومته الفاشلة، التي لم توفر له الحد الادنى من الأمان والاستقرار. .
هل نصلح انظمة الوطن الذي فرط بأبناءه، ودفعهم للهروب والفرار بحثا عن الملاذ الآمن ؟. أم نصلح تشريعات اللجوء والهجرة في البلدان التي فرّوا إليها ؟. .
قبل بضعة أيام شاهدت حطاماً خشبياً متناثراً، وجثثا مبعثرة على السواحل، واخرى طافية على سطح الماء لمهاجرين عرب على الشواطئ الايطالية، بينما كان الناجون ينتظرون نقلهم إلى مراكز الاستقبال أو زنازين الاعتقال تمهيدا لإعادة شحنهم إلى بلدانهم لكي تنتقم منهم المخابرات. في حين كانت المفوضية الأوروبية تسعى إلى مضاعفة جهودها لإصلاح حق اللجوء. بينما أفادت فرق الإنقاذ وخفر السواحل عن وجود أكثر من 200 مهاجراً كانوا على متن القارب المحطم. وقضى عشرات القتلى غرقاً بينهم أطفال ونساء، وأصبح الكثيرون في عداد المفقودين في هذه المأساة الرهيبة. .
فقد سجلت وكالة الحدود الأوروبية دخول 330 ألف غير نظامي إلى أوروبا عام 2023. وكانوا معظمهم من السوريون والعراقيين والمصريين والتونسيين. حيث دخل نحو 45 بالمئة منهم عن طريق البلقان، وجاء العبور من البحر المتوسط في المرتبة الثانية. وشكلت نسبة النساء 10 بالمئة من المتسللين وطالبي اللجوء، فيما سجل الأطفال القصر نحو 9%. .
وسجلت مراكز خفر السواحل هذا العام حوالي 3,231 حالة وفاة أو فقدان في البحر المتوسط وشمال غرب المحيط الأطلسي، وحوالي 1,881 في عام 2020، و 1,510 في عام 2019، وأكثر من 2,227 في عام 2018. .
لا شك ان معظم الغرقى والمفقودين هربوا من البلدان العربية، التي يتزعمها قادة يتظاهرون بالورع والتقوى، لكنهم لا يخجلون عندما يشاهدون جثث ابناءهم مكدسة في ثلاجات الموتى. .
على من تقع المسؤوليات التقصيرية في مثل هذه الحوادث: هل تقع على البلدان التي فر منها المهاجرون ؟، أم تقع على البلدان التي لجأوا إليها ؟. وعلى من نلقي اللوم: هل نلوم الانظمة التي حرمتهم من أبسط حقوقهم في العيش ؟. أم نحتج على خفر السواحل في المنافي البعيدة ؟. ولماذا يتوالى سقوط ضحايا الهجرة غير الشرعية من الشباب العرب ؟. وهل نوجه اللوم إلى الذين امتطوا قوارب الموت هربا من الظلم والجوع والاضطهاد، ثم غدرت بهم الأمواج في عرض البحر الأبيض المتوسط ؟. أم إلى الأنظمة والمنظمات العربية التي ترى وتسمع وتراقب الفواجع المتلاحقة من دون ان تفكر برعاية ابناءها وحمايتهم. فلا نكاد نخرج من نكبة الا ونقع في أخرى أبشع منها في هذه المآسي التي لا أمل باصلاحها ومعالجتها. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -