الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاوية في التلفزيون

راغب الركابي

2023 / 3 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


دعونا نسأل ببراءة مالحكمة من إعادة نبش التاريخ المظلم ؟ ، وما الحكمة من التركيز على شخصية كانت سيئة بأمتياز في كل أعمالها ؟ ، ومقدماً أرجوا من القراء المحترمين أن لا يجدو في كلامي هذا تحاملا أو ضغينة مسبقة ، وإنما أنا ذلك الإنسان الذي يبغي لناسه وأهله الخير والهدوء والأمان ، ولذلك أنا من الناصحين لمن بأيديهم سلطة الإعلام والتلفزيون ، أريد منهم أن لا يعيدو الناس أشتاتاً متفرقين طوائف وملل يتقاذفون الشتائم والسباب والتهم ، أريد منهم أن يوجهوا الإعلام لما ينفع الناس في حاضرهم ومستقبلهم ، ويتركوا الماضي بما فيه من عقد وألم ، فقد تعبنا من القيل والقال من أصحاب الهوى والمنافع ومثيري الضغائن والفتن .

ثم إن معاوية ليس تلك الشخصية الرائدة التي تستحق الثناء والإشادة والمدح ، ولا هو ذلك القائد التاريخي الفذ الذي صنع الأمجاد للعرب والمسلمين ، إنما هو ذلك الشخص المريض المعبء بكل عقد التاريخ و الحياة والأيام ، وقد حمل هذا في حياته نفاقا وغدرا وتوارثه وورثه لمن تبعه جيلاً فجيلا ، وإن قلنا إنه هو ذلك الرجس المنكوس لا نجافي الحقيقة والواقع ، بل إنه ذلك الشخص الذي مرد على النفاق مع كثير من أمثاله ممن لا نعتز بهم ولا نفاخر ، وأقولها : إن معاوية لم يؤمن يوماً برسالة السماء ولا برسول الله ، وليس في صفاته ما يُمكن الذكر الحميد بل أن كل صفاته كانت سيئة قبيحة كما يحدثنا عن ذلك تاريخ المسلمين ، وهو الذي كان يخلط في القول والفعل ، وكانت سنوات حكمه هي أسوء سنوات مرت على الجماعة الإسلامية على طول تأريخها .

ومعاوية شخص مخاتل يغدر ويفجر وهذه من صفاته ، ولهذا تجمع حوله ومعه شذاذ الآفاق ونبذة الكتاب والحق ، وهو لم يعمل ولو لمرة واحدة في حياته عملاً صالحاً يرفع فيه كلمة الحق ويجعلها العليا ، بل إنه هو من بدل و غير نظام الحكم والحياة لدى المسلمين ، ولهذا كانت معاهداته الذليلة مع البيزنطينين والروم وصمات عار تقبح وجه التاريخ ، وهي خير شاهد على نفاق الرجل وجبنه وعدم إيمانه وإنه لا يستحق حتى الذكر مطلقاً .

من هنا تأتي صرختنا بوجه أدعياء الفن ، ونقول لهم : لا تفعلوا ما يسيء لجماعة المسلمين ووحدتهم ، و لا تقدموا عملاً ليس فيه فائدة أو أو عمل نقتدي بها ، بقدر ما يساهم ظهوره في نبش هذا التاريخ المظلم بكل عوراته ، والذي كان سبباً مباشراً في زيادة الإرهاب والعنف والكراهية والفتن بين مذاهب المسلمين وطوائفهم .

أقول هذا من وحي فعله السيء الذي سود وجه تاريخ المسلمين بمهادنته الذليلة للبيزنطينين ولأمبراطورهم قنسطانز ووريثه قسطنطين الرابع ، وهذا ما أجمع عليه مؤرخي العرب والغرب ، من أبن سلام والبلاذري وابن الطقطقي والشيباني و المسعودي والنويري وأبن قتيبه والدينوري وأبن كثير والطبري ، كل هؤلاء قالوا إن معاوية تنازل صاغرا للبيزنطينين وقدم لهم المال والحلل ، وأُرغم إطلاق سراح أسرآهم .

قال ابن كثير : أن ملك الروم قد طمع في معاوية بعد أن كان يخشاه ، فزحف عليه بجيش كبير وأرغم معاوية لطلب الهدنة ، وهكذا قال خليفة بن خياط و اليعقوبي الذي أضاف : بأن معاوية بن أبي سفيان صالح ملك الروم على ان يدفع لملكهم مائة ألف دينار ، وأن معاوية هو من بادر بطلب الهدنة من الإمبراطور البيزنطي و قدم له وللبيزنطيين مائة ألف دينار .

وهكذا أشار المؤرخ ثيوفانيس على تعهد معاوية بدفع إتاوة سنوية للبيزنطيين هي عبارة عن ثلاثة آلاف دينار وخمسين حصانا أصيلا ، كما تعهد بإطلاق سراح خمسين أسيرا من البيزنطيين ، واتفق معه على أن تكون مدة الهدنة ثلاثين عاما .

قال موناخوس : أن العرب تعهدوا بتقديم مائة من الخيول الأصيلة كل عام .

هذا هو معاوية الذي كان شاهراً سيفه ومؤلباً العرب والمسلمين على بعضهم ، وهو من تجرأ على نكاية الجروح والتصدي لحق ليس له من كل باب ، من هنا نقولها : لا تنشروا بين الناس هذا الزيف ولا ترجعوا بنا القهقرى ، فلم تندمل بعد جراحات داعش ولم تسوى حقوق الإيزيدين الذين أضهدهم ذلك الفكر نفسه الذي قاد فتنة صفين والنهروان والجمل والتحكيم ومقتلة كربلاء ، دعوا الفتنة ولعن الله من أيقظها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة