الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حميد مجيد موسى ليس ضارا اطلاق النار على جثة

محمد العبدلي

2006 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في الموضوع المنشور في الحوار المتمدن و تحت عنوان " قانون الاقاليم مرهون بإرادة اغلبية السكان و ضمن شروط تمنع استغلال و مصادرة ارادة الجماهير " نشرت الحوار المتمدن اللقاء الذي أجرته قناة الحرة الفضائية مع السيد حميد مجيد موسى السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي دافع فيها عن قيام ممثلي الحزب الشيوعي في البرلمان بالتصويت الايجابي على قانون الاقاليم ، موضحا أن هذا القانون مرهون بارادة اغلبية السكان و ضمن شروط تمنع استغلال ومصادرة ارادة الجماهير وهذه هي ، من وجهة نظري الفقرة الملفتة في جواب السيد حميد مجيد موسى أضعها لأهميتها بين قويسات :
"نحن نتفق بان الاولوية هي للملف الامني ..لكن ذلك لا يمنع ولا يعرقل تنفيذ استحقاقات دستورية صريحة . فقانون الاقاليم ينص عليه الدستور ويجب ان تجري صياغته بعد ستة اشهر من بدء عمل مجلس النواب.. وهذا ماتم القيام به ... وحينما ظهرت الخلافات بين الاطراف كلها،جرى التوافق بين القوائم الاربعة ،وبوثيقة موقعة ، ان يجري اقرار القانون عبر القراءات القانونية وعبر التصويت والالتزام بان لا يجري تنفيذ هذا القانون الا بعد 18 شهرا ، وان يجري تشكيل لجنة تعديل الدستور وهذا الذي حصل، وقد اجرينا تعديلات على نص القانون، الامر الذي يجعل من امكانية تحقيق قيام الاقاليم مرهون بارادة اغلبية السكان وضمن شروط وظروف ومستلزمات تمنع التعسف او تمنع استغلال او مصادرة ارادة اغلبية السكان، فلذلك عندما طرح الموضوع للتصويت صوتنا عليه.
ومرة اخرى فان الجماهير في لعراق الآن قد وضعت لها الشروط التي تمنع مصادرة ارادتها ، و هذا بكل تأكيد لا يصدقه السيد حميد مجيد نفسه فلم يمر على العراق يوم واحد في كل حقبه التاريخية غيبت فيه ارادة الاغلبية الساحقة من السكان و أصبحت فيه مسلوبة الارادة و مضللة و مقهورة و مختطفة من قبل كل انواع التضليل او الارهاب و التصفية !!!!
فالفتاوى الدينية المضللة في الجنوب الشيعي قد باشرت عملها منذ فترة طويلة كانسة كل نداءات العقلانيين من الحريصين على وحدة الوطن و تطوره و المطالبة بتأجيل الفدرالية ، و قامت قوى المجلس الاعلى و المخابرات الايرانية التي تساندها بكل ما يلزم لفصل الجنوب لصالح المصالح الايرانية ، و جماهير المحافظات السنية تحت مطرقة الارهاب تملي على الناس حتى ما ينبغي ان يأكلوه و يشربوه و لا وجود فيها لسلطات الحكومة و مع ذلك يقوم السيد حميد مجيد موسى بمحاولة تضليل الناس بأن ارادة اغلبية السكان قد امنت و جرى اتخاذ كل ما يلزم من أجل ان تمارس الجماهير دورها لمنع استغلال الفدرالية !!
و مرة اخرى يضع السيد حميد مجيد موسى الحزب الشيوعى هذا الحزب العريق و المجرب و المبادر الشجاع في ذيل الاحداث منتظرا من الجماهير ان تقوده بدلا من ان يقوم هو بقيادتها و تبصيرها بمخاطر هذه المنزلقات واضعا المهمة على الجماهير المسكينة التي هي الآن الاقل ارادة مقارنة بأبسط عصابات السرقة و الاختطاف و الاجرام ناهيك عن سطوة المليشيات التي تتحكم بحياته و تصدر الفتاوى بما هو حلال و حرام .
اني انصح السيد حميد مجيد ان يتصل برفاقه في مقرات الحزب الشيوعي في المحافظات السنية و الشيعية على حد سواء ليرى كم تستطيع الجماهير ان تقرر فعلا في أن تكون قادرة على اتخاذ ابسط القرارات اكثر من سيد بعمامة بائسة قد بدأ توا بتهجي اسمه او في محافظات الوسط اكثر من عضو بسيط في عصابة اختطاف .
إن الضحك على ذقون الجماهير قد بلغ هذه المرة اقصى مدياته و سيتحمل السيد حميد مجيد موسى نتائج كل الكوراث التي تحل و سوف تحل بالحزب الشيوعي بسبب هذا العمل غير الحكيم و غير المبرر.
و اذا كان السيد حميد مجيد موسى يعتقد ان العراق لم يعد سوى جثة و ان اطلاق النار على جثة لن يكون ضارا سوف يرتكب خطأ فاحشا وسوف لن يرحم التاريخ كل الذين صوتوا على ازالة العراق من الخارطة.
بعمله هذا انما يطلق السيد حميد مجيد موسى النار ليس على جثة العراق فحسب بل انه فعلا قد اطلق طلقة الرحمة على الحزب الشيوعي العريق و جعله فريسة لثلاثة ضواري : ضيق الافق الاناني للساسة الاكراد ، الارهاب الاصولي الشيعي الظلامي اللاوطني و الارهاب السني القاعدي البعثي . و ستحمل الايام القادمة للاسف اخبارا غير سارة لخيرة مناضلي هذا الحزب بسبب حماقة بعض من قيادته.
ان القوى المعارضة لمفهوم العراق و التي تقودها ايران تحاول ان تستبدل الولاء العراقي بالولاء الطائفي و تجعل المواطن العراقي رهينة لاحدى الطائفتين و ليس لإنتمائه الوطني فانا شيعي او سني قبل ان اكون عراقيا وليس العكس و لكن من الغريب ان يكرس قادة من الحزب الشيوعي جهودهم لدعم هذه الاتجاهات و تغييب صوت الحق حتى لو كان ضعيفا و خافتا .
و يغض القادة الاكراد النظر عن حقيقة أن الفدرالية هي جزء من مسار الديمقراطية لعموم العراق و لا يمكنهم ان يزرعوا جسدا فدراليا ديمقراطيا اطلاقا في هذا الوسط الذي تتحكم فيه ضوراي الارهاب و انظمة لا تحترم شعوبها ، و كان عليهم ان يبادروا الى تأجيل هذا القانون و عدم السير وراء دعوات التعصب القومي التي لن تقود الشعب الكردي الى تحقيق اهدافه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة