الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة

شوقية عروق منصور

2023 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قال الملك لير في المسرحية الشهيرة – الملك لير - لشكسبير :
" بأن الأسوأ ليس حقيقة ، الأسوأ أنه لا يزال بوسعنا القول هذا هو الأسوأ "
لقد عادت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ، وهذه المرة كانت - العقبة - الأردنية على الرغم من طريق المفاوضات الطويل الذي أصبح عبارة عن طريق مطاطي او بلاستيكي يذوب تحت نار الرفض والتعنت الإسرائيلي والتنازل الفلسطيني البطيء ، ويعود دائماً ليتشكل حسب مواصفات القالب الأمريكي والإسرائيلي والقناع الأوروبي والرضوخ الإسرائيلي وطأطأة الفلسطينية .
تعودنا على عودة المفاوضات ونثر ورود التفاؤل وأضواء الوجوه الإسرائيلية المستعدة للانقضاض على ما تبقى لنا ، ثم تعودنا على قلب الطاولات وكيف تتحول إلى خنادق كل طرف يوجه طلقاته نحو الآخر ، ولا نعرف لماذا السلطة الفلسطينية قبل المفاوضات تقوم بحشو الفرد الفلسطيني بالكلمات والخطابات الرنانة وكأن هذه المرة ستكون هي الأخيرة للحصول على كل شيء، وعلى الفلسطيني السباحة في بحيرات الآمال ، لكن سرعان ما يتبعثر الحشو في الهواء وتنفس بالونات الأحلام الملونة ، لدرجة لم تعد هذه اللقاءات والمفاوضات تهم الفلسطيني وتمنحه بطاقات اهتمام لطرق أبواب تفاؤل ، لأن على الأرض السيرك الإحتلالي لم يترك أي مساحة للحلم إلا اغتاله ، ولم تترك يده الخفية شيئاً الا وسرقته ، مع إطلاق ثعالبه وذئابه .
هذه اللقاءات والمفاوضات لا تهم الفلسطيني ما دامت النتائج لا تتحقق على أرض الواقع، والواقع الذي ينهش ويأكل ويصادر ويطرد ويومياً تتقلص الحياة أمام الفلسطيني ، نعترف هناك مفاهيم جديدة في الشارع الفلسطيني الذي يتغير أيضاً ، خاصة عندما يرى الانهيار الواسع في طروحاته السياسية ، وتقزيم رؤيته التاريخية وخضوعها إلى عمليات تقليص حادة عن طريق خبراء في قص أحلام الشعوب .
لم تتدارك السلطة الفلسطينية الأمر ، حرصاً عليها أولاً وحرصاً على بقاء التاريخ شامخاً ، وردم الفجوة بين القادة وبين الناس الذين ينتظرون، بل بقيت تعيش على أوهام مع أن أصغر طفل فلسطيني يحفظ مقولة " المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين " ولكن لم نتعلم من اللدغات ، وكانت السلطة الفلسطينية السبب المباشر في دفع الفلسطيني إلى البحث عن أفق يحترم تاريخه .
إسرائيل تريد دفع المفاوضات بيد وباليد الثانية دفع عملية الاستيطان و تختار التوقيت التفاوضي للتسريع في رفع وتيرة البناء الاستيطاني ، وأثناء الانشغال بوضع الميكروفونات لتسويق أخبار المفاوضات ونقلها على الفضائيات المرحبة يعلنون عن إقامة مستوطنات ، ومع اننا تعودنا على لطمات نتنياهو وغيره من النتنياهوات ، الا أن هذه الوقاحة الاستيطانية التي تتمثل بمن يحمل رايات الاستيطان على الملأ ولم يعد يخجل ويحاول الاختباء خلف الشعارات، بل اصبح الواقع الاستيطاني كأنه قدر الشعب الفلسطيني وعليه أن يصمت ويرضخ للقبضات التي تعلن أنها حرة في قراراتها ، وما اشعال النيران في بلدة " حوارة " جنوب مدينة نابلس ، هو ذات أسلوب التركيع ولكن هذه المرة النيران هي العنوان وعلى الفلسطينيين قبول الأمر الواقع ، ودفع الجانب الفلسطيني للرضوخ للقوة ، وما عبارات الخذلان والتذبذب الذي اخرجته أمريكا والدول العربية والدول الأوروبية على أثر أحداث حوارة ، ما هو إلا التنفيس الفارغ والتأييد المبطن .
و هو غبار الأقدام الذي ستصل إلى رام الله والتقاط الصور مع الرئيس الفلسطيني الذي يذكرني بالممثل المصري القدير " عبد الفتاح القصري " الذي يردد دائماً في أفلامه بصوته الجهوري عبارة " كلمتي مش حتنزل الارض ابداً " لكن ما أن تصرخ زوجته حتى يقول " حتنزل ، حتنزل " .
ليست مفاوضات " مدينة العقبة " القشة التي قصمت ظهر البعير ، القشة منذ زمن طويل قصمت وكشفت المستور من تنازلات وتواطؤ عربي وغربي ، ولكن للأسف هذه السلطة الم تعرف وتتعلم الدرس ، والشيء المحير - الذي رأى ليلة الاحداث ، أو كما أطلق عليها " ليلة البلور - الليلة التي تظمها النازيون ضد مصالح وبيوت يهودية عام 1938 " في حوارة - كيف كان الجيش الإسرائيلي يحرس المستوطنين الذين أشعلوا النيران في البيوت والسيارات وكان يتساءل . أين كان الجيش الفلسطيني ؟ أين اختفى ؟ كل فلسطيني يسأل إذا هذا الجيش لم يقوم بحمايته لماذا أذن يتواجد ويتلقى الرواتب هل هو جيوش الزينة ؟ الفلسطيني الآن عار- مشلح باللغة العامية - امام العالم والعالم لن يسمع صوته لأنه يضع في أذنيه قطن التجاهل ، ولكن ماذا يوجد في اجندة السلطة ، ثم نسأل ما هو دور السفارات الفلسطينية دول العالم ؟ لماذا لا تقوم بمحاولات تعريف البلدان المتواجدة فيها على نكبات ومأسي الشعب الفلسطيني وعلى صراعه التاريخي مع الصهيونية .
هناك أغنية يغنيها الأطفال عن جزرة لا يستطيع الأب قلعها من جوف الأرض فيستنجد بالأم فتأتي فتشد مع الأب لكن لم يستطيعا قلعها ، فتأتي الأبنة فيشدوا ويشدوا ولم يستطيعوا قلعها ثم يأتي الابن وبعد ذلك الأقارب ثم يأتي الجيران ويبقون بالتزايد حتى يأتي الفار فيقلعها ، وهذه المفاوضات مثل الجزرة ، الجميع يشدون وكل مرة تزداد أعداد الأيدي التي تشد ، وجاء فأر " حوارة" وقلع الجزرة .. !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -