الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناضلو الجبهة: الإخوان كارامازوف

عبد اللطيف المنيّر

2006 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لايكفي أن تكون"معارضا" لنظام، مستديما كنتَ أم طارئا، أو أن تترأس حزبا سياسيا، كي تُسمع صوتك الى الطرف الآخر! ولكن يجب أن تستمع أيضا إلى أكثر من طرف، وإلا ستتحول "فردا" ناشزا في جوقة "العراضات" السياسية، ليس إلا. لقد حاولت جماعة الإخوان المسلمين، ومعهم جبهة الخلاص، أن يسمعونا صوتهم باستمرار، حتى أنهم اشتطّوا بعيدا في محاولتهم المتكررة عن طريق اللجوء إلى أقصر الطرق ألا وهو إسكات الصوت الآخر. وأنا هنا لا أتجنى على الجبهة وحلفائها، فقد وردت رسائل عديدة إلى بريدي الإلكتروني الشخصي يطالبونني فيها بالصمت، بلهجة "شبه" مهذبة حينا، وخارجة عن اللياقات أحيانا عديدة!
أنا لا أستغرب أسلوب الجماعة وكذا ممارسات من والاهم كافة، فهذه "ديمقراطيتهم" التي يتغنون بها، ابتداء بنهجهم الإقصائي، مرورا بسياسات التخوين، وصولا إلى إلصاق التهم الجاهزة لمن خالفهم الرأي، بالتصهين مرة، والعمالة مرات.

ولكي أوضح الأمرأكثر، أقول من هو الحَكم النزيه في هكذا معادلة ليحدد موازين الوطنية أو الخيانة؟! و أستطرد وأسأل عن الصفقات السرية التي تمت بين السيد خدام ، وبين السيد البيانوني وجماعته في تركيبة " الإخوان كارامازوف" العجائبية أو ما دعي مجازا بـ "جبهة الخلاص"؟!. ولكي اكون موضوعيا اسرد بعضا من أقوال السيد البيانوني، وشيئا من اقوال المنتمين الى جبهة الخلاص والتي يترأسها المحاميان " بيانوني وخدام"، ما قبل التئامهم في جوقة الجبهة. وهذا السرد موثق من خلال لقاءات صحافية وبيانات تم نشرها على شبكة الإنترنت.

من حقنا، ومن حق الشعب السوري العظيم علينا، أن نسأل: ما هي الإغراءات التي تعرّض لها أعضاء الجبهة وشلة كتبتها ومداحيها حتى أصبح خدام يلقب بـ" المنا ضل" كما جاء على لسان أحد "محدثي النعمة السياسية" في مقاله الذي يحمل عنوان" جبهة الخلاص" ، والمنشور على موقع الجبهة الإكتروني، يقول : "بذل( المناضلان) خدام والبيانوني جهدا مميزا في تجميع أطياف المعارضة السورية حولهما، ورص الصفوف لتشكيل جبهة للخلاص". ويتابع : "لقد نجحت جهودهما في تجميع(المخلصين) حولهما"!

من حقنا، ومن حق الشعب السوري العظيم علينا، أن نسأل ماهو حجم الصفقة؟ ما هي أبعادها المستورة وتداعياتها المستقبلية على سوريا وشعبها بعد أن تحول "أعداء الأمس" بدافع من الغدق الخدامي إلى "مخْلِصي اليوم" في أروقة ودهاليز الجبهة العتيدة؟!.

وعودة إلى القراءة الموثقة لتصريحات أقطاب الجبهة في تناقضاتها اللافتة للمشهد السياسي السوري قبيل تأسيس الجبهة، نسرد غيضا من فيض أقوال الأستاذ البيانوني قبيل تحالفه المشهود مع خدام:

صرح "المخلص" الأول في جماعة كارامازوف لصحيفة الوطن بما يلي:

" شارك عبد الحليم خدام في كل القضايا التي حصلت في سوريا منذ الثمانينيات. خدام من أعمدة الحكم في دمشق، ومن اركان حزب البعث، وهو منذ أن نشأ وعرف سياسيا وهو يتولى المسؤولية، من محافظ، إلى وزير، إلى نائب رئيس وزراء، إلى نائب رئيس الجمهورية.. وتولى خلال هذه الحقبة مسؤولية الملف اللبناني، وشارك في احداث الثمانينيات.هو مسؤول عن الدماء التي سالت في احداث حماة. كان أحد المشرفين والموجهين أثناء ارتكاب تلك الأحداث. هو جزء من النظام، وكان إلى ما قبل شهور قليلة جزءا من هذا النظام، وهو تحمل مسؤولية كبرى فيه."

وكان البيانوني قد أفاد لصحيفة الرأي بأنه حتى يتحول خدام إلى صف المعارضة عليه "أن يوضح موقفه من النظام سابقا، ويبين سبب سكوته، وبقائه حليفا لهذا النظام قرابة 40 عاما".واعتبر البيانوني أن نقده لنظام الأسد الابن وثنائه على الأسد الأب، لا يحوله إلى معارض، مؤكدا بأن المعارضة "على العكس لا تميز بين الحكمين، وتعتقد أن حكم بشار هو امتداد لحكم والده حافظ الأسد، وبنفس القسوة، وبنفس العقلية الأمنية، والتسلط، والحزبية".

المخلص الثاني من أركان الجبهة هوالسيد حسام الديري، وفي بيان له نشر على موقعه الإلكتروني ما قبل التحاقه بالجبهة بثلاثة أشهر، ننقله دونما مداخلة تحريرية، أفاد:

"لا يخفى على أحد أن السيد خدام كان ومنذ عام 1963 في المواقع المتقدمة للحزب والدولة. وكان كباقي أفراد الرعية ينهب ويسرق أموال الشعب السوري الذي يتباكى عليه اليوم، والكل يعرف الثراء الفاحش لأبناء عبد الحليم خدام على حساب الفقراء من أبناء الشعب السوري. اذا كان خدام حقاً متألم على الشعب السوري لماذا لم يقف خدام لقول كلمة حق أمام نظام قاتل مستبد، لماذا لم يسأل نفسه ورفاقه من أين لكم هذه الأموال ولماذا تنهبون قوت الفقراء من أبناء الشعب السوري، وأين كنتم ياسيادة النائب عندما استباحت قوات النظام الحاقد مدينة حماة وباقي المدن السورية، وأين كنتم عندما استباحت القوات السورية لبنان الشقيق بحجة الدفاع عن الشرعية، وهناك الكثير من المواقف المخجلة التي لا تستطيعون الرد عليها، وهل المنصب الرفيع الذي قلدكم النظام أياه حال دون قول الحقيقة في وقتها المناسب. والآن وبعد فقدكم للمنصب تودون كشف حقائق النظام الدكتاتوري في دمشق وحملتموه المسؤولية عن تردي الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني وأنتم للبارحة أهم ركائزه" .

ويزيد الديري في رسالة مفتوحة له حول "وطنية" خدام على الموقع نفسه:

"خدام نفسه كان لبضعة أسابيع وبعد وفاة حافظ الأسد رئيسا للجمهورية، فبدلاً من أن يساهم في خلاص الشعبين السوري واللبناني من تلك الطغمة الحاقدة، ساهم وبشكل فاعل بتثبيت وهيمنة بشار وفريقه على كل من سورية ولبنان. وخدام نفسه الذي أمر بإلغاء المنتديات والقضاء على عودة إحياء المجتمع المدني، وهو شخصياً من أمر بإعتقال رياض سيف وعارف دليلة، وهو من كان مسؤولاً عن ملف لبنان لفترة طويلة بحيث لقب ( بالمفوض السامي )، وهو الذي نصح بشار الأسد بقطع رأس رستم غزالة كي يخفي جريمة مقتل الحريري ويجنب نظام الأسد والوطن مما هو عليه الآن. إذاً خدام كان وحتى انعقاد المؤتمر القطري العاشر للحزب شريك فعال في السلطة وله دور أساسي في مآسي الشعب السوري والتي تحدث عنها واعتبر بشار الأسد المسؤول عنها، والمسؤول عن وضع سورية والشعب السوري في خانة الخطر" .

مخلص آخر، وليس أخير، ما انفك يسوق للجبهة ليل نهار، رأيناه بالأمس القريب، ما قبل بزوغ الجبهة، يتهم جماعة الإخوان المسلمين بالطائفية في مقال بعنوان : الإخوان المسلمون في سوريا الجماعة بـ "الـ" التعريف أم بدونها دعوة سيستانية ـ المقال موجود على موقع الحوار المتمدن وبقلم السيد غسان المفلح، يقول فيه:

" ماالفرق في سوريا بين الجماعة وبين حزب التحرير الإسلامي؟ هل الفرق في قراءة الواقع الراهن أم في قراءة التجربة الإسلامية؟ أم في الاثنتين معا ؟ إنه حقل الماضي وبرنامجه السياسي بكل حمولاته ... وهذا لايمكن له أن يتوضع في التاريخ السوري الحديث إلا طائفيا".

ويتابع المفلح :"مع تقديري الحقيقي للتطورات المفهومية والبرنامجية للجماعة، لكن الدعوة الدينية في حزب سياسي هي دعوة سورية على الطريقة السيستانية".

يقول الروائي الروسي الشهير في روايته " الإخوة كارامازوف" مدافعا عن فكرة بطلان التضامن في التكفيرعن الخطايا، وضرورة أن يدفع كل امرئ ثمن ما اقترفت يداه:

(إن هذا الانسجام: "التكفير" ـ حين تعانق الأم الجلاّد الذي أمر الكلاب بتمزيق ابنها، ويقول الثلاثة من خلال الدموع (أنت على حق يا رب)، هذا التكفير لا يكاد يعادل في رأيي دمعة واحدة من دموع ذلك الطفل المعذّّب حتى الموت... نعم ما من انسجام يكفّر عن تلك الدموع، ولا بدّ من التكفير عنها، وإلا فلا يمكن أن يقوم انسجام).

ونحن بدورنا لن نلملم الجرح والدمع جزافا، وندع سوريا لتقع مجددا في قبضة هؤلاء الإخوة الأعداء!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح