الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية -هو قال وهي قالت-

رياض ممدوح جمال

2023 / 3 / 1
الادب والفن


تأليف: أليس جيستينبرج
ترجمة: رياض ممدوح جمال

الشخصيات:
دايانا جيسبروغ: بنت مجتمع
انيد هالدمان: صديقتها
فيليكس هالدمان: زوجها
السيدة سيروس باكارد: صديقتهم

المكان: غرفة الجلوس في غرفة هالدمان
الزمان: قبل العشاء
(غرفة جلوس في بيت هالدمان، انيد ترتب المقاعد نحو اتجاهها الصحيح في غرفة الجلوس. فيليكس هالدمان يدخل مرتديا قبعة ومعطف وبيده حلقة مفاتيح. يقبل انيد عاطفيا كما لو أنها كانت عادة يومية، ثم يرمي صحيفة المساء)
فيليكس: مرحباً، يا عزيزتي.
انيد: فيليكس، لقد دعوت دايانا والسيدة باكارد على العشاء. فمن الأفضل أن تسرع وتغتسل.
فيليكس: ماذا؟ هل سأكون الرجل الوحيد بينكم ثانية؟
انيد: ليس في اليد حيلة، يا عزيزي. السيد باكارد في واشنطن وكل خاطبين دايانا في الخنادق.
فيليكس: لابد أن يكون هناك رجل عجوز متروكا ليصاحب دايانا عند عودتها.
انيد: أوه، هناك القليلين الذين يحومون حولها لكن دايانا لا تحبهم.
فيليكس: كان على دايانا أن تتزوج احدهم قبل أن ينفدوا. الفقير أوبري لورنس كان مجنونا بحبها.
انيد: أسرع، هناك سخام على خدك. (تنقرها بيدها عاطفيا)
فيليكس: حسناً، إذا كان يتوجب علي العشاء مع ثلاث نساء، فيجب أن أبدو بأحسن مظهر.
انيد: (بإعجاب) نعم، يا لمشية ديكي العزيز.
فيليكس: هناك صحف المساء. تقدمنا ثلاثة أميال أخرى. (يخرج أسفل اليسار).
(انيد تحاول النظر في الصحف لكن دخول الهواء المنعش مع دخول السيدة باكارد)
السيدة باكارد: يا عزيزتي، خادمتك أخبرتني أن ادخل مباشرة.
انيد: أوه، سيدة باكارد، إني سعيدة جداً لأنك تمكنت من المجيء بمثل هذه المهلة القصيرة.
باكارد: رحبت بالدعوة. لأني وحيدة جداً بعد أن ذهب جون بعيداً. كم أنت محظوظة لأن زوجك في البيت.
انيد: شكراً على أعماله، الحكومة تفضل وجوده هنا. انزعي أشياءك.
السيدة باكارد: لقد وصلت مبكرة لأني انتهزت فرصة ركوب سيارة مورغان لقطع الطريق. هل تحبين السيدة مورغان؟
انيد: نعم، ولماذا هذا السؤال؟ ألا تحبينها أنت؟
السيدة باكارد: أنا لا اعتقد انه يجب عليك أن تحبيها.
انيد: ولم لا؟
السيدة باكارد: لديها لسان طويل وسيئ.
انيد: أحاديث عن الناس -
السيدة باكارد: (ترفع حاجبيها) أليست كذلك؟ عندما تسمعينها هنا.. لكن فيما بعد يجب أن لا تسمعينها.
انيد: تتحدث عني؟
السيدة باكارد: الآن، يا عزيزتي ، أنا جئت هنا إلى حفلة عشاء صغيرة ولن أكون نمامة.
انيد: إذا قالت أي شيء عني، فيجب أن أدافع عن نفسي..
السيدة باكارد: تلك هي المسألة، وهذا ما اعتقده أنا أيضا.. وعندما قالت.. أوه، كلا، لماذا يتوجب علي إخبارك..
انيد: لماذا لا يتوجب عليك إخباري؟
السيدة باكارد: نعم، ولكن لماذا أنا؟ ومع ذلك، فأنا أقرب صديقاتك، وأنت يجب عليك أن تعرفي كل شيء –
انيد: بالتأكيد، يجب أن اعرف كل شيء.
السيدة باكارد: لكنك قد لا تغفري لي..
انيد: كيف لا اغفر لك انك قد نبهتني وحميتني؟
السيدة باكارد: تلك هي الحقيقة، عليك أن تحمي نفسك. إن واجبي هو أن أخبرك.
انيد: وما هو الأمر؟ أنت جعلتني أخاف جداً.
السيدة باكارد: إذا هي كانت قد أخبرتني بشيء مثل هذا، بالطبع، هي ستخبر الآخرين جميعهم. وفي ذلك الحين، بلا شك، سينتشر في كل أنحاء المدينة.
انيد: كم هو فضيع.. وماذا يتوجب علي أن افعل؟
السيدة باكارد: لا يتوجب عليك فعل أي شيء.. انه حول دايانا جيسبروغ.
انيد: إنها قادمة الليلة.
السيدة باكارد: هل صحيح؟ هال أنت من دعاها.
انيد: نعم، لماذا؟
السيدة باكارد: ها أنت متأكدة؟
انيد: (بقليل من نفاذ الصبر) بالطبع، أنا متأكدة.
انيد: لكن بأي طريقة يمكنها أن تنم علي واسمينا لا يفترقان أبدا عند الآخرين؟ إنها واحدة من أفضل صديقاتي.
السيدة باكارد: أوه، أهي كذلك؟
انيد: (بقوة) أنا متأكدة تماما منها.
السيدة باكارد: ربما هي هكذا.. لا زالوا، يتساءلون لماذا دايانا لم تتزوج واحداً من الأولاد قبل أن يذهبوا إلى الحرب؟
انيد: ولماذا يجب عليها القيام بذلك؟
السيدة باكارد: نعم، حقيقة، لماذا يجب عليها ذلك؟ لا زالت.. أي واحدة جذابة مثل دايانا.. لديها الكثير من الفرص، أليس كذلك؟
انيد: أوه، نعم.
السيدة باكارد: هذا هو ما يقولونه. كل الرجال اللطفاء، أيضاً، ألا تعتقدين انه من الغرابة أن دايانا لم تتزوج واحداً منهم؟
انيد: نعم، اعتقد أن ذلك شيئاً غريباً.
السيدة باكارد: (بشكل هجومي) هنا المسألة! بالطبع فكرت أنت في ذلك! أنا قلت ذلك. لكن ماذا تعتقدين سبب عدم زواجها؟
انيد: أنا لا اعلم.
السيدة باكارد: ماذا تقول هي؟
انيد: اعتقد إنها..
السيدة باكارد: بالضبط! هذا ما يقوله الجميع تماماً. وكل شخص يشعر بالأسف لأجلكِ.
انيد: يأسف لأجلي؟
السيدة باكارد: يا عزيزتي، أنت تستحقين كل العطف.
انيد: لأي سبب؟
السيدة باكارد: هل يحتمل أن هذا كان خافيا عنك؟
انيد: خافياً عني أنا؟
السيدة باكارد: إن تعاملك مع الآخرين تعاملا جيدا أليس كذلك؟
انيد: نعم..
السيدة باكارد: وكذلك زوجك..
انيد: آه، إن هذا هو الذي تقصدينه..
السيدة باكارد: أوه، يا عزيزتي المسكينة، إن ذلك الذي يقولونه..
انيد: ماذا يقولون؟
السيدة باكارد: بأنها هي و.. أوه، كلا، يا عزيزتي، بالطبع أنا لا اعتقد ذلك، لكن..
انيد: (قلقة) لكن ما هي تلك الكلمات بالضبط التي يقولونها؟
السيدة باكارد: يجب أن لا يكون لها أي اعتبار هنا في حضورك..
انيد: نعم..
السيدة باكارد: ما الذي تقوله هي؟
انيد: أوه، بأنها هي شعبية واجتماعية وكل الرجال يحبونها وان العديد منهم يريد الزواج منها ..
السيدة باكارد: ها أنت تعلمين كل شيء! والمسالة هي هكذا تماماً! إنهم يقولون ذلك بالضبط والسيدة مورغان بان دايانا رفضت الرجال الآخرين لان.. (تلاحظ دخول دايانا، فتغير الموضوع بسرعة) أوه، دايانا، أنت العزيزة، أنت الشيء الجميل، مساء الخير.
دايانا: (تدخل بمرح وسعادة، وجمال وبود لاواعي) مرحباً، سيدة باكارد. مرحباً، انيد، يا أصيلة (تقبل انيد) إني جئت مبكرة، لأني قدمت مباشرة من المدينة بعد أن ذهبت إلى النادي. عمل المطعم طويل اليوم. هذا حال كل شخص؟
انيد: أنا اعمل برعاية المرضى بعد الظهر كله.
دايانا: انيد تعمل بصمت، تعمل في خدمة الآخرين في دار التمريض وترسل غيرها ليحصل على المجد بدلاً عنها؟ كنت سأذهب أنا نفسي بدلاً عنها..
السيدة باكارد: (بشكل هجومي) ولماذا أنت؟
دايانا: مخالفة قانونية. أنا عندي أقرباء في الخنادق. أوه، أحب الرومانسية التي أكون فيها هناك. انيد، جاءت رسالة من أخيك، حقاً فلتقراها السيدة باكارد؟ فهي توصفها بشكل مثير للاهتمام.
انيد: نعم، إنها مثيرة جداً، اعذروني لحظة، إن الرسالة في منضدتي في الطابق العلوي.
(تخرج انيد)
السيدة باكارد: (تلتفت لتتأكد بان انيد أصبحت بعيدة) يا عزيزتي الآنسة دايانا، اعذريني لأني افترض أشياء، لكني أحاول أن أحميك. هل أنت مدركة لما يقوله الناس عنك؟
دايانا: الناس يتحدثون عني؟
السيدة باكارد: بالطبع إنهم لا يقولونه إليك..
دايانا: ما لذي يقولونه عني؟
السيدة باكارد: أشياء كثيرة لا يمكن تصديقها ومرفوضة.
دايانا: الناس تتحدث عن أشياء مرفوضة عني؟
السيدة باكارد: ألم تسمعي شيئا؟
دايانا: كلا، لكن بالتأكيد أحب أن اعرف..
السيدة باكارد: بالطبع تريدين أن تعرفي، إن أي فتاة شابة مثلك.. لكن يا عزيزتي، هل أنت حقاً تعتقدين بأنه كان يتوجب عليك المجيء إلى هذا البيت..
دايانا: المجيء إلى هذا البيت؟ لماذا، انيد وأنا ذهبنا إلى المدرسة سوية، إنها واحدة من أقدم وأفضل صديقاتي..
السيدة باكارد: هل تقولين.. أفضل؟
دايانا: هل تشكين في ذلك؟
السيدة باكارد: بعد الذي قالته؟
دايانا: قالت شيئاً لتجعلك تشكين بصداقتها معي.. بالتأكيد أنت مخطئة..
السيدة باكارد: يا فتاتي العزيزة، أنا لدي عينان وأذنان.. بإمكاني أن أرى واسمع..
دايانا: ماذا قالت انيد؟
السيدة باكارد: قالت بأنها تمنت لو انك كنت قد تزوجت احد الأولاد قبل ذهابهم إلى الحرب.
دايانا: أوه، هكذا؟
السيدة باكارد: تعرفين ذلك! وتستمرين بالمجيء إلى هنا.. ذلك ما يقوله الناس..
دايانا: ما الذي اعرفه؟ أنا لا افهم شيئاً مما تقولين.. أنا لا أرى الأمور كما ترينها أنت..
السيدة باكارد: بالطبع أنت لا ترينها هكذا.. الحب أعمى دائماً.
دايانا: الحب! نحن لم نقل كلمة واحدة حول الحب..
السيدة باكارد: كلا بالطبع، إنها كلمة حساسة عند استخدامها في مثل هكذا مواضيع.. حسناً، العالم لا يعتقد أنها ستصبح..
دايانا: (بسخط) أيتها السيدة باكارد أنا لا افهم شيئاً من أسألتك المبطنة.. اخبريني الحقائق المباشرة.. ماذا يقول الناس.. وما علاقة الحب بذلك؟
السيدة باكارد: السيد هالدمان.
دايانا: (تضحك) فيليكس؟
السيدة باكارد: وأنت!
دايانا: وأنا؟
السيدة باكارد: يجمعون بين اسميكما سوية.
دايانا: (بشراسة) يقولون بان فيليكس وأنا.. انه كذب.
السيدة باكارد: وان كان كذباً، فلن يغير ذلك من الأمر شيئاً.. المهم هو ما يقوله الناس..
دايانا: إن الناس الذين يقولون مثل هذه الأشياء لديها عقول صغيرة متعفنة والتي لا تمتلك الأدمغة الكافية لتسلي نفسها..
السيدة باكارد: (مصدومة) عزيزتي الآنسة دايانا..
دايانا: وأنت تكررين بالضبط مثل هذه الافتراءات..
السيدة باكارد: (بغضب) أتلمحين باني أنا واحدة منهم..
دايانا: أنا اعني ذلك.
السيدة باكارد: انك قد أهنتني!
دايانا: ليس أكثر مما أهنتني أنت!
السيدة باكارد: (بانزعاج) آنسة دايانا، سوف تعانين من هذا الأمر! إني أخبرك هذه الأشياء بكل أخلاص ومحبة لحمايتك من افتراءات الناس ثم تكافئيني بهذا الشكل..
دايانا: انك تصغين إلى ما تفتريه الألسن وتأتين لتفسدي سعادتي بوضع السم في تفكيري..
السيدة باكارد: أن ما أخبرتك به هو الحقيقة، لكن الناس لا يشكرونك على إخبارهم الحقيقة.
دايانا: أنا التي اعرف ما هي الحقيقة! أنا اعرف بان انيد وأنا صديقتان وبان انيد وفيليكس وأنا أصدقاء وتلك هي الحقيقة كاملة. فيليكس يعشق انيد، ولا يمكن أن يهتم بأية امرأة أخرى.
السيدة باكارد: أوه، ألا يهتم بغيرها؟ إن العالم يعرف أكثر مما تعرفه السيدة انيد نفسها؟ لا يمكن ذلك! قبل لحظات قليلة وفي هذه الغرفة بالذات أخبرتني بنفسها بأنها تمنت لو انك كنت قد تزوجت لأنها تعلم أن فيليكس واقع في حبك.. إنها تدعي أن تكون صديقتك لكن في قلبها هي تكرهك..
دايانا: هذا غير صحيح!
السيدة باكارد: إن النقاش معك غير لطيف. يا آنسة دايانا. ساجد مضيفتي ولدي أعذاري فلن أبقى على العشاء (تخرج).
دايانا: (تذهب وكأنها تتبعها) هل كنت أنا وقحة جداً، وهل علي الاعتذار لها لكني لن اسمح لها بنشر مثل هذه الإشاعات.
فيليكس: (يدخل) مرحباً، دايانا، متى وصلت إلى هنا؟ هل تريدين مساعدتي في مزج الكوكتيلات؟ (يذهبان يجلسا على كراس ليمزجا المشروبات).
دايانا: فيليكس، إن شيئاً فضيعاً قد حدث.. إنهم يتحدثون عنا!
فيليكس: من هم هؤلاء ومن نحن؟
دايانا: الناس يتحدثون عنك وعني.
فيليكس: (يمزج الكوكتيل) لماذا، وما الذي فعلناه؟ هل تحبين المزيج مع البرتقال.
دايانا: انك لم تأخذ الأمر بجدية.
فيليكس: لكن ماذا يوجد هناك؟
دايانا: أهذا كل شيء "ماذا يوجد هناك" إذن حقاً كان هناك شيئ ما.. (إنها تراقبه بقلق). إن الإحراج الأكبر هو لي.. أنا لا اعرف كيف أقول لك ذلك.
فيليكس: يا عزيزتي دايانا، يمكنك أن تقولي أي شيء لي.. لست بحاجة أن أبرهن لك على صداقتي الحقيقية.
دايانا: لكن إذا كان الذي يقولونه حقاً.. حقيقي..
فيليكس: ألا تعرفين فيما إذا كان الأمر حقيقياً أم لا..؟
دايانا: قبل ذلك أنا كنت اعرف.. لكن يعد أن قالت هي لي ذلك أنا بدأت أتساءل..
فيليكس: تتساءلين عن ماذا؟
دايانا: (بتردد) أوه..
فيليكس: هيا قوليها!
دايانا: أنت تعرف أني أحب انيد..
فيليكس: كيف! لقد كبرتم معاً..
دايانا: أنا لم يسبق أن أذيتها بكلمة..
فيليكس: كلا، انك فائقة!
دايانا: كذلك أنت أيضاً، تحبها أكثر من أي شخص آخر، أليس كذلك؟
فيليكس: بالطبع، لكن
دايانا: (مذعورة) لا تقل لكن.
فيليكس: لكن لماذا؟
دايانا: لماذا قلت "لكن"؟
فيليكس: هل أنا قلت"لكن"؟ لا اعرف، ماذا كنت أقول..
دايانا: أنت قلت "بالطبع، ولكن".
فيليكس: أنا لا أتذكر، انك تشوشين أفكاري.
دايانا: أنت لا تعتقد باني غارقة في حبك، أليس كذلك؟
فيليكس: يا الهي، هل يقولون انك غارقة في حبي؟
دايانا: أنت ليس لديك أية فكرة عن الموضوع.
فيليكس: أنا لست مغروراً جداً لا اعتقد ذلك.
دايانا: آه، إذن.. نعود إلى كلمة "لكن".
فيليكس: حسناً، الآن، ماذا عن كلمة "لكن".
دايانا: هل أنت عاشق لي؟
فيليكس: (يصرخ) كلا!
دايانا: شكراً ذلك شيء طيب! لكن..
فيليكس: ماذا؟
دايانا: ذلك الذي يقولونه.
فيليكس: باني أنا عاشق لك.
دايانا: وأنا عاشقة لك.
فيليكس: وبعد؟
دايانا: هذا ما يقولونه بالضبط!
فيليكس: يا الهي!
دايانا: لكن الأمر غير صحيح!
فيليكس: (يصرخ) كلا!
دايانا: لكنهم يقولونه وكأنّه حقيقة!
فيليكس: وماذا يقولون أيضاً؟
دايانا: الكثير مثل هذه الأشياء.
فيليكس: وماذا بإمكاننا أن نفعل؟
دايانا: هذا هو الذي أسالك عنه.
فيليكس: الذهاب مباشرة إلى انيد.
دايانا: لكن انيد هي أيضاً تعتقد بان ذلك صحيح!
فيليكس: هذا هراء!
دايانا: إنها كذلك تقول مثلهم.
فيليكس: ماذا، هي تقول مثلهم؟
دايانا: السيدة باكارد قالت بان جميعهم يقولون ذلك.
فيليكس: من أين جاءوا بهذه المعلومات؟
دايانا: لا يعرفون، المهم لديهم أنهم يقولون أشياء كثيرة ويصدقونها.
فيليكس: لكن انيد لا يمكن أن تصدق ذلك.
دايانا: لكن هناك برهان بأنها تصدق ذلك.
فيليكس: إن هذا شيء سخيف جداً.
دايانا: السيدة باكارد قالت لي أن انيد تقول بأنك عاشق لي وأشياء أخرى من هذا القبيل. ولذلك السبب انيد تكرهني.
فيليكس: إن هذا غير صحيح، أنا اعرف أنها تحبك.
دايانا: لكن السيدة باكارد لا يمكنها أن تتجرأ على هذا القول لو لم تكن واثقة.
فيليكس: هي قالت بان انيد تكرهك؟
دايانا: ربما انيد قالت ذلك، ربما هي غيورة وعلى لا شيء على الإطلاق، ربما هي تتخيل الأشياء، ربما هي تكرهني، ربما هي قد قالت مثل هذه الأشياء، مما جعلها تبدو هكذا.
(تتوقف دايانا عن الكلام لدخول انيد تتبعها السيدة باكارد)
انيد: دايانا، السيدة باكارد تقول انك أهنتها ولذلك تشعر انه لا يمكنها البقاء على العشاء.
دايانا: أنا اعتذرت إلى السيدة باكارد وهي لم تقبل اعتذاري.
السيدة باكارد: آه، أنت أصررت على اهانتي.
دايانا: بعد أن أهنتني أنت أيضاً!
السيدة باكارد: أتسمعين، يا سيدة انيد؟ بالضبط كما قلت لك، هي اتهمتني باهانتها عندما أنا فقط حاولت وبلطف أن أعطيها نصيحة امومية صغيرة.
دايانا: السيدة باكارد أخذت تكرر ما يقوله الناس من أقوال غير صحيحة ولا يمكن تصديقها.
انيد: سواء كانت صحيحة أم غير صحيحة، ليس من اللائق أن تتشاجري معها في بيتي.
دايانا: أنا افهم من كلامك هذا بأنك على استعداد أن تصدقي أقوال تلك المرأة.
السيدة باكارد: السيدة انيد، إنها إساءة لي أن تدعوني بتلك المرأة.
دايانا: أنا لا يهمني أن تستائي، لقد جئت إلى هنا وأفسدت أجمل صداقة في حياتي فلا يهمني بماذا ادعوك.
انيد: لكن في بيتي، ضيوفي.
دايانا: لا تقلقي، سوف لن أكون ضيفتك لحظة أخرى، أنا ذاهبة (تهم بالمغادرة).
انيد: كلا، يا دايانا، لا يمكنني أن ادعك تغادرين وأنت غاضبة.
دايانا: لكني سأغادر.. سأغادر، وقلبي اسود ضدك لأنك تصغين إلى ما تقوله هي.
سيدة باكارد: وما الذي قلته أنا؟
دايانا: أنت قلت بان فيليكس وأنا كنا عاشقين لبعضنا البعض وقد ألمحت إلى ذلك.
السيدة باكارد: لم اقل مثل هذا الشيء في حياتي أبداً!
دايانا: سيدة باكارد، قبل دقائق قليلة وفي نفس هذه الغرفة
السيدة باكارد: لم اقل مثل هذا الشيء في حياتي أبداً!
دايانا: هل يمكنك أن تنظري في عيني مباشرة وتخبريني بأنك لم تقولي ذلك؟
السيدة باكارد: أنا لم اقل ذلك أبداً! أبداً، أبداً!
دايانا: الم تخبريني بأنه لديك عينين وأذنين وانه يمكنكِ أن تري وتسمعي كل ما يقوله الناس.
السيدة باكارد: ليس بالضرورة أن يكون كل ما يقوله الناس هو رأيي أنا.
دايانا: الم تقولي لي بان فيليكس مغرما بي؟
سيدة باكارد: أنا لم أكن اعرف! هي التي أخبرتني بذلك! (تلتفت إلى انيد).
انيد: أنا لم أخبرك يذلك!
السيدة باكارد: كيف، يا عزيزتي، انك قلت وفي هذه الغرفة بالذات، قبل بضع دقائق.
انيد: أنا لم اقل مثل هذه الأشياء طوال حياتي.. وكيف تتصورين ذلك.
السيدة باكارد: أنا لا أتصور شيئاً! أنا اعرف ما أرى واسمع وأنا متأكدة بأنك طلبتي مني أن أخبرك بكل ما سمعت لكي تحمي نفسك. ويذلك أنا أخبرتك وبشكل ودي لكي أساعدك. وها أواجهك بالحقيقة.
انيد: (بشكل مرير) أية حقيقة؟
السيدة باكارد: لا يحق لك أن تلومي أحدا بل نفسك فقط.
دايانا: لا احد يستحق اللوم إلا أنت فقط.
انيد: السيدة باكارد، أنا لم أكن اعرف كيف احمي نفسي فجئت أنت ودسست ما تريدين في أفكاري.
السيدة باكارد: كيف، أنت نفسك من قال بان فيليكس أراد زواجها.
انيد: أنا لم اقل هذا الكلام بهذه الصيغة.
(تدور النساء الثلاثة يشكل فوري نحو فيليكس الذي امتنع عن التدخل حتى الآن في شجارهم. وهو مشوش بهذه الحوارات الغريبة عنه).
فيليكس: أنا لا اعرف عما تتحدثن.
السيدة باكارد: الم تقل أنت لزوجتك بأنك ترغب بزواج الآنسة دايانا.
فيليكس: أنا لم اقل مثل هذا القول في حياتي أبداً.
السيدة باكارد: هو ينكره طبعاً.
دايانا: هو يجب أن ينكره. لأنه كلام خاطئ.
السيدة باكارد: سواء أكان خاطئاً أم صحيحاً فسينكره بالطبع.
دايانا: لماذا يجب عليه أن ينكره؟
السيدة باكارد: لان أخلاق الرجل المحترم تجعله ينكر لكي يحمي سمعتك.
دايانا: (باهتياج) لذلك ليس مهما أن يكون الكلام صحيحاً أم لا.. فلا شيء يمكننا أن نقوله أو نفعله لإزالة هذه الأفكار البائسة من دماغك.
السيدة باكارد: ليس في دماغي! انه في عقل الجميع! وأنا لا علاقة لي به!
دايانا: انيد، أليس بإمكانك أن تنهضي وتدافعي عنا؟
السيدة باكارد: آه، أنت تدخلت فيجب عليك أنت أن تدافعي.
دايانا: إن العالم كله يجب أن يقاتل ضد امرأة مثلك! لو كنت في بيتي لطردتك فوراً. انيد، اطرديها من بيتك واثبتي لها بأنك تثقي بفيليكس وبي أنا، وبأنك تعرفين انه لا يوجد أي شيء بيننا سوى الصداقة الأكثر براءة.. لماذا لاتتحركي؟! لماذا لاتثقي بي؟!
انيد: كنت دائماً أثق بك.. لم يكن لدي أدنى شك.. لكن ربما كنت أنا عمياء.. ربما العالم قادر أن يرى أفضل من بعيد ويفهم.
فيليكس: هل ستصدقين كلام العالم ضدنا؟ وهل ستصدقين ثرثرة سخيفة وهل يمكن أن تستبدلي هذا الحب والولاء لدايانا ولي خلال دقيقة واحدة ؟!.
السيدة باكارد: لماذا لا تخبر زوجتك بأنك تحبها؟
فيليكس: أنا أحب زوجتي لكن لا أرى أي سبب يجعلني أن أشهر ذلك. لقد سبق وأعلنت ذلك عندما تزوجتها. إنها تعرف أني أحبها. أليس كذلك؟
انيد: تحبني أنا؟
دايانا: انه يعشقك.
فيليكس: ألا تعرفين ذلك.
انيد: لكن دايانا جميلة.
دايانا: فيليكس! أنا أغادر هذا البيت.. والى الأبد! شكراً لك، يا سيدة باكارد، لقد فقدت صديقين يهمني أمرهما أكثر مما يهمني رأي العالم. وأنا سوف لن أراكما ثانية!
فيليكس: دايانا، عودي! انه لشيء مؤسف أن تسمحي لمثل هذه الثرثرة الحقيرة أن تهدم صداقتك مع انيد.
السيدة باكارد: ألا ترين انه لا يريدها أن تذهب.
دايانا: لا يمكن أن تعود الأمور كما كانت بيني وبين انيد ثانية.
فيليكس: أنا لا أريدها أن تذهب لأني لا أريدها أن تملك لسان سليط كلسانك! لو انك جئت لبيتنا لتسرقي الفضة والذهب لكنت اقل ذنبا مما أنت عليه الآن. من السهل تعويض الفضة والذهب ولكن من الصعب جعل بريق الصداقة يلمع كما كان، وكل ذلك بسبب ملاحظاتك الخبيثة حول احترامي للآنسة دايانا.
السيدة باكارد: أنا لم اقل أي شيء.
فيليكس: عذراً، أنت قلت أشياء كثيرة!
السيدة باكارد: أنا لم اقل شيئاً، هي التي قالت (تلتفت إلى انيد).
انيد: أنا لم اقل شيئاً.
السيدة باكارد: أنت قلت.
انيد: أنا لم اقل.
دايانا: ما الأمر، كيف حدث كل هذا! انه حدث! حدث! صداقتنا انتهت.. لكني لن اذهب قبل أن أبرئ نفسي واترك هنا ذكرى طيبة وصورة بيضاء عني.. أنا لا يهمني ما يقوله الناس عني لكني أريد أن تعرف انيد باني كنت أكن لها مشاعر طيبة ومازالت.. لذلك فاني سأخبرها بالحقيقة بالرغم من أني كنت أفضل الموت على أن أقول لها شيئاً من هذا القبيل سابقاً.
السيدة باكارد: آه، والآن سنسمع شيئا ما.
فيليكس: دايانا، كوني حذرة.. أنت لست مضطرة.
انيد: (إلى فيليكس) وهل تعرف أنت ما ستقوله هي؟
دايانا: كلا، انه لا يعرف. انه سري أنا وحدي. لا احد يعرفه. هناك رجل واحد أنا أحبه وكنت دائماً أحبه ولا أزال أحبه.
السيدة باكارد: إنها ستخترع لنا قصة، قصة مشوقة.
دايانا: أنا لا اخترع قصة! إذا لم تصدقين فسأخبرك باسمه.
فيليكس: كلا، كلا، يا دايانا، فأنت لست مجبرة على ذلك.
دايانا: إنهم سوف لن يصدقوني.. لكني سأفعل أي شيء من اجل انيد.. إنها سوف تعلم ذلك. انه أوبري لورنس.
السيدة باكارد: أوبري لورنس! أراد الزواج منك!
انيد: حقاً هو طلب الزواج منها.. لكن دايانا رفضت.
السيدة باكارد: لماذا أنت رفضت؟
دايانا: لأني لم أكن أريد الزواج.
فيليكس وانيد: هل تزوجته؟
دايانا: (تبرز خاتم الزواج من سلسلة في رقبتها) نعم! تزوجته، في اليوم الأخير قبل أن يبحر...
السيدة باكارد: لكن عائلتك لم تكن تحبه.
دايانا: لهذا السبب أنا لم اخبرهم، لكن يمكنك أن تذهبي الآن وتخبريهم بنفسك يا سيدة باكارد.
فيليكس: أوبري لورنس! هل أنت جادة، يا دايانا؟
السيدة باكارد: انه لا يملك أي مال.
فيليكس: لكنه يدخل القلب مباشرة! أنا مسرور جداً يا دايانا!
انيد: وأنا أيضاً، يا دايانا! اعذريني!
دايانا: الباب من هنا، يا سيدة باكارد، والعالم في الخارج ينتظر أن يسمع منك آخر إشاعة!
السيدة باكارد: أنا سأذهب، يا عزيزتي، لأني قد أهنتك وأنا اعلم بأنه ليس لديك الاستعداد لتغفري لي.
(تخرج بطريقة تدل على أنها متلهفة لنشر الخبر لكل شخص ستواجهه)
انيد: دايانا، أنا لن أسامحك على عدم إخباري بزواجك من أوبري. لماذا لم تخبريني بأنك قد تزوجت أوبري؟
دايانا: لكني لم أتزوجه.
فيليكس: لم تتزوجيه؟
انيد: لكنك أنت قلتي ذلك.
دايانا: أوه، ماذا قلت؟ لم يحدث الذي قلته.
انيد: لكنها ستخبر الجميع.
دايانا: بالطبع ستفعل.
انيد: لكن إذا كان هذا الكلام غير صحيح.
دايانا: وقد يكون صحيحاً.
انيد: لكنه غير صحيح.. أليس كذلك؟
دايانا: أنا أخبرتك انه لم يكن صحيحاً.
انيد: لكن الآن أنا لا اعرف هل أصدقك أم لا؟
دايانا: ولا حتى الناس الآخرين سوف لا يعرفوا هل يصدقون الإشاعة هذه أم لا.
فيليكس: لكن عندما سيسمع أوبري.. يا دايانا.. ماذا سيعتقد؟
دايانا: انه سيتمنى لو كان ذلك صحيحاً.
فيليكس: لكن ماذا سيقول عنك؟
دايانا: سيقول باني أنا أتمنى لو كان ذلك صحيحاً.
فيليكس: وهل تتمنين أنت ذلك؟
دايانا: أنا أتمنى ذلك.
انيد: هل اكتشفت بعد أن غادرت بأنك حقا تحبينه؟
دايانا: بجنون.. بجنون.. بجنون..
فيليكس: (مبتهجاً) هل أرسل أنا له رسالة؟
دايانا: لقد أرسلت له أنا.
انيد: أنت أرسلت له رسالة؟
دايانا: نعم. وسأتزوجه بالوكالة.
فيليكس: (يعرض أقداح الشراب) الكوكتيل بهذه المناسبة.
انيد: لكن عندما نخبر الناس بأنك تزوجته بالوكالة بعد أن تكون السيدة باكارد قد أخبرتهم بأنك تزوجته، ماذا سيقولون؟
دايانا: (تأخذ الكوكتيل وتبتسم) ماذا سيقول الناس؟ في أي حال، بالضبط ما سيعجبهم.


ستار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح