الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم العالمي للفقر

عماد صلاح الدين

2006 / 10 / 18
حقوق الانسان


وجود هيئة الامم المتحدة أو عدم وجودها أصبح سيان ؟!

في ميثاق هيئة الامم المتحدة كثير من النصوص الجميلة والبراقة التي تتحدث عن حقوق الانسان لا سيما حقوقه الاساسية والرئيسية، من حقه في الحياة والعيش الكريم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعن حقه في التعبير عن آرائه ومعتقداته ، وعن حقة في حرية الاقامة والتنقل ، وعن حقه في تقرير المصير وما إلى ذلك من حقوق مدنية واقتصادية واجتماعية وغيرها لا ينفرد ميثاق هيئة الامم المتحدة لوحده في تضمين هذه الحقوق داخل نصوصه وبنوده بل إن العديد من الاتفاقات و والاعلانات والعهود الدولية كلها وبلا استثناء معبئة إلى حد الاشباع بالنصوص والبنود التي تتحدث عن حقوق الانسان مع تخصص هذه العهود والاعلانات في تفصيل وتحليل ماهية تلك الحقوق والعمل على محاولة تطبيقها من خلال أدوات عمل مؤسساتية مختلفة ، فإذا أردت التزود بالنصوص حول مواضيع حقوق الانسان فما عليك إلا الذهاب إلى الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهديين الدوليين للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وكذلك المدنية والسياسية ولا تنس أن تمر على اتفاقات جنيف وقت الحرب ولا سيما تلك الاتفاقات الاربعة الصادرة سنة 1949 بالاضافة إلى البروتوكولات الملحقة بهذه الاتفاقية أو تلك ، كثيرة يا سادة هي اتفاقات ومراجع ووثائق حقوق الانسان التي كان للغرب الديمقراطي باع طويل في العمل على إيجادها.

فطيلة أشهر السنة لا يكاد يمر شهر حتى نسمع عن مناسبة أو يوم عالمي فمرة تأتي ذكرى اليوم العالمي للمرأة ومرة أخرى تأتي ذكرى اليوم العالمي للطفل وثالثة لعدم التمييز والعنصرية وامتهان الكرامة الانسانية ورابعة لا أدري ما هي وخامسة في سياق ماذا تاتي؟! ، مضحك ومبكي في آن واحد أن نسمع من مختلف وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والعالمية الحديث عن هكذا مناسبات وذكريات عن حقوق الانسان المختلفة الرئيسة والثانوية ، وكأننا في هذه المناسبات نتحدث عن واقع وحال يسوده العدل واحترام الانسان وحقوقه ومن تم تاتي هذه المناسبات في ذكراها للتأكيد والتذكير بأهمية هذه الحقوق التي تم الكفاح من أجل تثبيتها وترسيخها ، كأن العالم في حديثه عن هذه المناسبات هو دول تحي ذكرى استقلالاتها المجيد بعد مشوار التحرر والانعتاق من وطأة المستعمر .


وفي هذه الايام تأتي ذكرى أو مناسبة ما يسمى باليوم العالمي لمكافحة الفقر , وكأن الامم المتحدة وأمريكا سيدة ما يسمى بالعالم الحر ومعها عديد من الدول الاوروبية الديمقراطية يعملون جميعا من أجل رفاه واستقرار معيشة الشعوب وبالتحديد تلك الشعوب الفقيرة والمضطهدة في جنوب افريقيا وأسيا ودول امريكا اللاتينية ، إنه لأمر مخزي ومخجل أن تتحدث هيئة الامم ومعها الامريكان والغرب عن هكذا موضوع ، بل إنه من الافضل ان يسكتوا جميعا ويخرسوا ، لأنه بفضل جهودهم المباركة هاهو الشعب الفلسطيني يحاصر حصارا سياسيا واقتصاديا من كل النواحي والافاق محليا واقليميا وعربيا ودوليا ، لقد بلغ الانحطاط الاخلاقي مداه فأين هي هيئة الامم المتحدة من حصار شعب يأن تحت وطأة الاحتلال والمستعمر وأين هي من شعب يحاصر حصارا غير مسبوق لسبب بسيط هو ان هذا الشعب مارس حقه الديمقراطي وانتخب الجهة التي يرى فيها أنها تتمسك ولا تساوم على حقوقه الوطنية الثابتة , فمن المؤسف جدا أن مثل هذه المؤسسات تتحدث عن مكافحة الفقر وهي في الوقت ذاته سبب رئيسي في حدوث ونشر الفقر بين مجتمعات العالم ، فأين هي الامم المتحدة من الدمار والخراب الذي أحدثته أمريكا وحلفائها الاستعماريين في العراق ، أين هي مؤسسات الامم المتحدة من مقتل أكثر من 600 ألف عراقي بشهادة أفضل الصحف والتوثيقات البريطانية نفسها ، أين هي الامم المتحدة والعالم الحر كله من تدمير لبنان بأكمله من أجل مشروع أمريكي وصهيوني تريد أمريكا فرضه بقوة الارهاب والعنف والدمار والفوضى ، هذا المشروع الذي لم تتورع ولم تخجل وزيرة الخارجية الامريكية عن التبشير به في بداية الغزوة الممهدة له على لبنان تحت حجة الرد على حزب الله لأسره وقتله عدد بسيط من جنود الاحتلال الاسرائيلي ، أنا لا أعرف أين هي الامم المتحدة لتقف في وجه أمريكا وإسرائيل وتقول على الاقل كلمة حق بأن أمريكا وإسرائيل هما السبب في اضطهاد وانتهاك حقوق الشعوب الاخرى وتخريب بلدانهم ومستقبل اولادهم وبناتهم والقضاء على كل حلم لهم بالعيش بحرية وكرامة ، أنا لا اعرف لماذا تكون الامم المتحدة ومجلسها الامني الذي يقال إنه يعمل لصالح السلام والامن الدوليين لا يكونا حاضرين وفاعلين إلا حينما يتعلق الامر بمصلحة أمريكا وإسرائيل والغرب وضد حقوق العرب والفلسطينيين والمسلمين؟! ، أنظروا إنه حاضر هناك" مجلس الامن " فقط لتوقيع العقوبات الاقتصادية والعسكرية على العراق وشعب العراق ، انه جاهز وعلى أهبة الاستعداد ولو في ساعات متأخرة من الليل ليصدر قرارات ضد لبنان وشعب لبنان ومقاومة لبنان " القرار 1559و القرار 1701 وغيرهما" ، انه حاضر لاصدار قرار لنشر قوات دولية في السودان للتمهيد للمشروع الامريكي لتقسيم وتفتيت السودان "القرار 1706" ، إن مجلس الامن الذي تقوده أمريكا وإسرائيل على وجه الحقيقة يعمل جاهدا من اجل ايقاع العقوبات على ايران بحجة المشروع النووي , بينما اسرائيل الكيان الغاصب لاراضي العرب والمسلمين يمتلك أكثر من 200 رأس حربي نووي ، مجلس الامن الامريكي والاسرائيلي يستعد لفرض العقوبات من اجل محاصرة سوريا ، لماذا لأن سوريا تدعم حركات المقاومة والتحرر في لبنان وفلسطين ، علما أن ميثاق الامم المتحدة الذي هو الاب الشرعي لمجلس الامن يقول كما تقول غيره من المواثيق والقرارات الدولية بحق الشعوب المحتلة بالمقاومة وبالدفاع عن نفسها .

هذه هي الامم المتحدة وهذه هي مؤسساتها المختلفة التي تكون حاضرة وموجودة لخدمة المشاريع الاستعمارية في المنطقة التي تقودها الولايات المتحدة والغرب الاستعماري وأداتهما الاستراتيجية في المنطقة العربية والاسلامية " اسرائيل" ، فحيثما كانت هنالك حقوق ومصالح للعرب والمسلمين وجميع الشعوب العالم في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية ، فلا نجد أي جهد حقيقي يذكر بقرار يصدر عن مجلس الامن ، إن الغرب وأمريكا وإسرائيل يخصصون لنا الجمعية العامة من أجل التنفيس عن أنفسنا وإيهامنا بجدواها وبدورها علما أن كل قراراتها التي تتعلق بالعرب والفلسطينيين لم يطبق أي منها ولو جزئيا لأنها في الحقيقة تعتبر توصيات غير قابلة للتنفيذ ولذلك كما قلت سابقا خصصوا لنا الجمعية العامة للامم المتحدة .


إذا كان هذا هو الدور المرسوم للامم المتحدة لتمثل دور ومصالح الدول الاستعمارية والاحتلالية ، ولتكون ضد حقوق الشعوب العادلة في التحرر والاستقلال والعيش بكرامة وإنسانية ، وإن كان ميثاقها ونصوص وبنود مؤسساتها المختلفة تتحدث عن الحقوق والحريات إلا أنها عمليا وواقعيا تمارس غير ذلك ، إذن فلماذا الحديث صباح مساء من قبلها وقبل مؤسساتها عن حقوق الانسان والاطفال والمراة وعن مكافحة الفقر وغيرهاإذا كانت هي في الاساس أداة ومطية للامريكان والصهاينة لقتل الاطفال والنساء وارتكاب المجازر البشعة في فلسطين ولبنان والعراق وغيرها من المناطق والبلدان ، إذا كان الامر كذلك فأنا شخصيا أنصح بأن يتم إقفال ابواب الامم المتحدة أو أن تعلن الدول التي تقف في وجه التجبر والاحتلال الامريكي والصهيوني عن الانسحاب منها ريثما تعود أمريكا وبريطانيا وإسرائيل إلى رشدهم أو إلى أن يكتب الله أمرا كان مفعولا.

17 – 10 – 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023


.. بعد أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا.. من ينزع فتيل




.. تركيا وسوريا.. شبح العنصرية يخيم وقطار التطبيع يسير


.. اعتقال مراهق بعد حادثة طعن في جامعة سيدني الأسترالية




.. جرب وحالات من التهابات الكبد تنتشر بين الأطفال النازحين في غ