الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزلازل واغتيال الرئيس

زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)

2023 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


نستيقظ يوميا على اخبار مصائب تحدث في العالم وفي عالمنا العربي الذي يعج بها ، ومنها الزلزال المروع في تركيا وسوريا الغارقة في كوارث ونكبات لا حصر لها من نظامها وحلفائه واعداء نظامها وداعميهم ومن الطبيعة ايضا منذ الجفاف وحتى الزلازل ، ونظامها الفريد من نوعه يستغل ماحدث ليطلب رفع العقوبات ويتقرب من اعداء الامس ويخرج رئيسه بعد ايام من الهزة الكبيرة ليضحك امام الكاميرات وياخذ سيلفي مع الناس وكانه يفتتح مجمعا سكنيا ( من الواضح انه مشهد مُعد له مسبقا) .
وعلى مسافة بعيدة في بلد كان يُعقد عليه الامل يقوم رئيسه المنتخب والذي لا يجيد غير التكلم بالعربية الفصحى بسجن من ينتقدوه ويروج لفكرة بدأها قبله حزب صغير فاشي بان اللاجئين الافارقة المساكين سيحدثون تغييرا ديموغرافيا ويحرض عليهم بينما يتحالف مع البرجوازية ويهرع لتنفيذ مطالب صندوق النقد الدولي والبلاد تغرق اكثر واكثر في مشاكل اقتصادية تطال الشعب .
ومابين هذا وذاك يجوع ويعطش العراقيون وبلدهم فوق بحر من البترول ولديهم نهرين خالدين وروافد كثيرة نتيجة الفساد والنهب والتدخل الاجنبي والميليشيات الطائفية المحلية والتابعة للخارج ومن سرقة حصصهم من المياه / وياللاسف/ من جيرانهم المسلمين .
وماذا عن الموتى والجوعى والخراب والدمار في موطن اولى الحضارات العظيمة في اليمن المنسي الذي يتصارع فيه النظام الايراني والنظام السعودي بقيادة رجل استعاض عن القتل بحد السيف الى القتل بالمنشار ولم يحدث له شئ فرئيس امريكي سابق برّأه بعد ان هاتف والده الحاضر الغائب وقال له بان ابنه لم يقتل احدا ، ثم نكص الرئيس الذي تلاه بوعوده بالاقتصاص منه بل ركض يطلب منه زيادة انتاج النفط ، اما أسد الامة العثماني فقد هرع يصافحه في احد المؤتمرات بعد ان كان يتوعد بكشف ادلة ادانته بالجرم . وماذا بعد .. هل نتكلم على واجهة العسكر في اكبر بلد عربي والذي يتحفنا بنكاته السمجة يوميا وجنوده يتاجرون حتى بالخضار .
وهناك البلد الجميل الذي كنا نذهب اليه لنقرأ جريدة ممنوعة ونشاهد فيلما جريئا اصبح مفلسا وغارقا في فساد صنعه وحماه ملوك ورؤساء طوائفه .
واخيرا وبالتاكيد ليس آخرا المعاناة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال العنصري الفاشيستي منذ اكثر من سبعين عاما وهم يقاوموا بسبل مبتكرة رافضين القبول بالواقع الظالم بينما سلطتهم ومنظماتهم واخوانهم العرب يعقدون المؤتمرات ويدينون على استحياء ويقلقون ربما على استحياء ايضا .
…. ومع ذلك نستمر في حياتنا ، نذهب لشراء حاجياتنا ونتنزه ونزور المعارف ونذهب الى دور السينما ونطالع الكتب ونتصفح الانترنت ونشاهد التلفزيون . لابد من الاعتراف اننا نتالم لاننا لانستطيع الا القليل لنفعله ومنه مقاطعة كل من يدعم اسرائيل وكل من يصادر حقوق عماله او يعرقل تاسيس نقابات لهم وكل عنصري او يدعم العنصرية .

… ونهرب قليلا من الاحزان … فقد شاهدت مؤخرا فيلما فاجئني بموضوعه الجاد الذي تناوله بفكرة طريفة . هو : Who is Amos Otis ? وهو ليس عن لاعب البيسبول الامريكي الذي كان شهيرا في نهاية الستينات والى اوائل الثمانينات . انه عن رجل يُحاكم بتهمة اغتيال رئيس الولايات المتحدة الامريكية . الفيلم من كتابة واخراج Greg Newberry عن مسرحيته التي شجعه قبولها الجيد على عمل الفيلم بميزانية صغيرة /700 الف دولار وبفريق قليل العدد من ممثلين غي معروفين اهمهم لاعب دور اموس ومحاميه . الفيلم عُرض في عام 2020 قبل الهجوم على مبنى الكونجرس .
مشاهد الفيلم تدور في زنزانة السجن وقاعة المحكمة بالاضافة الى مشهد واحد خارجي في بداية الفيلم نشاهد فيه اموس يتدرب على الرماية من بعيد .
يشرح المحامي المعين من المحكمة وهو من اصول افريقية للمتهم اموس جدية وخطورة التهمة الموجهة اليه ووجود شهود عيان وفيديو يظهر انه قتل رئيس الولايات المتحدة ( لايذكر اسم الرئيس ) وبانه يجب الاتفاق على الكيفية التي من الممكن الدفاع عنه لانقاذه من حكم الاعدام الذي ينتظره في حال ادانته شبه المؤكد .
يتفق الطرفان بعد نقاش طويل على ان افضل دفاع ممكن هو ادعاء الجنون وهو ما تنفيه الطبيبة النفسية لاحقا بعد الفحص .

تجري المحاكمة ويدلي الشهود بافاداتهم ويتم عرض البندقية التي قُتل بها الرئيس والفيديو الذي يُظهر المتهم وهو يطلق النار . اخيرا يقنع المتهم محاميه ان يطلبه للشهادة حيث يعترف اموس انه قتل الرئيس عامدا وقد اتى من المستقبل لهذه المهمة خصيصا وذلك لانقاذ المستقبل و الحاضر من النتائج الكارثية التي ستحدث إن استمر هذا الرئيس في عمله . يتحدث اموس كيف ان هذا الرئيس سيصبح دكتاتورا وفاشيا وسيتخلى عن حلفائه ويشعل الحروب وسيتجاهل مخاطر التغيير المناخي وسينقلب على الديمقراطية وسيدمر الحاضر والمستقبل . من الواضح ان الرئيس المعني هو ترامب او اي رئيس مماثل بدون ذكر اي اسم . يذكر اموس ايضا ان لي هارفي اوزوالد ايضا أتى من المستقبل واغتال الرئيس كنيدي ولكن لم تسنح له الفرصة للتصريح بذلك فلم تجري له محاكمة . ويجيب بان السبب /من بين عدة اسباب/ في قتل رئيس يعتبر من اكثر الرؤساء الامريكيين احتراما هو ان علاقة كنيدي بمارلين مونرو كانت ستنكشف وستتركه جاكلين ولن يكون في وضع يسمح له بتنفيذ اجندته حول الحقوق المدنية والتي استطاع خلفه جونسون من تحقيقها بعد ان احدث مقتل كنيدي صدمة قوية . في المشهد النهائي في الزنزانة يقول المحامي اموس انه لا يؤيد تصرفه لكنه يشكره على خدماته .

هل العنف اخلاقي إن كان الهدف ساميا ؟ هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ هذا سؤال كان ولا يزال مطروحا . وانا لا اؤيد ذلك . العنف ليس الحل إلا في حالات الدفاع عن النفس والارض .الفيلم جدير بالمشاهدة بالرغم انه ليس متميزا بانتاج ضخم وبمؤثرات بصرية وصوتية وبممثلين مشهورين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران