الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقاهتي تُراقصني لتؤنسني

جواد كاظم غلوم

2023 / 3 / 3
الادب والفن


أيتها الحياة التي مَـزّقتني إربا إربا
فَـرَمتني ببلطتها ، هشّمتْ عظمي
ذوّبتْ شحمي ولحمي
حان وقتي لأثأر منك
سألوي عنقك أيتها المريرة القاسية
أمرّغ فيكِ الارضَ
قبل أن تحيليني رفاتا
أنتِ ومُريدوك ساحقو الآمال العريضة
قبل أن أسحقَ بسرفاتِ دباباتهم
وأشنق بحبالِهم ويُخنق عنقي بأكفِّهم
فاني تعلمتُ أن اتلقّى النيران الصديقة
يوم صدعَ رأسي بمطارقِ البروليتاريا
وحُزّت رقبتي بالمناجل البلشفية
وقُـيّض لي أن اكون أذنا صاغية
لعواء السلفِ الصالح وعربدة الثوّار
حينما يعتلون أكتافَـنا في التظاهرات
تُـزبدُ أفواهُهم بالهياجِ
يُخيّلُ اليّ إني عقدتُ وثاقا محكما
بين عنُقي ودائرة المشنقة
منذ ان ارتديت البدلة الحمراء عنوةً
على يد سجّاني
وبمباركة فضيلة المفتي
وموافقة الرفيق الشيوعيّ
كل مناي ان أتشفّى منكم
حرمتموني ان ارقصَ فرحا
وأعدّ العدّة لأتعلم " البانتونيم "
أدور في حلقات الرقص مزهوّا بجسدي
أريكم عروضي الجميلة لتأسر أنظاركم
عوضا ان تدمى وتتورّم أطرافي بزنزاناتكم
ما ضرّ لو كنتم ندمتم عن معاصيكم
هاتوا لي مشفى يعيدُ لي فتوّتي
يقوّمُ أقدامي
ويُلينُ جسدي
يُصقلُ حنجرتي
لأمتهنَ براعة الغناء
وأغرّد راقصا
أطيرُ مع الفراشات مرحا بين الورود
ستنبتُ رياش جناحيّ التي قصصتموها
أوشكتْ نقاهتي ان تنتهي قريبا
لأنتفض من جسدي ، زنزانتي الضيقة
فافرشوا لي السجادة الحمراء
وصُفّوا مُصفــقيكم وحاملي عبارات الترحيب
شُفيتُ تماما من خزعبلاتكم
انا الان أجهز بقامتي الفارعة

جواد غلوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بس لاتزعل -انتم اللاحقون ونحن السابقون-بداء الجد ا
الدكتور صادق الكحلاوي- ( 2023 / 3 / 4 - 05:55 )
يظهر ان الانسانفي السياسة وفي الحياة العامه كما الانسان حينما يولد ويصبح رضيعا ثم طفلا في الحضانة ثمتاءتي المراحل التعليمية الثلاث حيث بعدها يقف متفاخرا انه خريج-ولكن غالبا مايعتقد وهو في عمر المدرسة المتوسطة فيعتقد انه امتلك اسرار الحياة بل حتى اسرار مايغير الحياة باشارة من اصبعه-وهذا ليس فقد عند الفرد بل عند الشعوب والمجتمعات يحدثوالان اذا نشكر استاذنا الجواد المجيد على تضمينه مافي قلوبنا وانفسنا في قصيدة حلوة ومفيده=نريده ان يخبرنا - اين الان موقع قدمي عراقنا المظلوم -تحياتي


2 - لا مكان لنا الان في منقع التفاهة والآحاييل
جواد غلوم ( 2023 / 3 / 4 - 11:10 )
سعيد انا بثنائك د. صادق وهل أديم الارض الان يُبقي لنا أثرا امام زحمة من يسحقنا في الوقت الحاضر ؟

اخر الافلام

.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ


.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ




.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال


.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ




.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال