الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمن الغربه في الزمن العراقي المر

وليد الحيالي

2003 / 6 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


د.وليد ناجي الحيالي-عضو المنظمه الوطنيه للمجتمع المدني وحقوق العراقيين
من الصعب ان يصف المرء مشاعره بقرب العوده الى وطنه بعد ان غادرها مكرهاَ منذ عقدبن ونيف من الزمن.  
 غادرها الواحد منا وهو في ريعان شبابه ليعود اليها وقد تحول الاسود من شعورنا بلون الثلج ودب الوهن في اوصالنا وولد لنا اطفالاَ لم يعرفوا عن بلدهم سوى حكايات  سمعوها عن اباهم اوامهاتهم او صوراَ شاهدوها في مجله اوالبوم واحياناَ مشاهد  عبر الفضائيات ، يتلقوها دون ان  تحرك في ذواتهم ذلك الاحساس الوجداني  الغريب حيال الوطن واهله ونهره وجبله وارضه وكأن مايروه او يسمعوه هي قصه من الخيال اوحكايه من حكايات جدتي القادمه من مخيلتها الخصبه . نعم قد يجد البعض في هذه المصيبه الجديده التي سوف تحل بالكثير من ابناء الرافدين الذين غادروا  بلدهم يوماَ مكرهين انها من المواضيع البسيطه التي لو قورنت بمثيلاتها من الصعاب التي تلف اهل الداخل الذين ذاقوا الامرين على ايادي سيد  الاجرام وافراد عصابته من اولاده واخوانه وابناء عشيرته ورفاق حزبه الدموي.نعم اجد نفسي متيقناَ بأن من عاش المحنه في الداخل وصبر على حجم الجور والظلم والهوان هوشخص يستحق الثناء وانحناء القامه له .انا لاانكر ذلك البته، بل اقولها ملئ فمي .ان من بقى في العراق وقاوم وناضل فهو افضل مني .انا الذين تركت العراق بعد ان ضاقت مساحته امامي،وقلت فرص المناوره في مقارعتي للدكتاتوريه وقارنت بين خيارين كلاهم مر اما الموت المجاني في مقصله الراعي ،والموت في قاعات النفاق البعثفاشي،او الموت الحضاري بعيداَ عن الاهل والوطن ، فكان الخيار الاخير الخلاص للذين ليس لديهم حيله مثلي،وهم كثر من شرفاء العراق مثقفين وادباء وعلماء ومفكرين وبسطاء.
لقد كان خيار مغادره العراق علينا في حينه له وقع الموت في نفوسنا لكن قله حيلتنا امام طاحونه الموت التي تدور بدون رحمه لتطحن كل شئ و أي شئ يقول لا .لا اريد ان اكون بعثياَ.لا اريد ان ابدل قناعاتي.لااريد ان ادنس نفسي.هذه قصه خيارنا بمغادره وطننى الذبيح ، هذه قصه معاناتنى في خيارنا الدامي بترك العراق .لكن هل يظن البعض ان معاناتنى انتهت بمجرد خلاصنا من مقصله السلطان.لا والله فقد واجهنا الف سلطان وبخاصه في دول الجوار العربيه والاسلاميه التي استفردت فينا وحدتنا وغربتنا وضعف حيلتنا للتتعاون مع جلادنا لتطاردنا وتذيقنا المر والهوان وجلاد العراق يدفع ويدفع لمن يزيد في يلامنا اولمن ينال منا او من اولادنا.
بدءت مرحله جديده في غربتنا حين ضاقت مساحه الاوطان العربيه فينا لكي نشد الرحال الى بلدان اللجوء الاوربي حيث الامن والامان والموت الادمي في مجتمعات غريبه عنا ، في عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم ،فبدءت معاناتنا الجديده بين ماضينا وحاضرنا.بين ما نريد لاولادنا وما يرده منهم المجتمع الجديد....لكن كنا نصابر ونكابر للننتظر يوم الخلاص والعوده. وحين ازفت الساعه صدمنا بالذي فرض علينا ،وهو كبير وعظيم كعظمه اجبارناعلى مغادره وطننا على ايادي جلادينا وهي ايادي ليست بغريبه عنا ،  لكن هذه المره هي اقتلاع ابناءنا من اوطانهم في بلدان الشتات التي عاشوا وتعلموا وتربوا فيها واحبوها واحبتهم.نعم هذه حقيقه. اذ ان عودتنا نحنوا المهوسون بحب العراق  الى جذورنا تصطدم بمأسات جديده لتضاف الى جمله مأسي العراقيين كثمره من ثمار حكم البعث للعراق.لذلك سوف تلحق غربه جديده بالعراقين وهي غربه الهجره عن عوائلهم حيث يرفض الابناء الذين ولدوا وتربوا في اوطان المهجر ويتكلمون بالسان هذه الاوطان اكثر مما يتكلمون بالساننا نحن الذين اقتلاعنا من وطن نعشقه ونتحرق شوقاَ للعوده اليه.وبذلك ستحل مأساه جديده بمعظمنا حينما سيختار العوده بمفرده لكي يعيش بقيه عمره مشتت المشاعر بين الوطن وابناءه.ولا اظن ان المأسات ستنتهي هنا وانما هناك من هم في الداخل من يستكثر علينا عودتنا الى وطننا لنساهم في عمليه البناء ولنعيش اواخر سنيين عمرنا بين احضان اهلنا وعلى تراب وطننا. سلسله من الدمار المادي والروحي و الأخلاقي الذي جلبها البعثيون الفاشينازيون خلال حكمهم للعراق ،مما سوف يترك اثاره عشرات السنيين على الشعب العراقي ،لذالك يتطلب من كل عراقي احب العراق صدقاَ ان يعمل من اجل عراق ديمقراطي خالي من العنف والتسلط.عراق محبه وسلام.عراق لكل العراقيين.   
      








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة