الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدعة الفتوى

حمزة الكرعاوي

2023 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لدينا عناوين متعددة ( الفتوى ، الجهاد ، بدعة الفتوى ، الفتاوى السياسية ) مهما إختلفت الألفاظ فالمعنى واحد ، وهو السيطرة على الجماهير ، لخداعها وتجهيلها ، وترويضها للحاكم والمحتل ، لكن بشرط أن تكون هناك مصلحة لرجل الدين .
رجل الدين نوعان : إما مستقل ويتحالف مع الطغاة وحكام الجور ، بأجر لتشريع حكمهم ، أو هو صناعة الحاكم والمحتل الذي بواسطة مجساته ( المخابرات ) يعرف ماذا تريد الجماهير ، فيخلق ( يصنع ) لها رجال دين ، يحببون الناس بالمحتل ، ويحولونه إلى محرر ، بنصوص دينية ، أو يدفعون الفقراء للذهاب للجهاد في بلد ما ، بحجة أن مصرا إسلاميا وقع تحت الاحتلال ، وهناك وجب الجهاد ، كما حصل في أفغانستان ، عندما أرادت أمريكا قتال الروس بالنيابة ، فطلبت من حكام الخليج وغيرهم أن يحركوا رجال دينهم في القصور ، للإفتاء بالجهاد ضد الروس ، وتسلحهم أمريكا وبريطانية ، وكذلك فتوى محسن الحكيم ( عميل بريطانية ) لصد المد اليساري في الشرق الاوسط ، وهو فكر وثقافة ، لا طاقة للغرب أن يقف أمام اليسار القادم من روسيا ، فصدرت فتوى ( الشيوعية كفر وإلحاد ) وفقتل في العراق أكثر من عشرين ألف ، غالبيتهم يصلون ويصومون ، لكن مذهبهم السياسي يتعارض مع الرأسمالية التي تحرك رجال الدين وفتاواهم .
وعندما إقترب حزب تودا الايراني من إستلام الحكم في إيران ، وكان كرسي الشاه يهتز ، قرر الغرب التعايش مع الخميني ورجال الدين الشيعة ، كي يصدوا المد الشيوعي في المنطقة زمن الحرب الباردة ، ولو وصل الشيوعيون للحكم في إيران بعد الشاه ، لأمسكوا الخاصرة الرخوة للروس ، وقلبوا موازين الحرب الباردة .
وتستمر الفتاوى بعد سقوط الخلافة العثمانية لصالح الغرب الرأسمالي ، وآخرها فتوى الجهاد التي نسبت للسيستاني ، والأخير لم يكتب فصل الجهاد في رسالته العملية ( منهاج الصالحين ) ، وغيبوا الفتوى التي يجب أن تراها الامة الشيعية العراقية ، مختومة ومكتوبة وموقعة من قبل السيستاني ، مثلما هو حال كل فتوى صدرت في تأريخ التشييع ، كي تتباهى بها الامة ، وتؤرخ للاجيال ، وبما أنها فتوى سالبة بإنتفاء موضوعها ، تكتموا عليها ، ولم تخرج ليراها من دفع إبنه لمحرقة الموت في الموصل .
لم يحدثنا التأريخ أن الفتوى كانت موجودة في صدر الاسلام الاول ، ولا في زمن التابعين ، لكننا وجدناها في زماننا هذا ، العصر الرأسمالي ، الذي يتخادم فيه رجال الدين مع شركات الغرب العابرة للقارات ، والدين صناعة بشرية ، دخل البورصة البريطانية والامريكية ، وبنى رجال الدين إمبراطوريات مالية ضخمة بسبب العلاقة الاقتصادية بينهم وبين صندوق النقد الدولي وشركة شل وأخواتها .
نحن اليوم نعيش زمنين ، زمن الثورة الفكرية ، والوعي عند الناس ، بعد إكتشاف خداع رجل الدين ، وسقوط ماء وجهه ، وبروز عورته ، وزمن آخر هو التيه والركض خلف السراب ، الذي هو مجرد وعود كاذبة من رجل الدين الفاسد ، يوهم البسطاء بجنة ونار ، وقصور في الاخرة وحوريات ، ويحرمهم مقومات الحياة في الدنيا .
لا قيمة لجنة أشتريها بتحويلي الى رقم بدون هوية ، وترويضي الى حيوان وقرد يرقص لرجل دين ، يوعدني بمخلص يأتي آخر الزمان ، لإنقاذي مما أنا فيه من ظلم وإستبداد ، وتاج راسي ومولاي يتنعم بالأموال المسروقة ، ويشرب الخمر وينام مع القاصرات من فقراء قومي .
نحتاج لثورة على غرار ثورة الشعوب الاوربية التي اسقطت سلطة الدين ، وتحررت ، وذهبت إلى الحداثة وبناء أنظمة ديمقراطية ، والفرق بين سلطة الدين في أوربا أنها محلية ، وبين سلطة الدين في النجف وكربلاء ، أنها مستوردة ، ليست مرجعية وطن ، بل تمثل الاحتلالات المركبة ، وأخطرها إحتلال العقول .
اليمين المتطرف الغربي يقف بقوة بكل اسلحته وماكنته الإعلامية لدعم الانظمة الديكتاتورية في منطقتنا العربية التي لازالت تعيش التخلف والظلام ، وثقافتها ثقافة الماضي ومقبرته ، ولولا الغرب لكانت ثورة عارمة للإطاحة بسلطة رجال الدين ، ولا دين لهم غير الكذب والتدليس وخداع البسطاء ، ودينهم مجرد بدع إبتدعوها لخدمة مصالحهم ومصالح اسيادهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر