الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج نشر ديمقراطية أميركا!

طارق الهوا

2023 / 3 / 4
كتابات ساخرة


زار بايدن العاصمتين كييف ووارسو، وكأنه يمهد لحملة انتخابية لرئيس سيكون في الثانية والثمانين عندما تنتهي ولايته، وزّل لسان الناطقة بلسان البيت الأبيض أثناء زيارته وقالت: "أعلن الرئيس أوباما منذ نحو ساعة، ثم اعتذرت ضاحكة بخجل وزادت الطين بلة وقالت : هذا هو الخبر! أنا أعلم اننا يجب أن نتحرك للأمام وليس للخلف".
تكلمت المتحدثة كأن بايدن ليس الحاضر الموجود، بل هو ظل ماض، وهي إشارات واضحة علاوة على ما يحدث في الساحة الاميركية على إفلاس الحزب الدمقراطي، وعلى فشل خيارات بايدن حتى في اختيار متحدث بلسان البيت الأبيض.
رجال العلاقات العامة ومخرجو رحلة بايدن، جعلوه يبدو قائد حملة عالمية ضد الأشرار، والمرجح أنهم أوحوا إليه أن يُطلق عليها "اختبار العصور على الطغاة"، كما يُرجح أن الرجل المصاب بالخرف يعتقد أنه وشعار الديمقراطية الخالي من أي معنى سينتصران.
عنى راسمو سياسة بايدن بكلمة أشرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل محدد، لكنهم يعنون ضمناً أي شخص يتجاهل النموذج الغربي والأميركي بشكل خاص للديمقراطية، لكن لم تُذكر أسماءٌ في بيانات بايدن خوفاً من تحدي أكثر من ثلث البشرية المتمثلة في الصين والهند، وغيرهما من دول لا تعترف بالديمقراطية، إما لأسباب أملاها الله كلمة بكلمة، أو لأسباب تاريخية فبعض الشعوب يستحيل أن تتلاءم مع ديمقراطية الغرب.
الايمان السخيف بقَدَر أميركا بالدفاع عن الحرية والديمقراطية وتعزيزهما في العالم، مقولة سقطت تماماً بعد غزو العراق، فكل ويلات الهجرة غير الشرعية (التي ستدمر الديمقراطيات في دول المنشأ والحضارة الغربية في نهاية المطاف) وتَزعَزع استقرار دول الشرق الأوسط الهشة، المتذبذبة ما بين حكم العسكر والخلفاء الجدد وهم الراديكاليون المسلمون، سببها نشر أميركا الحرية والديمقراطية بالسلاح.
كانت ثمار أكاذيب جورج دبليو بوش من تحرير العراق من صدام حسين، جعل إيران تحتله! وكانت أكاذيب الناتو بتحرير ليبيا من معمّر القذافي، تركِها محتلة من الميليشيات وأطماع أمير المؤمنين أردوغان بها على أنها أملاك عثمنلية سابقة! وكاد أوباما أن يحرر سوريا من بشّار الأسد، لكنه بقيادته من الخلف مهّد لاحتلال بوتين وعلي خامنئي لها! وأنقذ السيسي مصر بضربة معلم، لا يعرف أحد إلى ماذا ستنتهي بعد وفاته!
عقب ما حدث في أفغانستان بعد عشرين سنة ديمقراطية وتحطيم الطغات، يتساءل العالم وبعض من الأميركيين المخلصين لبلدهم وليس لحزبهم عن أسباب إصرار الولايات المتحدة على تحمّل أعباء نشر الديمقراطية والحرية بالجيوش والحروب في العالم؟
الحرب في أوكرانيا لا علاقة لها بالاستثمار في الحرية كما يقول أوباما ( آسف بايدن لأنه يجب أن نتحرك للأمام وليس للخلف) بل تدور بسبب السيادة الإقليمية من جهة، والدولية من جهة أخرى، وما إذا كان النظام العالمي بعد الحرب الكونية الثانية سيصمد أمام تحديات وطموحات موسكو وبكين وحلفاء لهم.
وفي نفس الوقت، يصّر بايدن وإدراته وحزبه على وضع كل الأسباب لتفجير القنابل الموقوته سياسيا، ثم ينسحبون إذا اقترب الانفجار أو تم.
سيحدث هذا في مشكلة تايوان/الصين لو تفاقمت، واقتراب إيران من صنع قنبلة نووية، والانسحاب الذي تم من أفغانستان وترك أسلحة بالملايين للملالي، وهم الآن يتبنون قضية الحريات والقوانين والقيم العالمية الفاشلة مرة أخرى.
أعلن بايدن في وارسو أن "الديمقراطيات في العالم أصبحت أقوى والمستبدين أصبحوا أضعف"، لم يكمل الجملة ويقول أن أحد المستبدين أهم دائن لأميركا، فكيف يكون أضعف؟
أمر أميركا غريب فعلا. تتحدث عن الطغاة وتتجاهل الراديكاليين المسلمين الطغاة الذين يحفرون تحت أرض أي مكان يستقوون فيه، وهم أخطر بكثير على دول الناتو من بوتين على المدى الطويل!
تشن أميركا والناتو حملة دموية من أجل ديمقراطية عالمية حديثة تحارب الطغاة. فكرة سوداوية فاشلة مستحيلة التطبيق تبناها رئيس ونائب يجيدان القهقهة أمام الكاميرات، ويتجاهلان عالم اليوم الذي صنعه شعار نشر الديمقراطية والقيم العالمية بالجيوش، عالم ممزق سيكون متعدد الأقطاب لفشل القطب الواحد، شاء أو رفض بايدن أو أوباما، وأكثر تعقيدا من الناحية الجيوسياسية.
بايدن ومن يؤمنون بديمقراطيته، يخدمون مصالح شركات الأسلحة وأسواق المال في نهاية المطاف، لأن الديمقراطية والقيم يمكن نشرها بالتنوير ورجاله في دول مؤهلة لذلك، ويستحيل نشرها بين أناس لا يؤمنون أساساً بالأوطان وولي أمرهم إما أن يُقتل أو يُخرج عليه أو يموت. لا انتخاب أو استفتاء أو حرية تحت حاكم واحد لا شريك له ومن يعارضه يُقتل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بوتين ليس شريرا بل مجاهدا لحرية الشعوب
د. لبيب سلطان ( 2023 / 3 / 6 - 07:41 )
السيد الكاتب
اذا لم يكن بوتين شريرا وشرا كما نشاهد يوميا ماسي حربه على شعب جار ومسالم وتدمير مدنه فمن يكون غيره من يقصف هذه المدن
مقالتك مجموعة من التناقضات مثلا ان الديمبراطية لاتصلح لبلدان الشرق وان الصين والهند مثالا ولكن الاخيرة بلد شرقي ويتبنى نموذج الديمقراطية الغربية والعلمانية وناجح وبدل تسمية الفرق بين نظام ديكتاتوري قمعي كما في الصين وديمقراطي كما في الهند نراك تمزجهما معا وتكرر مقولة بوتين القومية التي تقسم الشعوب شرقا وغربا وكأن اليابان والهند وكوريا ليست شعوبا شرقية
وكقارئ عربي هل افهم من مقالتك ان شعوبنا العربية عليها نبذ الديمبراطية كونها غربية وكأن التحضر الانساني يأتي من بوتين ومن امثاله صدام وتشينغ بينغ وكيم ايل سونك وستالين
كيف ربطت الحركات الاسلاموية بالغرب وهي واضحة الارتباط باية الله واردوغان وكلاهما حليفان لصديقك بوتين يشتركونجميعا بحلم قادةتحرير الامم من الغرب واعادة مجد امبراطورياتهم المندثرة
اي فكر مفيد تحمله مقالتك للقارئ العربي المتطلع للحريات والتحرر من هؤلاء ومن مؤدلجيهم من يمجدهم ويقف ضدحضارة الغرب ومثلها الانسانية ونحن من صناعها تاريخيا ايضا


2 - السيد طارق الهوا
Mahmoud saed ( 2023 / 3 / 6 - 11:24 )
الجماعة يرددون مثل الببغاء بوتين شرير بوتين مجرم بوتين دكتاتور …بعملية حسابية بسيطة نستطيع ان نستنج كم قتلت امريكا في حروبها حول العالم باسم نشر الديمقراطية ..كما قال كارل ماركس
يسمح للمظلومين كل بضع سنوات ،بأن يختاروا نواب عنهم من الطبقة التي تضطهدهم ليمثلوهم و هم يقمعونهم
بأسم الديمقراطية و تحرير افغانستان من الشيوعية ..جلبت امريكا كل ارهاببّي العالم من كل اصقاع الارض و سلحتهم و مولتهم و دربتهم و اغدقت عليهم المليارات ابتداءاً ب اسامة بن لادن و انتهاءاً ملا عمر وبعد ان انتفت الحاجة قتلتهم ايظاً باسم الديمقراطية
شكراً علي هذه المقالة القيّمة


3 - تحكمهم ثقافة الفراش
Raad Mosses ( 2023 / 3 / 6 - 20:24 )
عزيزي المعلق محمود سعيد
هناك الكثير من السُذّج والذين تحكمهم ثقافة الفراش يذروفون الدموع في كل تعليق على شعب اوكرانيا كونه شعب مسالم لا يستحق هذا الذي يحصل له.
ويقذفون بكل وساختهم الفكرية الرئيس الروسي كونه رجل لا يريد الثقافة الروسية وبلده يكون مرتعاً للحرية المفرطة الغربية.
وكأن الشعب العراقي واليمني والليبي والافغاني وبقية الشعوب التي عانت من الحروب الامريكية
!!!!!!تستحق ما يجري لها لانهم اولاد


4 - تحكمهم ثقافة الفراش
Raad Mosses ( 2023 / 3 / 7 - 00:26 )
عزيزي المعلق محمود سعيد
هناك الكثير من السُذّج والذين تحكمهم ثقافة الفراش يذروفون الدموع في كل تعليق على شعب اوكرانيا كونه شعب مسالم لا يستحق هذا الذي يحصل له.
ويقذفون بكل وساختهم الفكرية الرئيس الروسي كونه رجل لا يريد الثقافة الروسية وبلده يكون مرتعاً للحرية المفرطة الغربية.
وكأن الشعب العراقي واليمني والليبي والافغاني وبقية الشعوب التي عانت من الحروب الامريكية
!!!!!!تستحق ما يجري لها لانهم اولاد

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟