الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البشرة السمراء سوداء!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2023 / 3 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


نيلسون مانديلا، النبي الأسود يمشي في شارع تونسي فيوقفه شباب عاطل عن العمل، ويوسعونه ضربا!

مارتن لوثر كينج يجلس على مقهى في سوسة؛ ويطلب فنجانا من القهوة فيرفض النادل طلبه، فالقهوة التونسية لا يرتشفها غير ذوي البشرة البيضاء كوجه دي كليرك، وجورج بوش، وحتى إريك زمور.

باتريس لومومبا يتمشى بجوار الأزرق الكبير الذي قاوم بونابرت ساركوزي؛ فيعترض شباب من الذين التصقت وجوههم بشاشات العرض التلفزيوني فاكتشفوا أن الجمال أبيض البشرة، فيسبّون الشمس التي لوّحت وجوها لو سقط أصحابها من بطون أمهاتهم في استوكهولم أو ركيافيك أو باخموت لأصبح السوادُ أنصعَ بياضا من الجليد.

فجأة ظهر كونتاكنتي بعد هروبه من سوق النخاسة الأبيض في العالم الجديد بعد صنفرته من الهنود الحُمر، أو كما كنا نطلق عليهم في طفولتنا: الأباش الذين يعكرون صفو جون واين.

عندما يتحدث السياسيون في السياسة، يفقد الوطن توازنه!

وعندما يخطب رجال الدين في الأخلاق، يرقص إبليس عاريا أمام المعابد.

تنفتح مقبرة ويخرج منها الملك البلجيكي ليوبولد صارخا: لقد قتلت عشرة ملايين كونغولي وقطعت أيدي أكثرهم، لذا فإنني أريد أن أكمل مهمتي في بلد عربي قال شاعره إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر، لكن القدر لم ينصت إليه هذه المرة.

تونس التي ما زالت في قلبي رغم رفض السفارة التونسية في سبتمبر عام 1970 منحي تأشيرة عبور منها لجزائر الشهداء وقال لي موظف السفارة وكان عمري وقتها 23 عاما: لن نمنحك الفيزا المشرفة لأن الرئيس بورقيبة لا يحب الرئيس جمال عبد الناصر!

وتونس التي أبلغني الدكتور الرئيس منصف المرزوقي أنها تحمل لي كل مودة لكتاباتي المناهضة لديكتاتورها الحرامي زين العابدين بن علي.

هذه التونس الأفريقية التي تعانقها الجزائر وليبيا من الجانبين، يخشى أهلها أن تتأفرق، ويصبح لونها أسود من ظلمات بحر لجي.

حتى لو عبر الأفارقة الباحثون عن الخبز لأبنائهم، ولم تغرق مراكب تقلهم إلى الغرق أو مالطا أو ايطاليا أو اليونان، فماذا سيخسر التونسيون غير مكافأة ماليا خضراء، بأيدٍ بيضاء، وقلوب قاتمة حتى تصبح شواطيء تونس سورا لحماية الشمال الأوروبي المتقدم من أقدام حافية يريد من تحملها إطعام أبنائهم.

أيها الأفارقة الطيبون،
سامحونا فعنصريتنا قادمة من قصور زعمائنا و.. قصور قاماتهم الفكرية!

هل تعلمون أن أنبياء الله منذ آدم إلى عصرنا الحالي لم يكن فيهم أحد سقط من بطن أمه في جليد الشمال؟

قلبي مع أفريقيا الجميلة والجائعين فيها، وندائي لشعبنا التونسي؛ فالدنيا ليست ثابتة، وقد يأتي يوم يبكي التونسيون على مداخل ساحل العاج وغينيا وغانا حتى يسمح سكانها لهم في رفاهيتهم الجديدة بالعمل كعمال تراحيل تحت رئاسة الرجل الأسمر.. أقصد الأسود.

طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 4 مارس 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا