الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أفرقة- تونس و مصر و..؟؟!!..2

اكرم هواس

2023 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك ان العلاقات العربية الافريقية مرت بمراحل كثيرة و متعرجة منذ البدايات الاولى لتكون المجتمعات البشرية الاولية و مرورا بقضية العبودية و وصولا الى النضال المشترك ضد الاستعمار (سنعود الى هذا الموضوع في المقالة التالية)… و من ثم تفاقم مشكلة سد النهضة في السنوات الاخيرة .. حيث كتبت شخصيا مقالتين " مصر و اثيوبيا .. اشكالية الهيمنة" في يونيو 2020.. و كان بودي وقتها ان اثير اشكالية "الأفرقة" ايضا و فرضيتي التي كان من المفروض ان تشكل الاساس في الجزء الثالث من سلسلة تلك المقالات كانت تقوم على احتمال سعي اثيوبي بتحويل مشكلة السد و توزيع المياه الى اشكالية سياسية و ايديولوجية اساسها محاولة افرقة قضية السد كمشروع نهضوي "افريقي" في مواجهة "هيمنة عربية"..!!. خاصة ان اثيوبيا كانت تفرض بديلا لمحاولات مصر ربط الولايات المتحدة و المؤسسات المالية مثل البنك الدولي و غيره و ذلك البديل هو الاعتماد على ايجاد حل افريقي و ادخال جنوب افريقيا بديلا للضمان الامريكي .. لكني توقفت عن الكتابة في الموضوع لاسباب خاصة .. لكن الان و في ظل هيمنة حالة "اللا حل" برزت عوامل يمكن وضعها في ثلاث ملاحظات اولية:

اولا…يبدو ان الاصرار الاثيوبي هذا استطاع و بشكل ما التأثير كثيرا في دفع بعض القوى الشعبية السودانية من الخروج من "الحياد اللا ادري" وسط صراع الشمال المصري (العربي) و الجنوبي الاثيوبي (الافريقي) الى المطالبة بدور اكبر ليس فقط في تحديد حق مرور المياه و كمياتها وووو انما امتدت ايضا الى الدخول في مناوشات حربية بسيطة مع القوات الاثيوبية لكن ايضا في صراع غير رسمي ضد مصر من خلال المطالبة ليس فقط بمنطقة الشلاتين "المختلف على بعض جغرافيتها" منذ تقسيم الحدود بين مصر و السودان انما المطالبة ايضا بمدينة اسوان .. عاصمة الجنوب و بوابة افريقيا …!!..

ثانيا.. في هذه الفترة ظهرت هناك ايضا عامل جديد قد يؤدي الى تغييرات في طبيعة العلاقة الافريقية - اللا افريقية في ظل تنازل القوى الغربية خاصة فرنسا و الولايات و دول اوروبية كثيرة عن مناطق نفوذها لصالح قوى مرتبطة بروسيا و الصين عسكريا و سياسيا و اقتصاديا … هذا التغيير التاريخي يصحب معه تحديات حول الهوية الافريقانية العابرة لحدود الوطنيات التي صنعتها القوى الاستعمارية عند مغادرتها ..

ثالثا… اتفاق رواندا … اسرع دول افريقيا تطوراً…مع كل بريطانيا في فتح مركز ايواء للاجئين الذين يعبرون كل المعوقات و مخاطر الغرق ووو… و الوصول الى الاراضي البريطانية و من ثم يتم اعادتهم الى هذا المركز في رواندا في فترة البت في طلباتهم للجوء … حيث .. نظرياً يمكن اعادة الحاصلين على اللجوء الى بريطانيا … لكن ماذا عن الذين ترفض طلباتهم .. ؟؟.. لا اجابات في الخطة ..!!..

العملية تبدو خيالية و ربما غير اخلاقية رغم حصولها على دعم البرلمان البريطاني لكن الانتقادات كثيرة لانها تذكر بمراكز نفي السياسين التي سادت في الادارة السياسية الاوروبية في القرنين الماضين.. لكنها تبدو اكثر "انسانية" من مركز ايواء استرالي في جزيرة نائية Nauru Island و التي تبعد اكثر من 3000 كيلومتر عن الساحل الشرقي لاستراليا و التي لا تسمح السلطات الاسترالية لاي احد الوصول اليه و معرفة ما يدور فيه مطلقا رغم مطالبات دولية من منظمات و هيئات سياسية و نيابية من دول عديدة .!!...

و لعل في نطاق الاهتمامات العربية و الافريقية يبقى السؤال المهم و هو : هل يمكن توسيع هذه التجربة لتشمل دولاً افريقية اخرى من جهة و دول الاتحاد الاوروبي بحيث تتوسع دائرة المجال الحيوي للامن الاوروبي لتتجاوز حدود البحر الابيض المتوسط و تدخل الى داخل حدود الشمال الافريقي..؟؟.. و ماهي طبيعة التغيرات الهيكلية في الادارة السياسية و العسكرية في دول الشمال الافريقي لكي تصبح الخط الاول لضمان الامن الاوروبي ..؟؟.

الاستراتيجية الفرنسية التي اعلن عنها الرئيس ماكرون في الايام القليلة الماضية من ان التواجد العسكري الفرنسي سيتحول من تواجد عسكري ثابت الى تواجد ديناميكي متحرك قد يوحي بان موضوع بناء خط دفاع اوروبي داخل شمال افريقيا قد يكون وصل الى مراحل عملية و فعلية متقدمة خاصة في ظل الضغوط الايطالية الشديدة على فرنسا بشأن موجات الهجرات الافريقية …

لكن هل يستدعي هذا تغييراً ديمغرافيا في السواحل الافريقية التي تنطلق منها موجات الهجرة تلك..؟؟.. في هذا الاطار لابد من الاشارة ان دولا اوروبية مهمة مثل ايطاليا و فرنسا و اليونان و اسبانيا غير راضية تماماً عن اداء الدول العربية في شمال افريقيا في صد موجات الهجرة "غير الشرعية " كما تسمى و لابد ان هذه الدول الاوروبية تبحث عن بدائل اخرى اكثر ضمانا بدلا من هدر مليارات الاموال التي تضيع في متاهات الفساد في دول شمال افريقيا التي لا تختلف عن فساد الدول الافريقية التي يهجرها ابناؤها…

و في ظل نظام الفساد هذا فان الكثير من المخيمات الرسمية او تلك التي ادارتها منظومة الفوضى اصبحت مرتعاً لاعادة نظام عبودية لا تختلف عن النظام القديم الا من حيث شدة العنف كما ان سماسرة العبودية الحديثة اكثر قدرة على تسويق بضاعتهم من شباب افريقيا و جميلاتها..

هل هناك استراتيجيات اكثر فعالية في وقف موجات الهجرة و ماذا يمكن ان تكون الدوافع و الآليات و القوى الفاعلة ..؟؟.. سنتابع في المقالة التالية…حبي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي