الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة في واد والشعب في واد آخر

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ظهر السيد رئيس الوزراء من على وسائل الإعلام يفتخر أن العراق أصبح مفتاح مشاكل الدول الأخرى وقد تناسى أن هذه الدول تقطع رقاب الأنهار عن العراق والشعب العراقي يصرخ من جفاف الأنهار وأصبحت الأراضي الزراعية في وادي الرافدين صحراء وأهالي المدن الجنوبية يشكون من جفاف نهري دجلة والفرات ودولة تركيا التي سيرنا إليها جسر جوي من المساعدات التي تعرضت للزلزال الأخير وساعدناها في حل مشاكلها في حربها مع حزب العمال الكردستاني واستيرادنا من السلع والمواد الأخرى حوالي ثلاثة عشر مليار دولار في العام الواحد وكذلك إيران التي ساعدناها في الوساطة بينها وبين السعودية ونستورد منها سلع وحاجيات تبلغ حوالي أربعة عشر مليار دولار في العام الواحد بينما هاتين الدولتين تقطع المياه للأنهار التي تنبع منها من الأنهر التي يحتاجها الشعب في الزراعة وغيرها ... يقول قاموس السياسة : في العلاقات السياسية لا توجد صداقات ولا حسن الجوار وإنما توجد مصالح بين الدول ... إن هاتين الدولتين يجب استعمال الأسس القانونية معها من أجل إطلاق حقوق العراق من مياه الأنهار التي تنبع من أراضيها عن طريق تقديم مذكرات للمؤسسات الدولية ذات العلاقة بالموضوع وإذا لا ينفع ذلك اللجوء إلى التهديد بقطع العلاقات التجارية معها لأن هاتين الدولتين من مصلحتهما أن تصبح الأراضي الزراعية في العراق صحراء جرداء لكي يبقى العراق يعتمد على استيراد المواد الزراعية منهما.
إن السيد رئيس الوزراء يفتخر بموقف العراق في حلحلة مشاكل الدول الأخرى والعراق المستباح وشعبه المذبوح يعاني من جيوش العاطلين والخريجين وعشرات المصانع والمعامل التي ورثها العراق من الدول السابقة مهملة ومعطلة وأكلها الصدأ إضافة إلى تردي الخدمات الصحية والبيئية وشحت المواد المالية وتدهور الزراعة والتربية والتعليم والبيت العراقي والارتفاع الفاحش للأسعار بسبب رفع سعر الدولار على حساب الدينار العراقي والفساد الإداري وهدر الأموال على مشاريع ليس لها وجود فقط على الورق والرشوة والاستثمار أيضاً على الورق والعراق سوق يقضي الأيام والسنين (البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة). لقد علق أحد المعلقين من على إحدى الشاشات الفضائية : إن وزير النقل اليوناني قدم استقالته من الحكومة بسبب اصطدام قطارين في اليونان بينما لم نشاهد أو نسمع يوم أن أحد الوزراء العراقيين قدم استقالته فقال : لأن الوزير العراقي يخسر الملايين من الدولارات التي اشترى بها المنصب الوزاري ..!!؟؟
ولذلك إن العراق بحاجة ماسة إلى التغيير الكامل والشامل في كل زاوية من زوايا العراق لأن الإصلاح لا يمكن أن يقوم بالعراق والوزير يشتري منصبه بملايين الدولارات لأنه يبقى مشغول لاستعادة المبلغ الذي اشترى به منصبه فيلجأ إلى الرشوة والفساد الإداري وإن هذا الوزير لم يأت الوزارة من خلال الكفاءة والرجل المناسب في المكان المناسب وإنما جاء إلى منصبه عن طريق المحاصصة الحزبية ولذلك لا يمكن أن يعمل أو يقوم بمهمات تصب في مصلحة الشعب العراقي ونبقى ننتظر ونتأمل والأيام تمضي كالسحاب.
ويقول الشاعر الكبير الأستاذ موفق محمد أو خمرة :
وتظل تقارن عمر ما بين ذاك ... واذا
والصافي الك تصطلي بنيران شره ... واذاه
لو كتله فدوه الشعب محروق كلك ... وإذا
ما طول أنا بالحكم حيل وعساه ... بأنكس
لو كتلة فدوة الشعب مجمور كلك ... وإذا
ما طول ما حصلت منصب عساه ... بأنكس
وها انت تهرس بين اثنين مبتهجين
منتشين من فرط احتراقك وانتظارك
شلوا يمينك واستعانوا بالذئاب على يسارك
هذا جزاؤك أن تموت فدى لصوتك واختيارك
فإذا ادلهم دم الشهيد
وطغى الظلام على نهارك
ورأيت من كان المؤمل والمرجى والمقدس
لا يريد سوى انكسارك
فاقرأ على البلد السلام ... وقف حداد على صغارك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربات إسرائيلية متواصلة على غزة وأوامر جديدة بمواصلة المفاوض


.. المغرب: لماذا تستمر محاكمة المؤرخ المعطي منجب بعد 9 سنوات من




.. المغرب: للمرة 43 .. نأجيل محاكمة المؤرخ المعطي منجب


.. الجزائر: تأسيس تحالف سياسي يجمع أحزاب الأغلبية البرلمانية




.. تونس: الزعيدي وبسيّس أحدث -ضحايا- المرسوم 54؟ • فرانس 24