الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مدرسة المشاغبين إلى مزرعة المشاغبين

محمد علي حسين - البحرين

2023 / 3 / 5
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


مشاهدة الطيور في حديقة منزلنا وتوفير الحبوب والماء لها، في منطقة البسيتين بمحافظة المحرق، تذكرني بأيام الطفولة وتربية الحمام والبلابل والحنين إلى الماضي.

من ذكرياتي الحزينة في الطفولة هي عندما شاهدت النمل في قفص البلابل، وضعت القفص فوق سطح المنزل في الشمس للتخلص من النمل. لكن مع الأسف الشديد مات البلبل من شدّة الحر وشمس الصيف الحارقة بسبب النسيان!.

ثمة مجموعة من نحو 15 الحمام البرّي البني، وأكثر من 100 العصافير الصغيرة المشاغبة، ذات الألوان البنية التي تشبه عصفور الدّوري، يتنافسون على أكل الحبوب الصغيرة، في حديقة منزلنا التي تتكون من شجرة الياسمين الهندي مع الورود البيضاء، وشجرة الياسمين المتسلقة مع الورود الحمراء الجميلة، وشجرة الأكاسيا مع الأزهار الصفراء، بالإضافة إلى أصص الورود والأزهار الموسمية الجميلة التي تزرعها زوجتي.

بغيناها طرب صارت نشب

لقد سيطرت العصافير على شجرة الأكاسيا وبدأت تأكل من صحن الحمام. علماً بأنني علقت للعصافير صحن خاص مع غطاء بلاستيكي على غصن الشجرة، بحيث لا تستطيع الحمام الدخول في الصحن. فقمت بتبديل حب الحمام من حب الأوكراني الأصفر، إلى حب "ميليت" الهندي الأخضر الذي لا تأكله العصافير.

مشاغبة العصافير للحمام في صحن الحبوب الثاني المعلق في شجرة الأكاسيا، تذكرنا بمسرحية مدرسة المشاغبين في بداية السبعينات.

بسبب اختفاء البلابل والعصافير البحرينية، لقد شاهدنا أربعة بلابل وعصفور واحد فقط خلال فترات متفاوتة على شجرة الأكاسيا، في السنوات الثلاث المنصرمة!؟

في المقابل عدد العصافير الذي كان في البداية حوالي ست عصفور، ارتفع إلى أكثر من 100 عصفور، بسبب تعليقي صحنان من الحبوب وإناء من الماء على أغصان شجرة الأكاسيا، بالإضافة إلى صحون التمر وثم الرطب، وثلاثة أعشاش من أجل جلب العصافير والبلابل. لكن مع الأسف العصافير والبلابل لم تأكل التمر والرطب ولم تدخل الأعشاش للآن. علماً بأنني قمت بتغطية الأعشاش بقطع الخيش الذي يشبه لون العش وغصن الشجرة.

يقال أن هذه العصافير مملوكة وتخرج من قفص صاحبها في الصباح الباكر وتعود إلى القفص قبل غروب الشمس!

في المقابل صاحبي الذي يسكن في حيّنا، لديه نحو 10 بلابل في قفص كبير أمام باب منزله، بطول 10 أمتار وارتفاع 5 أمتار. وهذه البلابل زاد عددها بسبب التزاوج والتفريخ.

كما توجد في حديقة منزلنا قطة بيضاء جميلة ومشاكسة، تصطاد فراخ الحمام المسكينة من أجل التسلية وليس الأكل وثم تقتلها!؟، لأن حفيدتي "صوفيا" توفر لها طعام خاص للقطط، وحفيدتي "ياسمين" تلعب معها.

فيديو.. الفاضل: البلبل البحريني معرض للانقراض.. و«الأعلى للبيئة»: ممنوع صيده وبيعه
https://www.youtube.com/watch?v=HHzd01aMFYE


لماذا اختفت طيورنا وأشجارنا الأصيلة؟!!

عندما كنا صغاراً كان صيد الطيور أو ما يعرف عندنا شعبياً (بالحَبَال) ديدننا جميعاً.. كان «الفخ» جزءاً من أدواتنا التي نحرص عليها، وقد كنا نتفنن في صنعه إما من قرون الماعز أو من بعض أنواع الأخشاب.. وكانت ملحقاته من «مد» و«خرزة» و«طارة» وغيرها أسماء معروفة لدينا.. وكان «العنيوش» و«الزهيوي» و«العتلة» والذبابة الخضراء هي طعم الصيد الذي يغري الطيور فتنقض على الفخ لالتهامها فيصطادها الفخ، ونجري إليه قبل أن يموت الطير أو يتخلص من الفخ فيطير مرة أخرى إلى أجواء السماء.

وكانت أسماء الطيور المحلية محفورة في الذاكرة، ومنها «المدقي» و«الفكاكة» و«البلبول» و«الصعوة« بصنفيها «الزيان» و«الشيان» و«فرخ السمن» و«الذبابي» و«الحمامي» و«الخضيري» و«الدخيخلة» و«الصقرقع» إضافة إلى طيور محلية أكبر حجماً مثل «الشرياص» و«الحبارة» و«الهدهد» ولها صيادوها الذين هم أكبر منا سناً.

وعندما كنا صغاراً كانت بساتين البحرين وحقولها، بل وحتى منازلها وحيشانها تزخر بأشجار محلية معروفة مثل النخلة والسدرة واللوزة والصبار واللومي والبمبر والطماطم والآلو وغيرها.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: أين اختفت تلك الطيور المحلية الجميلة؟ !! ولماذا هاجرت ؟ !! ولماذا تناقصت أعدادها في البحرين اليوم، في حين ازدادت أسراب الغربان؟ كيف كنا وكيف أصبحنا، والبحرين كما تقول أسطورة جلجامش لا ينعق فيها الغراب؟ وأين اختفت تلك الأشجار المحلية الجميلة التي تبعث في النفس البهجة والإنشراح ؟ !!.

بعض الباحثين يعزون ذلك إلى اندثار العيون الطبيعية في البحرين والتي كانت أعدادها تزيد عن مائتي عين، وتراجع وفرة المياه الجوفية العذبة وارتفاع ملوحة التربة وامتداد الزحف العمراني على حساب الحزام الأخضر، كل ذلك أدى إلى اختفاء تلك الطيور البحرينية الأصيلة وهجرتها، وتقلص أعداد تلك الأشجار البحرينية الجميلة التي كانت تتسم بقدرتها على تحمل ظروف الحرارة والرطوبة وملوحة التربة.. هذه الأشجار أصبحت تواجه ظروفاً صعبة لم تكن موجودة قبل عقود من الزمن، وغياب برنامج واضح لتنمية قطاع الزراعة.

ولعل السؤال المهم: هل الطبيعة هي التي ظلمتنا، أم أننا نحن الذين ظلمناها ؟!! فلم نحافظ على العيون الكثيرة العذبة ولم نحافظ على المسطحات الخضراء ؟ فهجرتنا الطيور الجميلة إلى أماكن أخرى وحلت محلها الغربان السوداء.

والأمل معقود على الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية برئاسة الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة التي أصدرت في الأول من فبراير من عام 2005 ميلادية قراراً بحظر صيد وبيع طائر الحباري والبلبل البحريني والمتاجرة فيها.

ونأمل بالمزيد من هذه القرارات الصائبة التي تحمي طيورنا الجميلة من الانقراض.

أحمد زمان
صحيفة الوطن البحرينية

فيديو.. قصة البلبل الملقب بالمعجزة
https://www.youtube.com/watch?v=m9_5ywHeZGU


«الرفق بالحيوان» تفتش سوق مدينة عيسى الشعبي... و«الوسط» توثق إطلاق ومصادرة 30 بلبلاً

أغلب البلابل في السوق كانت بأعمار صغيرة غير قادرة على الأكل لوحدها

قام رئيس جمعية البحرين للرفق بالحيوان محمود فرج، صباح أمس السبت (6 مايو/ أيار 2017) بجولة تفتيشية في سوق مدينة عيسى الشعبي للطيور والحيوانات وذلك من أجل التحقق من وجود اشتراطات الرفق بالحيوان في طرق ووسائل العرض، وكذلك للتأكد من عدم وجود طيور أو حيوانات يحظر صيدها وبيعها بحسب المعاهدات الدولية التي وقعت عليها البحرين. وتم خلال الجولة التي كانت «الوسط» حاضرة فيها، إطلاق أربعة بلابل ومصادرة 26 فرخاً من النوع نفسه.

وأثناء الجولة لم يتم رصد أي مخالفة متعلقة بالرفق بالحيوان، بينما كان منتشراً بيع طائر البلبل بأعمار متفرقة كان أغلبها صغيراً لا يستطيع بعد الاعتماد على نفسه في الأكل. وما أن انتشر خبر وجود رئيس جمعية البحرين للرفق بالحيوان؛ سارع العديد من الباعة بتهريب هذا النوع من الطيور واخفاء أقفاصها مستغلين انشغاله بالحديث مع من تم ضبط طائر البلبل لديهم.

وقال محمود فرج إن جمعية البحرين للرفق بالحيوان تقوم بتفتيش دوري على أسواق بيع الطيور والحيوانات للتأكد من تطبيق معايير واشتراطات الرفق بالحيوانات والطيور أثناء عرضها للبيع وكذلك للتأكد من عدم وجود ما يصنف من ضمن المهددة بالانقراض والتي يحضر صيدها وبيعها.

وأضاف أنه «لا يخفى على أحد أن طائر البلبل من الطيور المهددة بالانقراض والتي يمنع صيدها والمتاجرة فيها بحسب ما جاء في المادة الثانية من قرار رقم (2) بشأن منع الصيد والمتاجرة في جميع أنواع طائر الحبارى والبلبل، وذلك في العام 2005، والذين تم ضبطهم يبيعون هذا الطائر لم ينفوا معرفتهم بالقرار ولكنهم يتعذرون بأعذار غير مقبولة».

وتابع أن «البعض يقول إن هذه الطيور ليست لي، والبعض الآخر يقول إنه اشتراها من أحد صائدي الطيور، وغيرها من الحجج. ومن يساعدهم على هذا هم الذين يشترون هذا الطائر والذين سألنا بعضهم عن سبب المساهمة في هذه المخالفة فكانت ردودهم لا تقل سذاجة عن الباعة كأحد الذين سألناهم فرد أنه حتى الإنسان سينقرض بينما رد آخر بأن نترك الباعة يسترزقون وكأن الرزق محصور في هذا النوع من الطيور المهددة بأن تنقرض».

وأوضح فرج أن «أغلب البلابل التي رصدنا بيعها هي في أعمار صغيرة بحيث لا تستطيع أن تأكل لوحدها، هذا يعني أن الباعة أو صائدي الطيور يراقبون أعشاش هذا الطائر فإذا فقس البيض يسرقون الفراخ من والديها كي يبيعوها بعشرة دنانير. المشكلة أن الطائر الكبير نطلقه من جديد ليعيش حياته بينما هذا العمر يحتاج لرعاية مباشرة وأعتقد أن أغلبهم يموتون وهذا مؤسف ويزيد من نسبة احتمال انقراضه».

لمشاهدة الصور أرجو فتح الرابط
http://www.alwasatnews.com/news/1237857.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تنجو من قبضة أقصى اليمين.. وماكرون في أزمة! #منصات


.. نزوح للسكان من قرى كردية في العراق مع توسيع الجيش التركي عمل




.. لبناني انتقد حزب الله فتعرض لضرب مبرح! #منصات


.. السنوار تحت الأرض -لا يعلم- خسائر غزة.. ونتنياهو يُبعَث من ج




.. بالصواريخ بوتين -يشعل- كييف.. وزيلينسكي -يلجأ- لبولندا !| #ا