الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن سعود الملا!

ابراهيم زورو

2023 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


إن تشذيب الجانب الغرائزي في شخصية الإنسان ومساعدته لأن يأخذ حقه في الإشباع والوجود ليكون جزءً رئيسياً ناضجاً في شخصية الإنسان كي يتنفس الصعداء، وإلا سيبقى ناشزاً ويتحين الفرصة لأن يظهر إلى العلن بوجهه الدميم كلما سنحت له الفرصة، انطلاقا من كونه المحدد لشخصية الإنسان وعلى هذا الأساس يتم تقييمه، وهو أمر مشروع كما يذهب إلى ذلك فرويد حول أحقيته في قيادة الإنسان و أعني هنا اللاشعور.
الجانب الجنسي هو الجانب الأهم الذي يساهم في تكوين شخصية الإنسان، وله الفضل في استمرار المجتمع البشري كما يقول إنجلز في هذا المنحى!.
وكذلك في مجتمع متخلف أصلاً ولا يولي الأهمية لجميع متطلبات البشر، ويعاني من الأمية، يغدو الجنس ثانويا لا قيمة له على السطح بينما يعيش المجتمع برمته حياة بديلة في الخفاء .
فما السبيل لتقييم مجتمع يبخس حقوقه ويقلب موازين القوى الناهضة بالإنسان، ويستخدم التناقضات حسب الأهواء الشخصية والمحظورات وحسب مصالحه الضيقة لا حسب سياقها الإنساني والثقافي.
ما يهمني هنا أن ماركس الشاب قال ذات يوم في الإيديولوجيا الألمانية بأن الاستعمار ضروري لهذه المجتمعات كي يرفع من منسوب ثقافتها ويساعدها لتكون حضارية بطرق شتى. لكنه تراجع عن هذا الموقف، كيف لا ونحن في قرن يمتاز بسرعة وصول الكلمة كسرعه صاروخ فضائي، وباتت أسلحة الدمار الشامل تلوح في الافق من حيث مشروعية استخدامها.
إذا كان العالم المتطور هكذا؟ فما بالك في مجتمعاتنا التي بالكاد تمشي على أصابع الوجود، ومازالت الأهمية الجنسية عندها في الدرك الأسفل ظاهرياً بينما في أعلى سلم اهتماماته في الخفاء.
طبعاً لا يعتبر هذا مدحلاً لأعمال أخرى من بعض السياسيين، الذين ليس لهم الوجود، وبالأصل هم يعملون لصالح جهات معينة محمية طالما يبيعون لهم حقيقة وجودهم، كالتي نراهم يتبخترون في شوارع عفرين يغسلون وجوهم بالحيوانات المنوية للمحتلين.
اعتقد لو كان سعود الملا، يناصر الترك في احتلالهم لعفرين ما كان هذا الفيديو أن يظهر للعلن. ونحجوا في مسعاهم، على أساس انتهك السيد سعود الملا قضية اخلاقية بشكل فردي، أما قضية عفرين فلا تدخل في باب الاخلاق الذين هجروهم من أرضهم واقتلعوا اشجارهم وقتلوا من لم ينصاع لأوامرهم، هذه تدخل في باب شفقة للكورد متتركين!.
كل هذا الكلام دفاعاً عن سعود الملا كشخص، بل دفاعاً عن موقفه لجهة عفرين! قبل فترة قصيرة!.
فالرجل يمارس حريته الشخصية ولم يخن وطنه يوماً، وباعتقادي أن الجميع سوف يفعل أكثر منه لو كان الجو العام مساعدا له. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يعادي الإنسان نفسه في مثل هذه المواقف والسلوكيات وهو يحبذها جملة وتفصيلاً. لماذا هذا التناقض بين الظاهري والباطي؟.
فسعود الملا لم يخطئ حسب الثقافة الإسانية ووفق الجانب الخفي لمجتمعه! وكل ذنبه أنه فضح الجانب الجنسي لتركيا في عفرين؟ وكذلك أدلى بشهادته عن المجلس الكوردي بوصفه بات قواداً للنظام التركي!
وأن العملية التركية الجنسية على الأراضي السورية بلغت اغتصاباً لا يطاق!.
وحتما هناك آلاف الفيديوهات التي سنشر على صفحة التواصل الاجتماعي ذات يوم للمجلس الكوردي عن أنهم تركوا دورهم التنويري لصالح تركيا في عفرين المغتصبة.
جاء صوت سعود الملا مسموعاً وثاقباً، أما آلاف الحناجر الكوردية في عفرين لم تُسمَع ولم تبلغ صملاخ آذان المجلس الكوردي!،
لو رأفنا بالمجلس الكوردي سوف نترك لكم قصيدة مظفر النواب وعذراً منه سلفاً على هذا التضمين؟ عفرين عروس كورديتكم!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح