الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماخور الشرق الاوسط!

حاتم عبد الواحد

2023 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تظهر الأمور جلية وواضحة في ما يخص النفوذ الإيراني المتزايد في منطقة الخليج وما يحيطها من دول الإقليم، فاستدراج المعارضين الإيرانيين الحاصلين على جنسيات او اقامات دائمية في دول غربية بدأ يصبح سلوكا عاديا تمارسه دول الخليج العائلية كاشارة ود وصداقة بين الضفتين، كما تمارسه الدول الخاضعة لنفوذ المليشيات الإيرانية، والامثلة على هذا النشاط متكررة الحدوث خلال السنوات القليلة الماضية.
ففي 1995 تم اعتقال على توسلي وهو من قادة منظمة ( فدائيان خلق اكثريت) او ( فدائيو الشعب)، بعد وصوله في زيارة الى باكو عاصمة أذربيجان، لكن تم اعتقاله ونقل عبر الحدود الى داخل ايران وحكم عليه بالسجن لسنوات.
وفي شباط عام 2010 اعتقلت وزارة الامن الإيرانية عبد المالك ريغي مؤسس جماعة (جند الله) المعارضة والمسلحة، والتي غيرت اسمها بعد ذلك الى (جماعة جيش العدل)، حيث كان عبد المالك مسافرا من التشيك الى العاصمة القرغيزية، لكن المقاتلات الإيرانية اعترضت الطائرة التي يستقلها وأجبرتها على الهبوط في مطار بندر عباس الإيراني وتم اعتقال ريغي .
وفي تشرين الأول 2020 سافر المعارض الاحوازي حبيب اسيود من مكان اقامته في السويد الى إسطنبول في تركيا ولكن تم اختطافه من قبل الاستخبارات الإيرانية بعد قامت امرأة داخل تركيا بدعوته وخدرته وتم نقله عبر الحدود بين البلدين.
وفي 8 تشرين الأول من عام 2019 استدرج المعارض الإيراني من قبل أجهزة الامن والاستخبارات الإيرانية للسفر الى العراق ولقاء السيستاني من اجل جمع مبلغ 30 مليون دولار لأنشاء قناته التلفزيونية المناوئة لنظام طهران.
كانت هناك تأكيدات قوية على وجوب حضوره الشخصي، فزميلة زم الصحفية الإيرانية شيرين نجفي ارادت ان تقوم بالدور وتجمع المبلغ المطلوب نيابة عنه لكنها تلقت تأكيدات النجف بعدم قبول دورها. وفي 8 تشرين الأول من 2019 ذهب زم الى السفارة العراقية في باريس ورغم وصوله المتأخر، حيث كان قبل نصف ساعة من وقت اغلاق السفارة الا ان موظفا في السفارة العراقية أصدر له تأشيرة دخول الى العراق بهذه النصف ساعة! وعن طريق البريد الالكتروني استلم روح الله زم بطاقة سفره من وكلاء السيستاني في النجف.
وفي 19 تشرين الأول سافر زم بوثيقة سفر فرنسية الى العراق رغم انه لم يكن مسموحا له بالسفر حسب قوانين اللجوء السياسي، وحسب موقع (انترسبت) الذي نشر تسريبات عن نشاط جهاز آريان الاستخباري والحرس الثوري الإيراني داخل العراق والتي درسها الصحفي الأمريكي في (نيويورك تايمز) رانن بيرغمان والمتخصص بالاغتيالات السرية الإسرائيلية ونشر خلاصة دراسته في ذات الموقع(انترسبت) والتي تشير الى ان نشاط هذين الجهازين الأمنيين الإيرانيين هو في قمة مستوياته، وأضاف رانن بيرغمان
(تشير الوثائق المسربة الى صديق مقرب من إيران وهو عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراق في تشرين الأول عام 2019 وهي الفترة التي سافر فيها روح الله زم الى العراق). الغريب ان لا أحد يعرف مكان زميلة روح الله زم شيرين نجفي التي اختفت بعد أيام من اختطاف زميلها من بغداد وتنفيذ حكم الإعدام به في إيران بتهمة الافساد بالأرض!!
وفي نهاية تموز 2020 استدرجت الاستخبارات الإيرانية ابان ازمة وباء كورونا المهندس والمعارض الإيراني المقيم في الولايات المتحدة والذي يحمل الجنسية الألمانية جمشيد شارمهد، حيث سافر من فرانكفورت الى الهند من اجل صفقة تجارية تشمل نشاط شركته الخاصة ببرامجيات الحاسوب، فتوقف في دبي بسبب بطيء ومحاذير حركة النقل ابان الوباء املا في الحصول على رحلة مناسبة، ونزل ليلة واحدة في احد الفنادق المعروفة في دبي، وفي 29 تموز 2020 انقطعت اخباره ليظهر بتتبع تلفونه انه في ميناء ظفار العماني، ثم في 2 اب أعلنت ايران اعتقاله يتهم شتى وحكم عليه بالإعدام قبل أسابيع من هذا العام.
من السرد السابق يتضح الدور الإرهابي التي تمارسه إيران في المنطقة، حيث تمت عمليات الاستدراج والخطف في دول مجاورة لإيران، حسب اتفاقات سرية وبدونها، وهذا دليل على الرعب التي تمارس على الدول التي لا ترضخ لسياسات طهران الضاغطة على الغرب من اجل الفوز بتنازلات اوربية وغربية في الملف النووي الإيراني.
فلا السفارة العراقية في باريس كشفت عن الموظف الذي منح فيزا الدخول الى العراق لروح الله زم، ولا السلطات الإماراتية والعمانية اجابت عن سبب اختفاء جمشيد شارمهد من فندق بمطار دبي وظهوره بعد يومين في ميناء صحار العماني حيث توقف تلفونه عن ارسال الاشارات وظهوره بعد يومين اخرين في طهران.
منذ 20 عاما وانا أحاول على وثائقي الشخصية، كعراقي بلا جواز سفر وبلا جنسية وبلا سجل مدني وبلا شهادة ميلاد صحيحة وبلا شهادة جنسية، حاولت من خلال المواقع الالكترونية شرح ما اعانيه نتيجة إصرار النظام الحاكم على عدم تزويدي باي وثيقة ان لم احضر الى بغداد، ولكنني تجاهلت كل ردود المواقع الحكومية بوجوب العودة، ولكنني تلقيت في الشهور القليلة الماضية إشارات من أطراف عراقية وغير عربية تشير الى ان عودتي مأمونة وليس هناك ما يهدد حياتي في بغداد وانني سأحصل على كل وثائقي بسهولة ان عدت الى هناك. لا أستطيع ان اتهم أحدا ولا أستطيع ان أؤكد شيئا ولكن الاحداث تشير الى اتساع وكر الدبابير وان الشباك منصوبة للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا