الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الرابع عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة

أمين أحمد ثابت

2023 / 3 / 6
الادب والفن


***
تسلك طريقا يبشرك بثقب يتسلل منه شعاع ضوء . . وإن كان ضعيفا وخافتا ، إلا انه يفكك تعقدات نفسك الموتورة بانغلاق المسار ، يمنحك استراحة محارب لأخذ نفساتك المختنقة في داخلك و . . لإعادة تجميع ذاتك المبعثرة وشد اعصابك لمعاودة القتال – أن تقطع مسافة ويحملك الامل . . تصطدم بصخور لا تمكن من العبور ، تعيدك الى مربعك الاول ، طريدا . . مفلسا . . وتائها في فضاء رمادي رحب . . لا يكشف منفذا تتعلق به للنجاة – دورة بعد دورة من الركض المحموم لتخليص حالة وجودك الفاقد للمعنى ، في ارض انت بها . . لم تعد سوى معبرا . . يفتقد حس العون ليخلص منك . . بما يحفظ كرامتك و . . يجنبك المهانة – لن تكن النهاية ، تعرف طبيعة الحياة في أي ومن ومكان ، أن تنغلق الوسائل على من تحل عليه لعنة . . لكونه مغلولا بضعفه و . . ليس عليه ما يستحق اللعن . . لها أن تفرج في لحظة من الوقت . . لا يصل اليها إن فقد عزيمته واستكان . . بعد أن تخلى عن صبره وسقط سريعا في انشوطة مشاعر القهر والتأسي – لم تستكن ، فتحت مسارين و . . وخضتهما دون تردد ، لم تحسب أن الواحد منهما سيوصلك الى رفع معاناتك ، كنت تتكل على عندك في عدم الانهزام ، تقطع فيه مسافة بعد اخرى ، إن تعثرت أو فتح بصيص امل . . تزداد تحديا في مواصلة سيرك . . مهما كانت النتائج – تكشفت لك اوهام كنت تعتقد بها وترصدها حوامل امل تنقلك الى بر الامان – لم تكن ستعرفها . . إن لم تخض فيها – خطوة تبقت امامك و . . إن كانت صعبة على التجاوز . . لافتقارك المال مركبة تحملك الى محطة اخرى و . . تذهب مرحلتك الراهنة الى ملف مغلق تم اكتماله كسجل مصور في الذاكرة ، يرحل نحو النسيان خلال محطات الترحل اللاحقة و . . لا يحضر منه سوى ألم غامض يضاف الى سابقيه . . لا تدركه ولا تعرف لماذا يعصرك . . حتى في اوقات من حياتك تخلو من العذاب ، ويحضر دون تخطيط منك او فهم . . كخبرات تجعلك قادرا على الطفو اكثر والعبور على صدر مشكلات انكى واثقل تعقيد – ربك يسهلها ، ضروري ما تفرج – يسلمونا اولاد الكلب مستحقاتنا المالية . . وعد عدد من الزملاء التبرع لتدبير ثمن تذكرة سفرك ، تأخيرهم تسليم المنحة المالية وقد مضى خمسة اشهر ، يجعل موعد تسليم الربع اللاحق ليس بعيدا ، خاصة والصحف غير الحكومية التي تصلنا خلال الثلاثة اشهر الاخيرة . . تلهب الوضع في اليمن وتحرج الدولة . . ما يدفعها الى تغطية فسادها ولا مبالاتها . . بتبرير الضائقة المالية و . . أنها تجاوزتها بحنكة و . . بفضل الرئيس الذي وجه بحفظ كرامة الطلاب اليمنيين في الخارج ، الذين هم الامل المشرق لمستقبل اليمن . . في تقدمتهم عن أي امور صعبة جارية في الداخل ، إنهم في الغربة . . يجب الاحساس بمعاناتهم ، قرر سرعة صرف المستحقات المالية المتأخرة . . مع تجهيز المعاملات الاجرائية لصرف مستحقات الربع التالي دون أي تأخير – هي واحدة من خبرات الطلبة اليمنيين الدارسين في الخارج . . .

ايام ستقضيها كسابقاتها ، مارس طقوسك التأملية ولا تغادر حلمك – كعادتك . . اذب وجودك واشجانك بين البشر المتزاحمين والطبيعة حولك ، واحمل اوراقك البيضاء وقلمي الحبر الجاف و . . لا تنسى موسيقاك الصادحة على سماعة اذنك ، اغرقها بكل ما يندفع من داخلك من امواج متلاطمة بين التفكير والذاكرة ومتناقضات نفسك الحالمة والمعذبة . . جبرا يتوقف زمن عذاباتك ، تغادره الى زمن مطلق لا يقاربك فيه الاذى او شعور الالم ، يحملك الى لحظة تعد مجهولة لك ولكل من حولك ، لكنك تحدس بشيء سيأتي . . ينفتح فيه المسار للعبور .

ها أنت في ملاذك السري . . تهرب من عالم يدك فيه مليارات من الخلايا العصبية ، ويمتص الروح بطيئا وبتلذذ شهواني مرعب يثير الفزع . . حتى في انفس من قرأت عنهم من ابطال الاساطير ومن نقل عنهم شفويا عند طفولتك . . وعششوا في عقلك المجرد . . ليحتلوا عالمك الذهني ويحركوا فيك الاحلام و . . جبروت التصدي بإرادة تجعل المصائب قدرا تقوى على حمله – دون غيرك – وتواصل المسير . . لتحقيق ما تصبو إليه أو تسقط جثة هامدة . . لن تعرف الاوجاع بعدها – ها أنت . . كما ترفع عنك التقارير السرية . . إن وجدت ، تتنقل كمصاب بالزهايمر . . في مجلس منعزل داخل حديقة او منتزه على الحشائش او مقعد خشبي ، اما شاردا بغياب عقلك وانت تسبح في الفضاء او في اللاشيء – هو تعبير من يشخص حالتك – أو ترى سائرا دون هدى بين البشر المتزاحمين كالذر و . . أحيانا قبل او بعد هذا وذاك . . تجلس في مقهى ترتشف اولا كأسا زجاجيا كبيرا من البن الثقيل وتلحقه بكاسين او ثلاثة من الشاي ، إما تواصل سكب الحبر على اوراقك أو تتوه نظراتك في الناس والمساحات الواصلة الى بصرك . . دون هدف ما ترصده في نفسك – لا يوجد ما يخيف فيك ، كل ما تأتي عليه . . ليس اقل من كونك مجنون او انسان عصابي يعاني من حالة اكتئاب شديد . . يطبعك بالمهووس تارة واخرى بالذهاني فاقد العقل والاحساس بما هو حولك ، ترتعي بيولوجيتك كالأنعام في الاكل والشرب والسير والسكون ، لا يحضرك التفكير فيها ولا هدف ، بينما تغرق سابحا في مجهول لا وجود له – هو ما سيكتب عنك . . إذا كان حادثا فعليا .
منذ فترة لم تعد تحسب ايامها أو اسابيعها واشهرها . . عدت كما غلب عليك وحيدا ، لا ترى مع احد في أي مكان تكون فيه ، حتى الجلوس على شرفة منزل الدقي . . لم يظهر اثرك ولو لمرة واحدة مع الاخرين . . اثناء استرخائهم أو تحادثهم مع بعضهم البعض ، وإذا وجدت تكون وحدك ، يكون الاخرون في الخارج او في غرفهم لأداء واجباتهم الدراسية أو كانوا قد ذهبوا للنوم للاستيقاظ باكرا في اليوم التالي – اكثر من مرة تصادف وجودك على الشرفة مجيء منهم من الخارج او عند ذهابك للجلوس في البلكون بعد عودتك من الخارج ليلا . . وهم يتجهزون للمغادرة الى غرفهم الخاصة ، يمرون عليك . . بتعليق ودود مقتضب يكسر انك اصبحت مهجورا – اختفين البنات في شرفة المبنى المقابل ، لم نعد نراهن ولو لمرة واحدة من فترة ، يبدو عندما لاحظن عدم وجودك – خسرتنا متعة مشاهدتهن . . بسببك . . ها ها – لا اعرف صدق قولهم أم هو نوعا من الملاطفة المحمولة باعتذار غير مصرح به لانشغالهم عني خلال الآونة الاخيرة . . لدرجة نسيان وجودي بينهم – اتصل يسألك عنك الدكتور قاسم . . المحمودي اكثر من مرة - مر يوم امس الاربعاء عند السابعة مساء ليشوفك ولم يجدك ، لم يكن موجودا في البيت غيري وقعد معي ساعتين وغادر بعدها ولم يعد الراجحي والنعماني بعد ، انت عدت متأخر بعد ما نمت ، المهم . . يبلغكم انه غدا سيأتي – أي يوم الجمعة - عند الخامسة عصرا للغذاء معنا للضرورة . . أن نكون موجودين ، تحديدا انت ذكرك بالاسم صخر ، يعني بكره ما في خروج – اهلا وسهلا فيه ، غدا اجازة ما عندنا شيء يشغلنا . . ووجوده يضفي متعة على السهرة بأحاديثه – سألنا الراجحي إذا نريد نشرب شاي ونستمتع في الحديث على الشرفة ، خاصة ولنا وقت ليس بقليل لم نقعد فيه معا نتبادل الحديث ، أشار النعماني أن نحجز اماكن جلوسنا على الشرفة وهو سيتبرع لعمل الشاي . . فلا احد يحضره مثله بالجوز والهيل والقرنفل الاسود .

ليلة كنت افتقدها من بعض وقت مضى ، طال الحديث في امور مختلفة ، وعني في تغيبي الطويل الذي لم يعودوا يروني امامهم إلا نادرا ، وإن كانوا يحسون بخروجي وعودتي – اين تذهب ، كيف تقضي وقتك ، على الاقل عد لتتغذى واخرج ، احببنا تكون على حريتك ، على الاقل . . حتى وصول المنحة المالية ، كنا نريد ألا تشعر بمرور الوقت ثقيلا فيصيبك بالاكتئاب – هل شعرت بشيء . . خلال الفترة الاخيرة ، كنت تقول انك تشعر بين الحين والاخر بوجود من يراقبك . . في اماكن مختلفة ، حتى كلمتنا انك خبرت سهيل اكثر من مرة وكان يسخر من كلامك – انفتحت معهم بالحديث ، كنت كجائع الى من يخرج ما في جوفي من امور تخنقني ولا اجد من يشاركني فيها – من قبل . . كان نادرا ما اشعر في يوم بوجود من يراقبني واحيانا يتعقب اين اذهب واين اجلس ، ل . . لكن ذلك الاحساس كان يأتيني في لحظة فجأة ويستمر ليختفي بعدها ، لم يكن له وقتا محددا أو خلال تواجدي في مكان معين – حاولت في كل المرات حين يطرأ عللي ذلك الاحساس . . امسح كافة التفاصيل في كل الجهات التي تحيط بي ، كانت قريبة او بعيدة . . ولا ارى أي شيء مريب يثير في مثل ذلك الاحساس ، لكن ذلك الشعور اصبح يتكرر علي كثيرا ، في معظم تحركاتي وعند جلوسي وتنقلي من مكان لآخر – هذه امور نفسية . . بسبب الوضع الذي انت فيه ، كلها تهيؤات ، انت في القاهرة وليس صنعاء . . ما فيش مثل هذه الامور . . خاصة انت خرجت دون حساب متى تعود او لا تعود الى اليمن – قال النعماني ذلك وتبعه فاهم . . من متى اشتد عليك ذلك الشعور – قاطعه النعماني . . هذا حدس وليس شعور ، بينما اكتفى الراجحي التفكير بصمت لما تجرى من دردشة – سميه ما شئت ، اعرف نفسي من عمر طويل . . كانت تصدق معي تلك الحدوس والاحساسات الغامضة في وقت من الاوقات لمترصد غير مرئي ، . . زادت بعد اخر زيارة لي للجامعة عندما ذهبنا و . . جرى منعي يومها ودخلنا انا وفاهم من البوابة الفرعية لكلية التجارة ، كنت يومها بعد افتراقنا وعند مغادرتي قد رأيت تجمعات طلابية وحراكا اشبه ما كنا عليه البارحة في جامعة صنعاء ، بينما اشتد الامر عندي من الثلاثة الايام الاولى من بعد الاحتفال بعيد نوفمبر . . حين كنا نخرج ، كان احساسي يطول ويقوى لفترات اطول عن ذي قبل ، حتى أني عند لحظة يختفي ليعود مجددا و . . وكأن هناك مناوبة استبدال لمن يقوم بهذا الامر خفية – نم هادئا و . . ما في شيء يخيفك ، انت لا تعني شيئا للجانب المصري و . . ما عندك ما يثير الشك ، اما الجانب اليمني . . فلا يقدر يعمل لك شيئا . . حتى لو ارادوك تتوهم ليزرعوا فيك الخوف – المخيف هو الامن المصري . . لو كنت تمثل ولو ذرة ضئيلة من الشك . . لما تركت لحظة واحدة ، انت زائر بلحظة يحضروك و . . يزفروك بنفس الوقت – يبدو خيالك الادبي جامح و . . مؤثرة عليك جدا القصص البوليسية وخاصة الجاسوسية – ما تفجعنا . . أن تكون جاسوس اسرائيلي ونحن لا نعرف – قالها فاهم بمماحكة مقهقها ولحقها بتعليق . . أو تكون كما يتهمونكم الامن الوطني بأنكم عملاء خونة لأمن الدولة لجنوب اليمني أو KJP . . ها . . ها . . ها .

قرع جرس الباب عند الرابعة والنصف عصرا من اليوم التالي ، كانت الشغالة قد اعدت غذاء يمنيا دربت على طبخه ، لحمة مرق ، زربيان ، سلته ، بسباس يمني اخضر بالثوم والكزبرة واخر ما يعرف بالبسباس العدني الاحمر ، الذي اعتاد الطلبة وحتى المسافرين من اليمن ان يصحبونه معهم الى جانب البن والعسل وانواع البهارات اليمنية و . . كثيرا منهم من يأخذ معه القات المطحون بعد تجفيفه في علب ألمنيوم محكمة الغلق ، لا يميز بينه والحناء اليمني المطحون بلونه الاخضر وذات الرائحة المتشابهة .

- كانت وجبة دسمة . . شكرا لكم – كيف جعلتم الخالة مريم تجيد الوجبات اليمنية هكذا .
- مع الوقت اتقنت ذلك .

تناولنا الشاي بعدها واخذتنا الاحاديث المتنوعة خلال جلستنا في البلكون . . حتى سقط الظلام وخيم على العالم الخارجي المطرود على الارض بأضواء المصابيح التي لم تترك له سوى مساحات ضيقة من امتدادات الازقة الجانبية عند الاسوار الممتدة لمنازل خالية من ساكنيها ، حيث تميل الاشجار العملاقة الوارفة بالأغصان والاوراق الخضراء من الحوش الداخلي لتطل متعالية خارج السور فارشة ظلا معتما على المنطقة التي تقع تحتها من رصيف الزقاق الضيق – كان الوقت الثامنة والنصف مساء ، حين نظر المحمودي في ساعته ، عليه أن يكون في منزله عند العاشرة . . للعمل بالملاحظات والتعديلات التي اعطاه المشرف قبل اسبوع على الباب الثاني من اطروحته ، وموعد اللقاء به غدا لذا عليه الصحيان باكرا لعرضها عليه إذا ما كانت لديه اضافات جديدة او ملاحظات تصحيحية . . لإجازة طباعة هذا الباب ، برر اعتذاره لقضاء السهرة . . حتى خارج المنزل ، فنادرا ما يلتقى به من وقت بعيد – ندخل الصالة معي كلام مهم معكم ، امامنا زمن طويل سنسهر فيه . . فقط افرغ من هذا الشغل وآخذ اجازة راحة بعدها لأسبوع او اثنين . . نفعل فيها ما نشاء – ضروري دور شاي معتبر – اقترح النعماني خلال ولوجنا الى الصالة اثناء تحركه الى المطبخ ، قعدت وفاهم بينما واصلا الراجحي والمحمودي في سيرهم البطيء في اتجاه المطبخ - كان كلام هامس يدور بين ثلاثتهم . . في وقت يتجاوز ضعفا فترة اعداد الشاي – اظل غريبا عنهم . . فلهم اسرارهم الخاصة التي يتشاركون سرها مع بعضهم البعض – هذا ما جاء الى عقلي لحظتها ، ادرك فاهم وجود حديث خاص يلزمهم أن ينفردوا جانبا طوال ذلك الوقت – حاول فاهم اشغالي بمواضيع ممزقة و . . منها من ذكريات الجامعة – خليهم براحتهم ، ربما معهم موضوع لا يريد المحمودي ان يعرفه سواهم – سهلت على فاهم التحرج في تلقيط أي كلام هو ذاته لا يعنيه ، ماهي إلا دقائق معدودة نادى الراجحي بفاهم أن يأتي إليهم ، حاولت إلهاء نفسي عن عزلي هكذا عن احاديثهم الجارية ، كانوا يستطيعون ببساطة أن يجدوا طريقة للحديث فيما يخصهم دون أن اشعر بذلك ، لي وقت ليس باليسير غائبا عن احاديثهم . . تجنبا لألم الاحساس كمتطفل على حياة الاخرين – عادوا الى الصالة وكلمات الاتفاق تخرج عن الواحد والاخر – صخر . . جهزت اغراضك كاملة ، لا تنسى شيئا – حتى لو نسيت سنحضرها لاحقا – انت ستذهب لتعيش مع المحمودي . . بسرعة – كنت مندهشا كمن اصابته صاعقة ، هل قد اصبح وجودي غير محتمل على الاصدقاء ، فكانت زيارة المحمودي . . عن اتفاق سابق بينهم لا أعرف به . . دور تكفله في استضافتي – دخلت الى الغرفة مجمعا اغراضي كاملة ، اكتم بكاء نازفا يقتلني . . أن اكون عالة تناقلوني الاصدقاء فيما بينهم بدافع الرحمة والمسئولية الاخلاقية ، لا بدافع الحب والتقدير بأن يتسابقون فيما بينهم لتنزل ضيفا عليهم – ماذا اخسرهم ، حتى اني اقضي اليوم خارجا ، اقتات على سندوتشات ثلاثة او اربعة لا تشبع صغيرا عند نزهته مع اسرته ، تاركا لهم ممارسة حياتهم و . . كأني غير موجود معهم ، فقط ان اجد مرقدا لرأسي بما يحفظ كرامتي – حقائبي جهزت بكل اغراضي – احسوا الاخرين بدمعي المغرورقة فيها عيني ، وحين احتضنوني وردودي الشاكرة لهم والاعتذار إذا ما ثقلت عليهم – البيت بيت . . في أي وقت – انت مش مسافر ، عادك ستأتي ونجيء إليك ، وحتى لو لم ترتاح هناك . . تعال . . انت فوق رؤوسنا – كرر المحمودي رجاءه للآخرين – عندها ادركت ما كان يجري بينهم من حديث – لم يأت المحمودي لأخذي معه بهذه الصورة الفجائية . . إلا ويعرف شيء . . كأن هناك من يعمل على حمايتي من مهانة التشرد والضياع . . في الخفاء ، يضع معالما لسيري خارج تخبطي وآلامي التي تغشي الرؤية عندي ، نقاط توقف بما تتناسب مع عمري ووضعي المادي المفلس ووحيد في بلد غريب – إن كانت مضمخة بالعذاب ، إلا انها لا تتركني للضياع ، الذي يعشش خوفا متسلطا على تفكيري ومشاعري و . . يراه الاخرون حقيقة ما أنا سائر إليه . . . .

- مثل ما اتفقنا . من يسأل عن صخر . . أي كان . . حتى من الاصدقاء
. . نعم كان يعيش معنا ، من فترة اسبوع ماضي جمع اغراضه وودعنا ، فقد حجز تذكرة عودته الى اليمن وانه متحركا الى المطار للحاق برحلة اليمنية المغادرة عند الثانية عشرة ظهرا ومطلوب حضوره الى صالة المطار عند العاشرة صباحا لإكمال اجراءات المغادرة .
. . حتى لو قال أي واحد انه رآه او يعرف انه ما زال موجودا في القاهرة ، اثبتوا على قولكم . . نعرف أنه سافر وودعناه . . لماذا سيكذب علينا ، بيننا عيش وملح ، كما وليس عنده احد يذهب إليه غيرنا أو سهيل في المنيا . . حتى خاله لم يسأل عنه لأكثر من سنة . . اين يعيش وماذا يأكل وأين ينام و . . هو ما عنده فلوس لأكل يومين دون مبيت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه