الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وراء الاكمة ما وراءها

صوت الانتفاضة

2023 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


منذ استلام الجزء المتطرف من الإسلام السياسي الحكم في العراق، ونقصد به الإطار التنسيقي، والسفارة الامريكية مستنفرة بكل كادرها الدبلوماسي والمخابراتي، فقد نزلت للساحة بكل ثقلها، وبدأت تلعب على المكشوف؛ السفيرة رومانسكي تصول وتجول، تلتقي بهذا وتتصل بذاك، وتبعث لهذا وتستدعي ذاك.

الغريب في الامر ان قوى الإطار التنسيقي الاسلامية الحاكم، وبقيادة دميتهم شياع السوداني، ومع وبعد كل لقاء مع السفيرة العزيزة يخرجون بقانون أكثر تشددا، وكأن هناك اتفاق او ترتيب من نوع ما فيما بينهم وبين السفيرة، ونقول "الغريب في الامر" لأننا كنا على الأقل نسمع تنديد او توبيخ من قبل هذه السفارة على الكثير من محاولات الإسلاميين سن قوانين وتشريعات ظلامية، اما اليوم فهناك مباركة من قبل هذه السفارة، ان لم نقل هم من يساهموا في تشريع هذه القوانين.

الامريكان، هم الممثل الرئيس للنظام الرأسمالي في العالم، هم يمرون بأزمة وجودية، فهناك دول تريد ان تنافس، وتأخذ لها مجال في هذا العالم، الولايات المتحدة كقطب رأسمالي اوحد لا تقبل بذلك؛ تكشف ذلك التوجه تصريحات مسؤولي الإدارة الامريكية: البنتاغون متخوف من التوسع والتسلح الصيني، فالصين بالحسابات الامريكية خصم رئيسي للهيمنة الامريكية؛ ثم هناك روسيا التي تريد الخروج من سلطة الناتو وإملاءاته؛ أيضا يجب معالجة التهديد الكوري الشمالي والإيراني، إضافة الى الصعود المخيف لقوى اليسار في أمريكا اللاتينية. كل ذلك يجعل الولايات المتحدة تعيد حساباتها.

كنا نشاهد لقاءات السفير الأمريكي "زلماي خليل زاده" مع قيادات طالبان الأفغانية في الدوحة، وعلى مدى أشهر، لم يتنبأ أحد بما يحاك، الى ان فوجئ العالم بقرار مغادرة القوات الامريكية أفغانستان وتسليمها طالبان، وهروب الرئيس وحكومته واستسلام قواته، كانت مشاهد مؤلمة صنعتها دوائر ال "سي أي إي"؛ أحد الجنرالات الروس قال: "الان علمنا ان مغادرة الامريكان أفغانستان كانت لرمي ثقلهم في أوكرانيا".

تستمر المناورات العسكرية الامريكية في المحيطين الهادي والهندي، من "التنين الحازم" الى "الجيش الكاسح"، وهي تحاكي حربا مع الصين، ومع اليابان وكوريا الجنوبية في بحر اليابان، فضلا عن استمرارها في ارسال الأسلحة الى أوكرانيا لإدامة الصراع هناك، هي تريد ان تخرج منتصرة، وتستمر في حكم العالم، لهذا فأن جهدها يجب ان ينصب على الأكثر خطورة على وجودها.

نعتقد ان الامريكان يريدون ان يتخلصوا من ملف العراق، فجاءت السفيرة الامريكية بخطة الهروب، تستمر لقاءاتها مع قادة الإسلام السياسي الحاكم، متشدد او معتدل لا يهم ذلك؛ هي رغبت ان تعرف ما الذي يردوه، يريدون إقامة نظام "ولاية الفقيه"، السفيرة من جانبها وحسب رؤية الإدارة الامريكية لا ترى ضير في ذلك، ولكن دون المساس بمصالحها؛ انها تريد ان تفتح جبهة جديدة، لا أحد يعلم اين، ولكن يجب التخلص من ملف العراق، لهذا فأن القوانين التي تكشف شكل دولة ولاية الفقيه قادمة لا محال، ولا عزاء لليبراليين والعلمانيين الذين تعكزوا طويلا على "الام الحنون".
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من إدارة الطيران الأميركية بسبب -عيب كارثي- في 300 طائ


.. استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلتان إثر قصف إسرائيلي على منطقة




.. كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على إعلان القسام أسر جنود في ج


.. قوات الاحتلال تعتقل طفلين من باب الساهرة بالقدس المحتلة




.. شاهد: الأمواج العاتية تُحدث أضراراً بسفن للبحرية الأمريكية ت