الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات صاخبة في اسرائيل؟ نارهم تاكل حطبهم !

محمد حمد

2023 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


للاسبوع التاسع على التوالي تعم المدن الاسرائلية تظاهرات عارمة يشارك فيها الآلاف من مختلف فئات المجتمع رجالا ونساء. معبرين عن رفضهم القاطع لاجراءات حكومة المجرم نتنياهو بخصوص تعديلات أو تغييرات تمس القضاء بشكل مباشر، ومنها سلطة المحكمة العليا. وسماه المعارضون ب "الانقلاب القضائي" والذي سيمنح السطة التنفيذية والسياسيين، الوسائل الشرعية الكافية للهيمنة والسيطرة أكثر فأكثر على ما يسمى بالطبيعة "الديمقراطية" في دولة الاحتلال الصهيوني. وهذا يعني أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة سوف تتحوّل إلى حكومة أكثر طرّفا من ذي قبل.
طبعا هذه الآلاف التي تخرج إلى شوارع المدن الاسرائلية لا تتظاهر من اجل السلام. ولا تتظاهر من أجل الحد من عنف وقسوة وبلطچة جيش الاحتلال الاسرائيلي مع الفلسطينيين العزل. من القتل لأتفه الأسباب إلى الاعتقالات وهدم البيوت والحصار الجائر. ولا تتظاهر هذه الآلاف من أجل كبح جماح المستوطنين المتوحشين ومنعهم من اقتحام البلدات الفلسطينية والاعتداء على الممتلكات المتواضعة للمواطن الفلسطيني. لا ابدا !
أن هؤلاء يتظاهرون من أجل شيء يعنيهم فقط. شيء ما يخصهم هم ودولتهم المارقة، الخارجة عن القانون.
معروف للكثيرين أن المجتمع الاسرائيلي، كالمجتمع الامريكي، مكوّن من ثقافات مختلفة ومن اعراق متعددة. ولا توجد فيه أو توحّده ثقافة وطنية جامعة كبقية شعوب العالم. لان امريكا واسرائيل دولتان محتلتان. تشكلتا على جماجم واشلاء ملايين البشر من سكان أمريكا وفلسطين الاصليين. وعليه فإن انهيار هذه المجتمعات من الداخل امر وارد جدا. ربما سيطول الزمن بعض الشيء. ولكن النتيجة سوف تكون متشابهة. لان البشر في هاتين الدولتين عبارة عن مزيج مجتمعي لم يأتِ نتيجة امتداد حضاري عريق كبقية مجتمعات العالم. لا يوجد لدى الاسرائيلي والامريكي إرث حضاري أو ماضٍ يفتخر به. ولا ثقافة إنسانية لها جذور أو صلات مع ثقافات الشعوب الأخرى.
ان اعتراف رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو بأن الاحتجاجات والتظاهرات وتمرّد بعض الفئات في الجيش وقوات الاحتياط من عدم تنفيذ الأوامر. يشكل، حسب رأيه تهديدا وجوديا لدولة اسرائيل. وطالب خصومه الذين يقودون هذه التظاهرات بأبعاد الجيش عن الخلافات والنزاعات السياسية.
ومعروف للقاصي والداني أن اسرائيل دولة داخل معسكر. او بتعبير آخر، دولة ولدتْ داخل معسكر. وبالتالي أن الاحتجاجات والتذمّر وبوادر العصيان التي عمّت الشارع الاسرائيلي، ستقود هذه الدولة العنصرية إلى الانهيار من الداخل. طالما أن مقومات وأسباب انهيارها بفعل عوامل خارجية معدومة في المستقبل القريب. وكما هو حال امريكا التي تعاني هي الأخرى من تشققات وتصدعات داخلية كبيرة وكثيرة، ستؤدي عاجلا ام آجلا إلى انهبارها تدريجيا. وسبكون مصير دولة الكيان الصهيوني مماثلا. لأن هاتين الدواتين، كما ذكرت آنفا، تاسستا على القتل والقمع واغتصاب اراضي الآخرين وسحق حقوقهم. ومنحتا نفسيهما "الحق" في التسلّط والهيمنة على العالم. وبسبب الغطرسة والتجبر والاستبداد واستخدام القوة المفرطة مع الخصوم، اصبحتا تشكلان خطرا على البشرية. بدليل أن جميع الحروب التي حصلت في المئة عام الاخيرة وخلفت ملايين القتلى والجرحى والكثير من الخراب والدمار. كانت امريكا تقف خلفها بشكل مباشر. وخلفها بمسافة ليست بعيدة تفف دولة الاحتلال الاسرا ئيلي.
نحن على قناعة تامة بأنه مهما حصل في داخل دولة اسرائيل من تظاهرات واحتجاجات وما شاكل ذلك سوف لا يغيّر شيئا من طبيعتها العنصرية ولا من نهجها العدواني الغاشم مع الشعب الفلسطيني. فالحكومات الاسرائيلية جميعها وبلا استثناء حكومات يمينية متطرّفة. تتنافس فيما بينها من أجل الفوز بلقب "الحكومة الاكثر تطرفا" في تاريخ الدولة العبرية. ومع ذلك لا يسعنا، وتظاهرات واحتجاجات الاسرائليين مستمرة، الاّ تكرار المثل القائل:
نارهم تاكل حطبهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة