الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة التزامن ، هل تقبل الحل الصحيح والمناسب ؟!

حسين عجيب

2023 / 3 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مقاربة عامة وتقريبية لمفهوم التزامن :
التزامن تسمية لمرحلة ، أو لحظة ، من حركة الزمن التعاقبية بطبيعتها .
تقابلها عبارة التجاور أو التباعد ، بالنسبة للمكان .
الحياة مهملة كموضوع علمي بدلالة الزمن والمكان ، وبصفتها أحد الأبعاد الأساسية للواقع والكون .
الزمن والمكان والحياة متلازمة ، يتعذر وجود أحدها بشكل مفرد ومباشر .
وهذه بؤرة الخطأ الثقافي العالمي ، الحالي والمزمن كما أعتقد ، حيث يتم فصل الزمن والمكان عن الحياة ! وهذا الخطأ قديم وموروث ، كرره نيوتن ومن بعده اينشتاين .
وما يزال الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، يهمل العلاقة بين الحياة والزمن ، ويستبدلها بالعلاقة التقليدية بين الزمن والمكان ، وهي مبهمة وغير مفهومة بطبيعتها .
....
كلمة هناك تساعد على تحديد المشكلة ، وتسهل عملية التوصل للحل المناسب أو الممكن .
هناك كتسمية للمكان بسيطة ، ومفردة ، وواضحة تقابل هنا .
لكن هناك كتسمية للزمن مزدوجة ، أو ثنائية بطبيعتها بين الماضي والمستقبل ، كمقابل ثنائي لهنا في الحاضر ، ولا يوجد مقابل مفرد .
ونفس الشيء بالنسبة لتسمية هناك للدلالة على الحياة ، تشبه هناك للزمن لكن بشكل عكسي .
هذه المشكلة أدركها زينون منذ عشرات القرون ، على شكل أحجيات معروفة باسمه كالسلحفاة والأرنب ، والمحاججة بأن السهم لا يتحرك من مكان لآخر ، كان يعتبر أن الحركة وهمية وليست حقيقية .
عرف زينون المشكلة بين الحياة والزمن ، التي نناقشها الآن ، لكن بشكل حدسي وتقريبي فقط .
....
التزامن هو التواجد بنفس الوقت أو الزمن ، أو المرور أو اللقاء .
بالنسبة للمكان ، ثنائية البعد والقرب بديل لفكرة التزامن .
مشكلة التزامن هي نفسها بالنسبة للحياة أو الزمن ، والاختلاف يقتصر على الاتجاه المتعاكس بين حركتي الزمن والحياة .
....
بالنسبة لنيوتن التزامن حقيقي ، ويحدث بالفعل وبشكل مباشر وتجريبي .
بالنسبة لأينشتاين العكس ، لا شيء اسمه التزامن ، بل وهم لا أكثر .
أعتقد أن كلا الموقفين يمثل نصف الحقيقة فقط ، وهي نفس مشكلة الحاضر بالنسبة للموقف المختلف عليه بين نيوتن واينشتاين .
مثال هذا النص نفسه ، خلال قراءتك الآن ، لا توجد مشكلة حول التعاقب الزمني ( طبعا توجد مشكلة الاتجاه ، اتجاه حركة مرور الوقت والزمن بعكس فرضية نيوتن ، من المستقبل إلى الماضي ، وتخالف فرضية اينشتاين أيضا بأن حركة مرور الزمن ممكنة في جميع الاتجاهات ) .
لنتخيل أنك الآن قربي ، وأنا أكتب هذه الكلمات _ وقراءتك للنص تحدث بنفس زمن الكتابة ( هذا تزامن نيوتن ، وهو حقيقي وصحيح بالطبع ، ويمثل حدثا يوميا نختبره جميعا ) .
لكن موقف اينشتاين صحيح أيضا ، فهو يفترض الكاتب في مجرة ، والقارئ في مجرة أخرى ، أو عملية الكتابة في مجرة وعملية القراءة في مجرة أخرى . هنا المسافات تلغي عملية التزامن بالفعل . ولا يحدث أي شيء بنفس الوقت ، بالنسبة للمسافات الفضائية والكونية .
الخلاصة
مشكلة التزامن ، من مشكلة الحاضر ، مركز الخلاف بين موقفي نيوتن واينشتاين ، وقد ناقشت الفكرة في نصوص عديدة سابقا ، وهي باختصار شديد :
الحاضر بالنسبة لنيوتن ، له قيمة لا متناهية بالصغر ويقارب الصفر ، يوجد بين الماضي والمستقبل .
الحاضر بالنسبة لأينشتاين ، له قيمة لا متناهية ، ويمثل الزمن كله .
كلا الموقفين يمثل نصف الحقيقة والواقع فقط ، وتتكشف المشكلة في الظاهرة الثانية " اليوم الحالي " ...
لليوم الحالي أربعة احتمالات وحالات :
1 _ اليوم الحالي ، خلال قراءتك ، يمثل الحاضر بالنسبة لجميع الأحياء .
( باستثناء من يولدون ، او يموتون ، خلال اليوم الحالي ) .
2 _ اليوم الحالي ، يوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
3 _ اليوم الحالي ، يوجد في المستقبل بالنسبة للموتى .
4 _ الاحتمال الأخير لليوم الحالي ، بالنسبة لمن يولدون ، او يموتون ، خلال هذا اليوم .
اليوم الحالي نفسه يقلب التجزئة ، إلى أجزاء لا متناهية بالصغر .
( اليوم الحالي ، يتقسم إلى ساعات ودقائق وثواني ، واجزائها ...)
وهو يمثل موقف نيوتن ، حيث الحاضر يمكن أن يقارب الصفر بالفعل .
اليوم الحالي نفسه أيضا ، يقبل المضاعفة إلى سنوات وقرون .
وهو يمثل موقف اينشتاين ، حيث الحاضر يقار باللانهاية بالفعل .
التزامن حدث يومي ، بالنسبة للحاضر المباشر والمسافات الصغيرة .
( موقف نويتن )
التزامن عملية خيالية ، بالنسبة للحاضر الممتد واللانهائي .
( موقف اينشتاين )
أعتقد أن النظرية الجديدة تمثل البديل الثالث بين الموقفين ، بالفعل .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقل جريحين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في شارع القدس بنابلس


.. غارة إسرائيلية تستهدف سيارة ببلدة شعث بمنطقة البقاع شرقي لبن




.. توسع رقعة الحرب في السودان تتسبب بأزمة نزوح وجوع حادة


.. صحيفة إسرائيلية: احتلال غزة عسكريا لن يضمن أمن إسرائيل بل سي




.. آثار قصف إسرائيلي على مركز مساعدات تابع للأونروا وسط قطاع غز