الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل لأول رواية عراقية عن عبد الحليم حافظ

نعيم عبد مهلهل

2023 / 3 / 9
الادب والفن


الذين يركبون الآن أعتاب الخمسين من أعمارهم عاشوا واحدا من اكثر قرون الأرض جنوناً وخصباً وسريالية وشهوة ومفارقات .
لقد كان القرن العشرين ، القرن الماسي لكل ما مضى وسيأتي ، فهل يصدق أحدكم ، أن القرون القادمة ستنتج لنا مارلين مورنو أخرى ، وسلفادور دالي آخر ، وفيروز أخرى ، وحنجرة مثل تلك التي حملتها الأسطورة أم كلثوم أو راوياً مدهشاً مثل الذي فعله غابريل ماركيز ، ولكنه وللمفارقة قد تنجب لنا جنرالاً مثل موسوليني الذي يقول : لا أشهى من جسد وطني غيور معلق على مقصلة بالمقلوب.
ولن تنجب العصور القادمات مراهقة مثل مراهقة أبناء القرن العشرين ،تلك التي عشقت عيون بريجيت باردو وزبيدة ثروة واغاني عبد الحليم حافظ.
في سبعينات القرن الماضي كان حضور الصحافة المصرية قويا ، وكنا نجلبها الى مدرستنا لقضاء الوقت في متعة قراءتها ، ولنكون قريبين من أجفان من نحبهم من ممثلي السينما ، فكنا نجلب صحف الاهرام والجمهورية ، ومجلات الهلال وكواكب
وبسبب السينما وهذه الصحف والمجلات صرنا نعرف طبيعة المجتمع المصري اكثر من أي مجتمع اخر ، حتى أن احد المعلمين قال مرة :انه يعرف عادات المصريين الاجتماعية اكثر من عادات اهل الموصل وتكريت.
قلت له : هذا لأنك دفعت بدلاً نقدياً ولم تخدم في الجيش ، ولو خدمت لعرفت تفاصيل حياة الناس في كل مدن العراق.
وهكذا يصبح ورق الجرائد مثل ورق المناديل المعطرة بأحمر شفاه للقاء غرامي حار نتتبع فيها ما نحب ان نعرفه عن أولئك الذين يصنعون متعة أرق ليلنا الطويل ونحن نسمع اغانيهم أو نشاهد فتنة الجسد في مرايا صدور الممثلات ، فأحدهم كتب عن إغراء عيون زبيدة ثروة فيه قوله : عيونها والفقر توأمان ، ولهذا خلق الله العشب الاخضر ليجعل من عينها سجادة خضراء اتمدد فيه معها ولكن بأحلامي فقط.
ربما عبد الحليم وأغانيه وحدها من توحد الرغبة فيها الى انتظار الجريدة والمجلة القادمة من مصر. وربما افلامه بالأسود والابيض مع زبيدة ثروت ، ولبنى عبد العزيز ونادية لطفي ومريم فخر الدين وصباح وكريمة مختار وشادية في معبودة الجماهير مثلت شيئا مهما من حنين الذاكرة الى ايام الصبا والمراهقة وشباب رسائل الحب الخجولة ، عندما كنا نحفظ تلك الاغاني على ظهر قلب ، ويوم ازدادت وطأة مرض البلهازيا المزمن على عبد الحليم والذي لازمه منذ طفولته كنا قلقين ونتابع اخبار علاجه في لندن والقاهرة وبيروت ، لكننا بسبب حاجتنا الروحية الدائمة لصوت العندليب نرفض ان نصدق أن عبد الحليم سيموت بعدما لم يصدق الكثير أن الصوت الملكي الساحر لأم كلثوم قد مات ايضاً.
ذات يوم نقل المذياع خبر موته ، حزن محبّوه في ادارة مدرستنا وغير المصدقين بموته بسبب ما نقرأه عن اشاعات في الصحف المصرية عن اخبار مرضه والبعض يعدها مبالغاً فيها .
لكن مانشيت جريدة الجمهورية المصرية الذي وصل الى مدرستنا حسم كل تلك التساؤلات وقرأه الجميع وهو يحمل عبارة رثاء واحدة من أجل عبد الحليم ( أخيرا وصل الى السماء ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في بيتنا نعيم
عامر سليم ( 2023 / 3 / 10 - 03:55 )
نعيم نوستالجيا عراقية خالصة أصليه بعطر الماضي القديم الزكي وعبق البيوت العراقيه بذكرياتها وأفراحها و أحزانها , قلم نعيم صندوقجة أيامنا الحلوة البسيطة , صندوقجة ذكرياتنا وأشيائنا, صور , اقلام , العاب , دعابل , مصيادات , جعاب , سيفونات نادره , قصاصات الجرايد والمجلات لصور الممثلين والممثلات , هدايا العيد , مجلات , امشاط ,مقصات , والقائمة التي لا تنتهي يعني كلشي و كلاشي.

مقال نعيم ذّكرني بنعي كتبته لوفاة زبيدة ثروت قبل أعوام .....
(في بيتنا زبيده , كانت فتاة العائله في كل البيوت... فتاة ايامنا الحلوه الرومانسيه بكل سحرها وبرائتها , أيام ضحك ولعب وجد وحب..... وداعاً)
https://www.facebook.com/photo/?fbid=613858008822412&set=a.389856334555915

شكراً للأستاذ نعيم عبد مهلهل على هذا المقال الجميل الهادئ ومرحى لهذا القلم السيّال الذي لايكتب الحروف والكلمات فقط ولكنه يعزف الموسيقى والأغنيات.

اخر الافلام

.. مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف


.. تزاحم شديد حول عامر خان بمهرجان البحر الأحمر ونجم بوليوود يع




.. نسخة جديدة من بطولة ون للفنون القتالية تقام بصالة لوسيل للأل


.. بيشتغل دوبلاج تركي.. أحمد أسامة فنان متعدد ??




.. ما بين الصيدلة والتمثيل.. رحلة مريم كرم صيدلانية وممثلة