الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي الدولة العميقة في العراق .. ؟

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


هي الدولة التي تشكلت وتكونت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام/ 2003 على أساس الولاءات وليس الكفاءات والنزاهة وكانت معايير المحاصصة الحزبية والطائفية والمحسوبية والمنسوبية واستمرت على هذا المنوال في التعيينات وإسناد المناصب العليا حتى على الصعيد الدبلوماسي الذي يعكس صورة البلد وأصبحت مصالح الكراسي والسلطة تغلب على المصالح الفئوية وعلى الشراكة والانتماء الموحد وقد جرى التوظيف في جهاز وظيفي الأضخم في العراق والعالم على هذا الأساس حيث بلغ تعدادهم بخمسة ملايين موظف ومستخدم ومنتسب وهكذا تكونت الدولة العراقية بعد الاحتلال من تسلط استبدادي وتعسف مقيت إلى دولة الفوضى والفساد الإداري والانتماءات الفئوية والطائفية مما سبب ضرر في كل ما ينفع في إقامة الدولة المدنية الوطنية ودولة الحرية والديمقراطية السليمة والعدالة الاجتماعية ولذلك أصبح العراق وطن وشعب في تراجع مستمر ومن سيء إلى أسوأ ... أما بالنسبة للحكومة الموقرة فكانت تبدو وكأنها مجتمع شكلي من أفراد يمثلون مصالح متناقضة وأحزاب وكتل مختلفة تنعدم فيها الإخلاص والتفاني ونكران الذات للوطن والشعب وإنما تجمعهم الطائفية والمصالح الأنانية والفساد الإداري كما أن هناك نوع من التعسف الذي يمارسه الوزراء الجدد مع الكوادر المحسوبة على الوزراء السابقين وهذا يأتي من فقدان الثقة بالآخر بينما المفروض بهم أن يعملوا في مؤسسات تعود للدولة وانعكس ذلك على تمييز بين المواطنين أبناء البلد الواحد وظهرت من خلال ذلك الرشوة والفساد الإداري والثراء الفاحش للوزراء والمسؤولين في الدوائر الحكومية من الموظفين التي أدت إلى مستويات مرعبة زادت من الغضب الشعبي والاحتجاجات الجماهيرية وقد أدت هذه التصرفات وبروز نعرة الطائفية إلى الغزو الداعشي عام/ 2014 الذي أدى إلى احتلال الموصل وثلثي العراق في المنطقة الغربية من العراق وكان على رأس الدولة حزب الدعوة الإسلامي الذي مكان قادته من أداء دور في ملفات ووساطات وترتيبات إقليمية وغيرها وكانت هناك ممارسات غريبة وأصبحت بها الأحزاب والكتل تسلك سلوكاً مزدوجاً سلوك المعارضة أو الولاء حسب المصالح الفئوية والطائفية وهذا السلوك كان لا ينسجم مع المصالح الوطنية العليا مما أدى إلى انتعاش الانتهازية السياسية وغلق الملفات الساخنة والإشكالية سواء تعلق الأمر بالأحزاب والكتل السياسية والأفراد المرتبطين بهم مما أدى إلى انتعاش الكيانات التي كانت خارج سيطرة الدولة وانتشرت ظاهرة الفساد الإداري والمالي دون رادع مما أدى ذلك إلى استغلالها وإنهاك خزينة الدولة وعلى ضوء ذلك فقد العراق أموال تقدر بمئات المليارات من الدولارات وقد كشف في حينها التقرير عن شخصيات بارزه منهم وزراء ونواب إلا أن رئيس الوزراء اعترض على ذلك بحجة قرب الانتخابات النيابية وأنه لا يريد أن يعمل دعاية انتخابية ضد خصومه ... وقد هدد السيد مقتدى الصدر بعد فوزه بالانتخابات النيابية الأخيرة بكشف كل ما حدث بعد احتلال الموصل ومجزرة سبايكر من قبل داعش الإرهابية إلا أن الأحزاب والكتل السياسية استعملت الترغيب والترهيب في تشكيل (الثلث المعطل) الذي أدى إلى إفشال التيار الصدري من انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة وقد تعرض السيد الصدر إلى ضغوط كثيرة دفعه إلى سحب نوابه من مجلس النواب واستقالتهم مما شجع ودفع الأحزاب والكتل السياسية إلى تعويض النواب الصدريين المستقيلين بالنواب الفاشلين وأصبحوا الأكثرية في مجلس النواب وانتخبوا رئيس جمهورية وتأليف حكومة السوداني المنتسبة للأحزاب والكتل السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا