الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقارب الايراني السعودي

خالد بطراوي

2023 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


كما يقول المثل الشعبي العربي " في ليلة ما فيها ضو قمر " ومن دون أية مقدمات، وعلى جناح السرية التامة جرى الإعلان وبشكل مفاجىء عن الشروع في إجراءات لإعادة العلاقات الدبلوماسية ما بين الجمهورية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، بجهود ووساطة صينية.
ومع أنه من المبكر جدا تكوين الرأي والإنطباعات حول هذا الإعلان المفاجىء، إلا أن ثمة العديد من الأسئلة تحيط بالاعلان.
أولى هذه الأسئلة وربما تتبوأ مكان الصدارة، ما الذي جعل الصين تقوم بجهود هذه الوساطة وهي المنزوية سياسيا في الساحة الدولية وتحاول أن تكرس جهودها للثقل الإقتصادي وتتخذ في كثير من القضايا موقف الحياد أو الصمت؟ وهل كانت المبادرة الصينية مبادرة لا تعلم بها الأطراف التي تشكل اللاعب الأساسي في العالم كالولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والى حد ما تركيا؟ أم أن هذه الدول هي التي دفعت الصين للعب هذا الدور وذلك لاعتبارات خاصة من قبل كل دولة.
فإذا كانت الولايات المتحدة هي من دفعت الصين الى ذلك، فإن الهدف من دون أدنى شك هو "جر" إيران الى الصف "المعادي" لروسيا. أما إذا كانت روسيا هي من دفعت الصين الى ذلك، فإن الهدف يكون معاكسا وهو "جر" السعودية من خلال إيران للوقوف ضد أمريكا رغم أن ذلك أمر مستبعد. أما إذا كانت الدول الأوروبية هي من حركت الصين للعب هذا الدور، فهو أيضا من دون أدنى شك بإيعاز من الولايات المتحدة بغية "جر" إيران الى المعسكر المعادي لروسيا، ومن الصعوبة بمكان "هضم" فكرة أن يكون لتركيا دور في ذلك ( حتى مع زجاجة سفن آب) وهي التي تنهض من آثار الزلزال من ناحية وليس لها ذلك التأثير الكبير على الصين، بل تسعى إقتصاديا للتنافس معها. إذا كي ندرك المعادلة علينا أن نعي أولا من هو " الجارر" ومن هو "المجرور" أي " القاطر والمقطور".
أما المسألة الثانية مثار الإستغراب، وهي أن تكون السعودية قد أقدمت على هذه الخطوة دون إيعاز من الولايات المتحدة، وهي مسألة يصعب "هضمها" أيضا ليس فقط مع " السفن أب" بل مع كل أنواع المشروبات الغازية.
وبالنسبة لإيران التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ وديموغرافيا وتاريخ وجغرافيا أن تحتل مركزا متقدما في العالم، فيصعب أن "نهضم أيضا" هذا التقارب مع السعودية ليس فقط مع كل أنواع المشروبات الغازية بل أيضا مع كل أنواع الأدوية المساعدة للهضم والمسلكات. فنحن هنا نتحدث عن برنامج نووي إيراني تحاول الولايات المتحدة والغرب وقفه بالكامل وما إنشاء القواعد العسكرية للناتو وغيره في دول المنطقة إلا للتلويح والتهديد برسائل مباشرة للجمورية الإيرانية.
أما أن يذهب البعض للتفاؤل والقول بأن هذا التقارب سوف يضر بدولة الاحتلال الصهيوني ويشكل تهديدا لها، فإن ذلك يعتبر تسطيحا للأمور، حتى أن التفاؤل بالقول أن العدوان على اليمن قد يتوقف، فإنه من المبكر أن نصل الى هذه النتيجة بمجرد الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية الإيرانية السعودية.
خلاصة القول، أننا نحتاج وقتا مع التزود بكمية هائلة من المعلومات التي يجري تسريبها لنا حول ما يجري وما سيجري ويستجد، مع الحاجة الى رصد الترجمات الميدانية على أرض الواقع وتحليلها، ولا أعتقد أن التفاؤل هو سيد الموقف، مع ترجيحي بأن هذا التقارب قد ولد "ميتا" لإختلاف الرؤيا والأيديلوجيا والمعتقدات والمذاهب وغيرها من "كوكتيلات" العصر الراهن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل