الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة الي الصواب

جمال أحمد البحيري

2023 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور أكثر من 7 أعوام على قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية السعودية حيث قْطعت العلاقات بين البلدين في يناير 2016 على اسر اعتداء بعض المتظاهرين على السفارة السعودية بطهران. ومنذ هذا التاريخ وهناك حرب بالوكالة بين البلدين في أكثر من بلد عربي كسوريا واليمن، كل طرف يدعم أحد أطراف الازمة الموجودة سواء بسوريا، او اليمن، او لبنان، او العراق على أساس مذهبي (سنة – شيعة). الي ان فوجئنا اليوم بالإعلان عن طريق وكالات الانباء العالمية عن مباحثات تمت بالصين اسفرت عن اتفاق بين البلدين بعودة العلاقات الدبلوماسية، وذلك بعد عدة جولات بالعراق وسلطنة عمان. مما كان لهذا الإعلان إثر إيجابي يسعد به كل عربي ومسلم، لأنه ببساطة يحقق مكاسب لتلك الأطراف (الثلاثة) الصين صاحبة المبادرة وكذا السعودية وإيران. حيث اثبتت الصين انها قادرة علي ملئ الفراغ الجيوسياسي بعد تراجع الدور الأمريكي في المنطقة، وان سياسة عدم التدخل التي تنتهجها وسيلة فعالة لحل الخلافات. وبهذا الدور يتم تعزيز قوتها الناعمة دوليا في صراع الأقطاب (أمريكا- روسيا- الصين)، ومن ثم يتعزز دورها إقليميا ودوليا.
- إيران: يعد هذا الاتفاق بمثابة طوق نجاه للنظام الإيراني الذي يعاني من عزلة دولية ومشاكل اجتماعية واقتصادية. حيث يؤدي هذا الاتفاق الي ترشيد نفقات النظام العسكرية باليمن وسوريا على سبيل المثال، وذلك عن طريق دفع الحوثيين الي التفاوض للخروج من المأزق الذي وصلت اليه الازمة اليمنية. وكذلك بالنسبة للنظام السوري عن طريق دفعه للتفاوض بشكل جدي مع المعارضة للوصول بسوريا لبر الأمان الذي تستحقه. وبالتالي سيطرة الدولة السورية علي كامل ترابها الوطني؛ هذا على سبيل المثال لا الحصر. وذلك بخلاف ان الاتفاق يخفف الاحتقان السياسي بالشارع الإيراني الذي يضج بالمظاهرات اليومية.
- السعودية: يثبت الاتفاق ان السعودية أصبحت تتبنى سياسة مستقلة عن الأمريكيين والغرب، وان مصالحها المحلية والعربية اصحبت بالمقام الأول. وباتت تدرك ان انتهاء الحرب باليمن يمر من بوابة طهران، كما انه لا حسم عسكري باليمن الا من خلال وقف التصعيد؛ بما يعود بالمصلحة على جميع الأطراف (سعوديا- إيرانيا- يمنيا).
بالإضافة الي ما سبق، فانه في حالة تنفيذ هذا الاتفاق سيتم تعزيز الامن القومي العربي في مواجهة الغطرسة الصهيونية. بما سيجعلنا ندرك ان عدونا الأول هو الاحتلال الإسرائيلي، وليس إيران بكل خلافاتنا معها. وان إيران الصديقة – بل والقوية – هي سند وداعم للعرب. وان على إسرائيل ان تدرك انها إذا ارادت ان تكون دولة طبيعية بالمنطقة فلن يتم ذلك الي بناء على سلام حقيقي قائم علي العدل، وعودة الحقوق الفلسطينية الي أصحابها علي حدود 5 يونيه 1967، وعلى تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة 242، و 338، والمبادرة السعودية لعام 2002.

جمال احمد البحيري
جمهورية مصر العربية- الغربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد يعلن ترشحة للرئاسيات في إي


.. شركة لوريال تبتكر جلدا اصطناعيا يمكنه أن يَسمَرّ عند التعرض




.. ماهو الميثاق الأوروبي للهجرة والجوء الذي تمت المصادقة عليه ؟


.. هل يغيّر استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية داخل أراضي روسيا الم




.. مسؤول أوكراني: قتيل وأضرار في عدة مباني إثر هجوم صاروخي روسي