الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ق ق ج

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 3 / 12
الادب والفن


في مدرسة المجانين...
قرية ومدرسة تخوم الألمانية التي أنشأتها أكاديمية العقول الراقية كمحطة تجريبية وبحثية في مدينتنا لقياس عقلانية الفرد المهزوز بأنفعالات لا إرادية نتيجة الكوارث والحروب، ومدى تأثير التبدلات الفكرية والأجتماعية على طبقة الشباب النابغ والمتخلف في المجتمع على حد السواء...
المدرسة برغم من أنها كان ينظر لها من البعض على أنها واقع غير مناسب يسيء للمجتمع، ويتسبب في شرخ في العلاقات البينية داخله على المدى البعيد، حينما تفرز طبقة أجتماعية أو فئة متميزة وأنها ذات ميول جنونية أو سلوك مختل عقليا، هذا لا يؤثر فقط على الأفراد، بالتأكيد سينال من قيمة بعض العائلات التي ستجد نفسها مصنفة على أنها ماكنة تفريخ مجانين.
في زيارتي الدورية للمدرسة كممثل عن الحكومة المحلية مراقبا ومتفحصا بعض الشكاوى التي ترد من بعض الأشخاص عن ملاحظات تعليمية أو تربوية...
سألت البروفسورة المنتدبة لإدارة المدرسة عن تلك الملاحظات ومنتظرا أن تجيب عليها... نحن في الطريق إلى ساحة لعب الجناح التأهيلي الذي يضم الحالات المتقدمة في ما يسمى في عرف المدرسة "أصحاب الميول اللا واعية" للتعبير عما نعرفه نحن في مصطلحنا الشعبي "المخابيل"... أعترض طريقنا شاب في الخامة أو السادسة عشر يخبر المديرة أن رفيقه وصديقه يكذب على الناس...
هذا عيب وعيب جدا أستاذتي المديرة.
لا بأس سأتحرى الأمر بنفسي وشكرا لك....
سألت المديرة عن هذا الشاب المتزن وكيف يرى أن الكذب عيب...
قالت لا تستعجل في إطلاق الأحكام، فما هو كذب وعيب عنده ربما لأنه لا يتفق مع كذبه هو وعيبه هو...
الحقيقة لم أفهم ماذا تعني بهذا حتى وصلنا لتجمع بعض الطلبة في زاوية من زوايا الحديقة وهم سعداء بحديث زميلهم المشكو منه...
قالت أنظر الجميع سعداء إلا المشتكي فهو واجم حزين...
ألقت التحية على الجميع... رد الشخص المتزعم الحلقة بترحيب بارد فيما لزم الجميع الصمت.
سألته المديرة... يا ترى ما سر هذا التجمع بينكم ....
قال... لا شيء ولكن أخبرتهم أني سأجعل منهم طيورا وسنغادر قريبا من هنا إلى عالم خارجي حيث لا نلقى أحدا من الكذابين، ولا ممن يقولون أنهم أذكياء فوق العادة...
طيب وكيف ستجعلهم طيورا ... هي تسأل.
لقد أكتشفت سرا لا أبوح به لأحد...
نهض المشتكي وقال يا أستاذتي المديرة ليس هو من أكتشف السر... لقد حلمت به البارحة... أخبرته به في الصباح.... قال سأعطيك كرتي الجميلة إن لم تتكلم به...
ها هو الآن زعيم الجماعة ولم يعطني الكره ويدعي أنه أكتشف السر لوحده...
هذا كذب... هذا عيب... أنا من أكتشف السر....
نظرت لي السيدة المديرة... وهي تشرح بنظره من عينها أن الأمر جد بسيط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده