الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم الاحتلال ضد الفلسطينين بين فكر المقاومة وثقافة الهزيمة

غسان ابو نجم

2023 / 3 / 12
القضية الفلسطينية


في ظل الهجمة الفاشية التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني والتي طالت البشر والشجر والحجر شملت عمليات القتل والاغتيال والمداهمات والاعتقالات وحرق المنازل والمركبات وقطع الطرق ونشر الحواجز العسكرية والتنكيل بالحركة الاسيرة وما تميزت من تنسيق مسبق بين حكومة الاحتلال الفاشية والجيش وقطعان المستوطنين وقادها وزراء في الحكومة بن غفير وسميتروتش وغيرهم الذين أعلنوا وبكل وضوح بضرورة ضرب المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بالدبابات والطائرات

شهدت الساحة الفلسطينية نهجين في المواجهه مع الاحتلال ففي حين صعد النهج المقاوم مقاومته للاحتلال عبر عمليات نوعية في الضفة والداخل الفلسطيني والتصدي لقطعان المغتصبين مؤكدا أنه ورغم إرتفاع كلفة هذا الخيار إلا أنه أقل كلفة من رفع شعار الهزيمة الخنوع للاحتلال التي ستودي بالوطن الفلسطيني وتضييع الحق التاريخي به وان الثورة مستمرة حتى زوال الاحتلال رغم ألم الشهادة والتدمير الممنهج للمجتمع الفلسطيني.

ورغم الصعوبات التي تواجهها قوى المقاومة في مواجهة آلة القتل الصهيونية من حيث الامكانات المادية والبشرية وضعف التسليح والتدريب والملاحقة والاعتقال وصعوبة الحركة والتنقل بين الضفة الفلسطينية وغزة والقدس وبين مدن وقرى ومخيمات الضفة للافراد والمعدات والإجراءات الأمنية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية وظروف العمل السري لقوى المقاومة وضعف التنسيق العسكري الميداني بين الفصائل وتركز البؤر الثورية داخل التجمعات ا السكانية والتي الحقت خسائر فادحة بالأرواح بين المقاتلين والمدنين لسهولة وصول قوات الاحتلال لهم رغم كل ذلك تسلح هؤلاء المقاتلين بإرادة النصر وزاد من تصميمهم على المواجهة التفاف الجماهير الفلسطينية الحاضنة الشعبية للثورة وايمانهم العميق بحتمية الانتصار رغم حالة الخذلان العربي والعالمي لنضالات هذا الشعب.

قابل هذا النهج المقاوم نهج اعتاد على ثقافة الهزيمة والانحناء أمام المحتل وصاغ معه اتفاقات امنية وسياسية وادخله الاحتلال في دوامة لا تنتهي من المفاوضات العبثية وحوله لوكيل امني وريعي للحفاظ على مصالحه وهرع ممثلوه للحوار مع الكيان الصهيوني في العقبة واستجداء التهدئة من الامريكان بل وعمدت سلطة دايتون إلى المساهمة في تضيق الخناق على المقاومين والاعتداء على جنازات الشهداء وبرزت أصوات تعزف على أسطوانة الدولة الواحده رغم اعترافهم بصعوبة تحقيقها ورفض الاحتلال لها مما أسهم في اتساع الهوة بين هذه السلطة والجماهير الفلسطينية التي تزداد قناعاتها بأن هذا النهج يقف في صف الاحتلال أكثر مما مضى وضد مصالح شعبنا في التحرر من الاحتلال.

إن الساحة الفلسطينية تعيش حالة مخاض صعب وحاسم تدفع باتجاه وقف حالة التنازلات المجانية عن الوطن الفلسطيني ووقف الهرولة خلف الأوهام السياسية التي نسجتها قوى الشر العالمي كحل الدولتين رغم إدراك العالم أجمع بأن ما يقوم به الاحتلال يقوض أي حل سياسي وأن الهدف الاساسي هو تدمير البنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمع الفلسطيني واحكام السيطرة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وان كافة الحلول السياسية المطروحة هي لعبة كسب للزمن للتمدد عبر خطط استيطانية تنهب ما تبقى من الأرض الفلسطينية والقفز إلى التطبيع مع الانظمة العربية واعادة تدوير حلول سياسية قديمة جديدة مثل الوطن البديل والحل الوسطي الإقليمي وهذا الوهم الذي يرواد الكيان الصهيوني لا يبدده الديموغرافية الفلسطينية فقط بل التمسك الفعلي بنهج المقاومة والسردية التاريخية التي تحافظ على بنيته الثقافية واعادة تأكيد أن الصراع مع الكيان الصهيوني صراع وجود لأن العربي الجيد بالنسبة للعقيدة الصهيونية هو العربي الميت وأعادة قرأة التركيبة البنيوية للاحتلال في ظل التجاذبات بين مكوناته الاجتماعية والسياسية التي طفت إلى السطح وإعادة تحديد معسكر الأعداء والاصدقاء في ظل التوازنات العالمية الجديدة ونفض الغبار عن برامج سياسية قادت الثورة الفلسطينية لسبعون عاما كان نتيجتها ما نراه الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و