الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر أوراق الشجرة

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2023 / 3 / 12
الادب والفن


حينَ الْتَقطتْ يدىَ اليُمنَى
بضعةَ أوراقٍ ساقطةٍ
من شجرِ العمر الصامتْ
كانتْ بعضُ الورقاتِ تُغنِّى
أغْنيةَ ملساءَ المعنَى
فيها كلماتٌ لم تُنطقْ
وأمانىٌّ لم تُعزَفْ
وقصورٌ لا تُبْنَى
فى أرضٍ لم تُخْلَقْ
هيهاتَ تعودُ الأوراقُ إلى الأشجارْ
لَكِنْ نثرَتْها الريحُ
إلى بعدٍ رابعْ
ومداراتٍ بَعْدَ الدنيا
فى الكونِ الواسعْ
حينَ اخْتفتِ الألوانُ الأولى
من كلِّ الأشياءْ
وانكمشتْ أشكالٌ
طالتْها طيَّاتٌ وأفولْ
وتداخلتِ الأوراقُ ببعضٍ وانْتَثَرَتْ
حتَّى قابلتِ الذكرى فانْقَبضتْ
وهنا اعْتَرَفَتْ بالواقعْ
وبلا تسويفٍ أو نُكْرانْ
قالت بالحرف الواضحْ
" كلٌّ منّا ذكرى للأخرْ"
" كلٌّ منّا قد كانْ"
* * *
ها قدْ مرَّ اليومُ وأصبحَ " كانْ"
سمّاهُ الزمنُ الممتدُّ " الأمسْ"
سمّاهُ الناسُ " الماضى"
وأنا والقلبُ وعقلى
سميناهُ " الذكرَى"
نستدعيها أحيانا
أو عدَّةَ مراتٍ بتأثُّرْ
ونُعيدُ البعثَ لها وبأبهى منظرْ
نكْسوها ألوانا وروائحَ كى تحيا
قد نضحكُ أو نَتَبَسَّمُ حينَ تمرّْ
قد نبكى منها أحيانا ونُقِرّْ
أو نعترفُ بأنّا البشرُ العقلاءُ
الحمقى فى بعض الأوقاتْ
وبرغمِ تداخُلِ أشخاصٍ ومواقفْ
وخريفٌ فى ثوبِ ربيعْ
أو شوكٍ فى عودِ الزهرْ
إلّا أنَّ الذكرى تعبُرْ
وتقولُ بكلِّ أسى :
" كلٌّ منّا ذكرى للأخرْ"
" كلٌّ منّا قد كانْ"
* * *
حينَ اخْتَلَفَتْ فى الوصف الأفعالْ
أصبحَ ، أضحَى ، أمسَى
كانتْ آخرُ أوراق الشجرة
ما زالتْ خضراءْ
تُنْبِئُ كلَّ الأحياءْ
أنَ الزمنَ الماضى والحاضرَ والمستقبلَ
إخوةُ أزمانْ
أو أنَّ لتلكَ الشجرة جذرٌ كالقلبْ
والجذْعُ الرأسُ بهِ عينانْ
والدنيا وابناها :
زمنٌ ومكانْ
لم يعترفا أن الشجرَ الإنسانْ
لم يسقطْ بعدْ
حتّى لو سقطتْ آخرُ أوراق العمرْ
فهْى تقولُ بكلِّ إباءْ :
" كلٌّ منّا ذكرى للأخَرْ"
" كلٌّ منّا قد كانْ"
* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟