الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من شان الاتفاق بين ألسعودية وإيران أن يبدد قدرة أمريكا على المناورة كصانعة سلام؟

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 3 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


عندما دفنت المملكة العربية السعودية وإيران الأحقاد في بكين يوم الجمعة، كانت تلك لحظة غيرت قواعد اللعبة بالنسبة للشرق الأوسط الذي شكله تنافسهما المستمر منذ عقود، ولحظة تجسد فيها نفوذ الصين المتنامي في المنطقة الغنية بالنفط.
كان الإعلان مفاجئا لكن متوقعا. تجري القوتان الإقليميتان محادثات لإعادة العلاقات الدبلوماسية منذ ما يقرب من عامين. في بعض الأحيان، بدا أن المفاوضين يجرون أقدامهم، وبدا أن انعدام الثقة العميق بين البلدين غير قابل لأن يتزعزع.
كانت محادثات إيران مع المملكة العربية السعودية تتكثف في نفس الوقت الذي تعثرت فيه المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2016. بدت نتائج كلتا المجموعتين من المحادثات الإيرانية مترابطة - فقد سارت الرياض وواشنطن منذ فترة طويلة على قدم وساق في السياسة الخارجية. لكن التحول في التحالفات الإقليمية سار هو أيضا على قدم وساق.
أصبحت علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة متوترة في السنوات الأخيرة، بينما ارتفعت مكانة الصين. على عكس واشنطن، أظهرت بكين قدرة على تجاوز الخصومات العديدة التي تتقاطع مع الشرق الأوسط. أقامت الصين علاقات دبلوماسية جيدة مع دول في جميع أنحاء المنطقة، مدفوعة بتقوية العلاقات الاقتصادية، غير عابئة بالقراءات الغربية في موضوع حقوق الإنسان.
بالنظر إلى الوراء، كانت بكين مستعدة للتوسط في أحدث اختراق دبلوماسي للشرق الأوسط الذي مزقته الصراعات لسنوات، مع التأكيد في الوقت نفسه على النفوذ الإقليمي المتضائل للولايات المتحدة.
"بينما يرى الكثيرون في واشنطن أن دور الصين الناشئ كوسيط في الشرق الأوسط يمثل تهديدا، فإن الحقيقة هي أن شرقا أوسط أكثر استقرارا حيث لا يشد الإيرانيون والسعوديون بخناق بعضهم البعض، يفيد أيضا الولايات المتحدة"، يغرد تريتا بارسي نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي بواشنطن يوم الجمعة.
يجادل بارسي بأن التطور يجب أن يطلق لحظة من التأمل في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط. وأضاف: "ما يجب أن يقلق صانعي القرار الأمريكيين هو إذا غدا هذا هو المعيار الجديد: تصبح الولايات المتحدة متورطة بشدة في صراعات شركائنا الإقليميين بحيث تتبخر قدرتنا على المناورة ويتم التنازل تماما للصين عن دورنا السابق كصانعي سلام".
نهاية عصر مظلم
اتفاق يوم الجمعة قد يبشر بنهاية حقبة ملطخة بالدماء في الشرق الأوسط. كانت الرياض وطهران في صراع أيديولوجي وعسكري منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية التي ارست في الداخل وصدرت للخارج نظاما دينيا شيعيا مناهضا للغرب في عام 1979.
بدأت هذه التوترات بالتصاعد إلى حرب بالوكالة على مستوى المنطقة بعد أن تصاعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 إلى صراع أهلي، حيث تنافست كل من إيران والمملكة العربية السعودية على النفوذ في الدولة العربية الغنية بالبترول.
اجتاحت النزاعات المسلحة التي حرضت بين المتشددين المدعومين من السعودية والجماعات المسلحة المدعومة من إيران معظم أنحاء المنطقة في العقد ونصف العقد التاليين.
في اليمن، تسببت الحملة العسكرية للتحالف بقيادة السعودية لسحق المتمردين المدعومين من إيران في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. في سوريا، دعمت إيران الرئيس بشار الأسد عندما كان يعامل شعبه بوحشية، فقط لتجد قواتها في مواجهة مع المتمردين المدعومين من المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى. في لبنان أيضا، دعمت إيران والسعودية فصائل مختلفة، مما ساهم في أزمة سياسية استمرت عقدين من الزمن تسببت في خسائر اقتصادية وأمنية ضخمة في الدولة الصغيرة الواقعة شرق البحر المتوسط.
قطعت العلاقات الدبلوماسية رسميا في عام 2016 عندما أعدمت السعودية رجل الدين الشيعي السعودي البارز نمر بكر النمر، مما دفع مثيري الشغب في طهران إلى إحراق السفارة السعودية.
لكن سلسلة من المشاكل الاقتصادية الناجمة عن الوباء والحروب المكلفة ربما أدت إلى تآكل الشهية للصراع، ويقول المسؤولون السعوديون والإيرانيون إنهم حريصون على طي صفحة هذا الفصل المظلم.
يبدو أن الانفراج يذهب إلى ما هو أبعد من استئناف العلاقات الدبلوماسية. يقول المسؤولون السعوديون والإيرانيون إنهم سيعملون أيضا على إعادة تنفيذ اتفاقية تعاون أمني منذ عقود، وإحياء اتفاقية أقدم بشأن التكنولوجيا والتجارة.
لكن المحللين يقولون إن النفوذ المتنامي للصين في المنطقة ساعد في التحوط من رهانات كلا البلدين، مما أدى إلى تغيير الحسابات السياسية التي عفا عليها الزمن والتي جعلت من العواصم الغربية ذات يوم المكان الأكثر احتمالا للاتفاقات الإقليمية.
وقال علي الشهابي، المحلل السعودي المطلع على تفكير القيادة السعودية ، لشبكة CNN: "إن الصين الآن هي الأب الروحي لهذه الاتفاقية وتعطي الأهمية الاستراتيجية للصين بالنسبة لإيران، وهذا له وزن هائل".
واضاف: "اذا خرقت ايران هذا الاتفاق فان ذلك سيضر بعلاقاتها مع الصين التي وضعت هيبتها الكاملة في الاتفاقية الثلاثية."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن