الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران والسعودية... بين زواج المسيار وزواج المتعة !

محمد حمد

2023 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يجب الاعتراف بأن جمهورية الصين الشعبية سجّلت هدفا ذهبيا ومن خارج منطقة الجزاء في مرمى السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. بل وجّهت ثلاث صفعات "محترمة" على وجه امريكا القبيح. وافشلت كل مساعي دولة العم سام في دق اسفين النزاعات والخلافات والتناحر بين دولتين جارتين مسلمتين، هما إيران والسعودية. وأمام هذا الحدث ذي الأهمية الكبيرة والتاريخية بكل المقاييس، انحنى اجلالا واكبارا وتبريكا كبار السأسة والمنظمات الدولية والإقليمية في العالم. حتى المتغطرسة والمتعجرفة امريكا، طبعا رغم شكوكها وعادتها في التقليل من شأن نجاحات الآخرين. رضخت للامر الواقع. وباركت، رغم انفها وبشكل من الأشكال الملتوية، هذا التقارب السعودي - الايراني.
ان مآخذنا على إيران لا تعد ولا تحصى. خصوصا نحن ابناء العراق. لكن هذا لا ينفي كون ايران دولة مهمة جدا في المنطقة ولها دور لا ينكر في شؤون منطقة الخليج. بغض النظر عن طبيعة هذا الدور. كما ان مآخذنا على مملكة آل سعود، هي الأخرى لا تعد ولا تحصى. وهذا ايضا لا ينفي ان للمملكة موقعا مميزا على اكثر من صعيد اقتصادي وسياسي وديني واجتماعي. وبالتالي فان الاتفاق بين هاتين الدولتين على اعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما سوف يصب في كل الاحوال في مصلحة المنطقة بشكل عام. وبعيدا عن هيمنة وغطرسة امريكا وبعض دول اوروبا.
ان الصين دأبت ومنذ سنوات طويلة على اتباع سياسة خارجية هادئة ناعمة بعيدة عن الأضواء البراقة والتطبيل والتزمير التي يمارسها الآخرون. ولم يعرف عن جمهورية الصين انها زرعت بذور الفرقة والخلافات والاقتتال بين أبناء البلد الواحد، في اية منطقة في العالم. خلافا لامريكا التي بنت سياستها الخارجية على مبدأ "فرّق تسد" الاستعماري الشهير. ومارست نوعا لا أخلاقيا من السياسة العدوانية مع من لا يتفق معها أو يخالفها الرأي. وبالنتيجة ان الصين بدات، وهذا حقهاالطبيعي، تقطف ثمار ما زرعت ورعت على مدى سنين. سواءا على المستوى السياسي او على المستوى الاقتصادي والثقافي. وازداد عدد الدول الراغبة في تقوية العلاقة معها. لواحد من أهم الأسباب، هو أن الصين لا تفرض شروطا أو املاءات مع الآخرين. وسياستها الخارجية المتوازنة تكلّلت دائما بالنجاح.
ان اتفاق إيران والسعودية حول عودة العلاقات وتطبيع الاوضاع بينهما اثبتت للجميع ان عملية شيطنة ايران، من قبل امريكا واسىرائيل، وإظهارها كعدو لدود للمجتمع الدولي باءت بالفشل الذريع. كما اتضح للجميع في منطقة الشرق الأوسط أن دولة اسرائيل هى العدو الوحيد لشعوب المنطقة وليس ايران. وان امريكا هي العدو الوحيد لمعظم شعوب العالم وليس روسيا أو الصين. كما تروّج وسائل الإعلام الغربية.
ان هذا الاتفاق، بين إيران والسعودية، يعتبر انجازا كبيرا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وجرأته وشجاعته في رسم مستقبل واعد ومختلف لمعالم السياسية السعودية بعيدا عن الضغوط والتهديدات الأمريكية. استطاع الامير ابن سلمان أن يفتح صفحة جديدة لبناء علاقات متينة ودائمة مع كل من روسيا الاتحادية والصين الشعبية، متجنبا بذكاء وحكمة الصدام المباشر أو المشاكسة مع أمريكا وبعض دول الغرب المشحونة بالفكر والثقافة الاستعمارية المقيتة. كما أن ايران، وهي دولة فارسية قبل كل شيء، والفرس معروفون منذ القدم بالدهاء والحيلة والصبر، سجلت
من خلال هذا الاتفاق عدة نقاط لصالحها دون التنازل عن أي شيء مهم. بل حفظت ماء وجهها وبدت في نظر الجميع أنها المنتصر الوحيد. والمستفيد الاول وربما الأخير بعودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-