الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لتتوقف الحرب في أوكرانيا دفاعاً عن السلام العالمي
صبحي مبارك مال الله
2023 / 3 / 14مواضيع وابحاث سياسية
عانت شعوب العالم منذُ فترة طويلة من الحروب التي قامت على كوكب الأرض ، منذُ أن تأسست الدولة وتقسيماتها الجغرافية وتثبيت الحدود بين الدول، حيث كانت الدوافع متعددة وكثيرة من حيث الإستيلاء على الأرض وعلى الثروات المعدنية ومكامن الطاقة والبحث عن مصادر المياه والأراضي الزراعية ومن ثمّ السباق بين الدول الإستعمارية القديمة في الوصول إلى أراضي جديدة وبناء المستوطنات والحرب على شعوبها الأصلية وإستغلال الملايين منهم كعبيد ومن هذا المنطلق حصلت الحروب بين المستعمرين أنفسهم. بعد أن تأسس النظام الاقتصادي الرأسمالي وتطور إلى نظام أمبريالي حيث إزداد الصراع والتنافس بين الدول. أصبح النظام الرأسمالي ولاّد للأزمات الأقتصادية الدورية الخانقة مما أثرت على مصالح الشعوب ولغرض الخروج من عنق الزجاجة، لجأت الحكومات والقوى الرأسمالية المهيمنة إلى الحروب لتخفيف الضغوط والتخلص من التداعيات المدمرّة. وهكذا حصلت أكبرحربين عالميتين في العالم وهما الحرب العالمية الأولى (1914-1918) والحرب العالمية الثانية (1939-1945) والتي تسببت هاتان الحربان تدمير المدن والبنى التحيتية و قتل أكثر من سبعين مليون إنسان (نساء وأطفال وشيوخ ونساء) مع إستخدام كافة أنواع الأسلحة ومنها السلاح الكيمياوي والجرثومي. فضلاً عن مئات الحروب بين الدول والحروب الداخلية الأهلية. وقبل الدخول في التفاصيل لابدّلنا من التركيز على الحرب في أوكرانيا وتداعياتها.
نتيجة لكثرة الحروب المدمرّة وما حصل من فناء للمجتمع البشري وما تسبب من ملايين المعوقين وإعاقة التطور التنموي وتدمير البيئة الصالحة للأنسان والحيوان والكائنات الحية والنبات وتطور الأسلحة المدمرة وفي مقدمتها إستخدام القنابل الذرية التي تعتبر جريمة كبرى ووصمة عار في جبين تجار الحروب، لجأت الدول وحكماء البشرية ومنظمات المجتمع المدني وكل التنظيمات التي تحرص على السلام العالمي وخوفاً من أن تتكرر حرب عالمية جديدة إنشأت أولاً -عصبة الأمم (1919-1945) وثانياً -هيأة الأمم المتحدة (1945)( التي وضعت ميثاقها الذي حرَّم نشوب حروب جديدة وقيّد سباق التسلح وحل الخلافات بالطرق السلمية والسهر على أمن وسلام وإستقرار الشعوب) بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية .وعلى خلفية تراكم الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والصراع بين الدول وبالخصوص الدول العظمى حدثت تطورات بإتجاه التصعيد بعد أن كشفت روسيا الأسباب الى أدت إلى إندلاع الحرب وبقرار منها، بعد تفاقم سلسلة من الأحداث وفي مقدمتها الإنقلاب الأوكراني اليميني على الحكومة الشرعية في العام 2014 وسلوك سياسة العداء ضد الحكومة الروسية وفي نفس العام أشتد العداء ضد السكان الروس في أقليم الدونباس وشن حملات عسكرية أوكرانية ضد الروس في الأقليم ولم تنفع الإتفاقيات حول وقف إطلاق النار والتي كانت بأشراف دولي، ولكن العمل إستمر على تقريب قوات الناتو من الحدود الأوكرانية المحاذية للأراضي الروسية، إقامة المختبرات البايولوجية والكيمياوية على الحدود مع روسيا، وبعد ذلك بدأ الموقف يتصاعد من خلال دعم الغرب أوكرانيا وحكومتها اليمينية المتطرفة مما دفع روسيا لطلب تعهدات من الغرب بأن تؤمن الحدود الروسية وعدم التصعيد ولكن لم يستجب حلف الناتو لهذه المطالب مما دفع روسيا أن تقوم بعملية عسكرية في الرابع والعشرين من شهر شباط 2022 وعدم اللجوء إلى بذل الجهود الدبلوماسية و التفاوض وإلتزام مساعي السلام، ثم حدث ماحدث من تصعيد غربي إعلامي وعسكري وتقديم مئات المليارات إلى أوكرانيا والكثير من المساعدات مع إتخاذ قرارات عقوبات واسعة ضد روسيا إضافة إلى العقوبات السابقة، مما أدى ذلك إلى تأثر الطاقة والأمن الغذائي عالمياً ومع خطورة الوضع إستمر حلف الناتو بتوسيع نفوذه.
لقد خيمت نتائج الصراع بين روسيا الإتحادية وحلفؤها وبين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفؤها ،على شعوب العالم حيث أصبح التلويح بالأسلحة النووية صريحاً والدخول بحرب عالمية ثالثة نووية مما سيؤدي ذلك إلى تدمير كوكب الأرض الجميل بسبب الرعونة وعدم تقدير الموقف وفقدان السيطرة . لقد إستفادت شركات النفط متعددة الجنسيات من قيمة أرباح تتعدى المائتي مليار دولار جراء أزمة الطاقة والعقوبات على روسيا . كما باشرت المجمعات الصناعية العسكرية الأمريكية والأوربية الكبرى بأنتاج مختلف أنواع الأسلحة وبيعها على أوكرانيا ودول أخرى تحسباً لنشوب حرب بين الشرق والغرب والحصول على مكاسب وأرباح فلكية. وبهذه الأسلحة سوف يقتلون ملايين البشر وتدمير البنى التحتية بدم بارد وكأنه فلم هوليودي.أنهم يحاولون تغيير ميزان القوى في أوكرانيا بضخ الأسلحة الحديثة وإفشال كافة المحاولات لغرض عقد سلسلة من المفواضات بين الطرفين الروسي والأوكراني دون التدخل في شؤونهما وكادت تنجح هذه المساعي ولكن أمريكا لم تتفق مع هذه المساعي بل تم تصعيد الموقف العسكري . كما إن الأمم المتحدة أصبحت مسلوبة الإرادة وضعيفة فلم تبذل جهود جديّة لإيقاف هذه الحرب ولم تكسر جدار التعنت من الجانبين الروسي والأوكراني . ولهذا يواجه العالم مخاطر جديّة على السلم العالمي مع تحريض مستمر لأوكرانيا على عدم إيقاف الحرب أو اللجوء إلى المفاوضات والحل السلمي بعد أن أمتلأت خزائن تجار الحروب بالأموال .إن كافة الأطراف المشتركة في هذه الحرب ستكون مسؤولة أمام الشعوب والرأي العام العالمي لما سيصل له الوضع الأمني دون الأكتراث بحرية الشعوب في سماع رأيها. فلابدّ من حملات عالمية تدعو للسلام والتذكير بما فعلته الحروب سابقاً حيث تسببت بتدمير الأقتصاد وخلق المصاعب المعاشية والخدمية إن هذه الحرب الدائرة الآن في أوكرانيا لايخرج منها طرف منتصر بل الجميع سوف يخسر . إن كل الجهود السابقة التي بذلت من أجل الحفاظ على السلام قد ذهبت أدراج الرياح حيث سال لعاب تجار الحروب على ما سيجنونه من هذه الحرب . كما علّقت موسكو المشاركة في معاهدة (نيوستارت) التي تُعد آخر إتفاقية متبقية بين روسيا والولايات المتحدة للسيطرة على الأسلحة النووية . ويشير المحللين السياسيين والإقتصاديين بأن هناك ملامح عالم جديد سوف يظهر والذي سيكون متعدد الأقطاب والدول التي كانت ضعيفة أصبحت قوية وإن القارات ودولها سيكون لها موقف لاتسمح به بالتلاعب بإستقلالها أو سيادتها بل ستظهر أحلاف جديدة تنظم ما يحصل وبالتالي لاتوجد قوة وحيدة في العالم تتحكم بمليارات البشر من ناحية حفظ السلام والأمن العالمي .أن صوت شعوب العالم يعلن ( لتتوقف الحرب في أوكرانيا فوراً ولينتصر السلام العالمي )
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل فشل المفاوضات بين قسد والإدارة السورية يعني الحرب؟
.. #جوانا_كركي تصدم هشام بهذا التصريح #ترند #اكسبلور #مشاهير #t
.. بعد المرحلة الثانية .. هل يلتزم ننتياهو بما تبقى من اتفاق غز
.. أيوب قرا : -لا يمكن لإسرائيل القبول بأن تبقى حماس في السلطة-
.. مراسل فرانس24 في رام الله يروي قصص أسرى فلسطينيين محررين